ليبيا: قطع الطرق يرفع الأسعار في طرابلس

19 مايو 2019
شمل الارتفاع جميع الخضروات المحلية والمستوردة(فرانس برس)
+ الخط -

عرفت أسعار الخضروات والفواكه في العاصمة الليبية ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام الماضية، في ظل عدم وجود طرق آمنة لنقل المنتجات من جنوب البلاد إلى الشمال، فيما أطلق مواطنون ومنظمات مجتمع مدني مبادرات تطوعية لتوفير سلع غذائية للفقراء والأسر النازحة عبر سلة رمضانية.

وشمل الارتفاع جميع الخضروات المحلية والمستوردة، فوصل سعر الطماطم إلى تسعة دنانير (6.4 دولارات) للكيلوغرام الواحد، بينما كانت تباع قبل اندلاع المعارك في محيط طرابلس بنحو دينارين ونصف الدينار، كذلك قفز سعر البصل إلى سبعة دنانير مقابل دينارين، فضلاً عن صعود باقي السلع بشكل جنوني وفق وصف كثير من المواطنين.

وتزداد الصعوبات المعيشية مع استمرار المعارك الناجمة عن هجمات مليشيات خليفة حفتر على طرابلس منذ مطلع إبريل/ نيسان الماضي، ما تسبّب في أضرار لمختلف الخدمات.

وأكّد تجار لـ"العربي الجديد" أن الارتفاع الكبير في الأسعار يرجع إلى غلق الأسواق الرئيسية للخضروات في العاصمة، كما أكد مزارعون من الجنوب الليبي توقف شحن السلع لأن الطرق غير آمنة في ظل المعارك المستمرة.

وقال وزير الاقتصاد في حكومة الوفاق الوطني علي العيساوي في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن غلق الطرق المؤدية إلى العاصمة أدّى إلى نقص السلع مؤخراً، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على استقرار الأسعار في الأسواق.

وفي ظل الضيق المعيشي الذي يعانيه النازحون، قام مواطنون بتوفير سلة رمضانية تتكوّن من السلع الأساسية من الأرز والحليب والتمر والسكر والشاي، وتوزعها على مراكز الإيواء.

كذلك قامت محلات تجارية بتوفير عربات فارغة كتبت عليها "إن أردت المساعدة عليك بوضع سلع هنا".
وقال فتحي الفرجاني، أحد أصحاب المحلات التجارية، لـ"العربي الجديد"، إن الفكرة اقترحت عبر مجموعة من المواطنين، وذلك لمساعدة الأسر الفقيرة والنازحة من مكان الاشتباكات، مضيفاً أنه لا يزال لديه ما يكفي من المؤن للصمود لتوزيعها على مدار شهر رمضان.

وقال ناصر الكريوي، عضو لجنة أزمة طرابلس: نسعى لتوفير سلة غذائية للنازحين في مراكز الإيواء بالتنسيق مع صندوق الزكاة، مضيفاً أن اللجنة تعمل على توفير الوقود والسلع والسيولة لبعض البلديات المتضررة في طرابلس.

كذلك أعلنت اللجنة الوزارية لشؤون النازحين المُشكلة من حكومة الوفاق الوطني البدء في إجراء المسح لحصر البيانات للنازحين من مناطق الاشتباكات في مناطق العاصمة. ويقدّر عدد النازحين وفق آخر البيانات الرسمية بـ60 ألف نازح.

ويتعقّد الوضع المعيشي لليبيين، بينما تسود المخاوف من إطالة أمد المعارك. وأضحت الخدمات الرئيسية في مرمى هجمات حفتر، الأمر الذي دفع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج إلى الإعلان خلال الأيام الأولى من اندلاع المعارك جنوب طرابلس أن بعض المدن الليبية تشهد، إلى جانب الهجمات المسلحة، "عدواناً على الجانب الاقتصادي والمالي".

وخصّص المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في الشهر الماضي ملياري دينار (1.43 مليار دولار) لتغطية تكاليف طارئة للحرب المستمرة، مثل علاج المصابين وتوفير السلع.

المساهمون