ليبيا: طرابلس تستعدّ لمعركة كبرى

10 يوليو 2014
تحضيرات لـ"ثورة مسلحة ثانية" في طرابلس (دانييل بيريهولك/Getty)
+ الخط -
قد تشهد ليبيا، يوم الجمعة المقبل، الذي يصادف العشرين من رمضان، معركة حاسمة تقودها كتائب عسكرية من مصراتة، موالية لرئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، نوري بو سهمين، ضد كتيبتي "القعقاع" و"الصواعق" المحسوبتين على حلفاء رئيس "تحالف القوى الوطنية"، محمود جبريل، واللواء خليفة حفتر.

وعلم "العربي الجديد"، من مصادر في العاصمة الليبية طرابلس، أن كتيبة "المرسى الكبرى"، إحدى أكبر الكتائب التابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي من مصراتة، دخلت العاصمة طرابلس بتجهيزات مسلحة على حوالي 450 سيارة، في إطار خطة أمنية تهدف إلى كسر سيطرة كتيبتي "القعقاع" و"الصواعق" على مطار طرابلس الدولي، وجمعية "الدعوة الإسلامية".

وتوقعت المصادر أن يشرف رئيس "المؤتمر الوطني العام"، القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، نوري بوسهمين، على العملية، على أن يظهر إعلامياً للإعلان عن بدء العملية المتوقعة في العشرين من رمضان، ذكرى تحرير العاصمة طرابلس من سيطرة قوات القذافي.

ويرجّح بعض المراقبين أن تنضم للعملية العسكرية، كتائب مسلحة من طرابلس، ترفض سيطرة ميليشيات "القعقاع" و"الصواعق"، المكونة أساساً من بقايا اللواء 32، وكتيبة محمد المقريف، والتي تسلمها رئيس حزب "تحالف القوى الوطنية"، المقيم في دولة الإمارات منذ سنة، محمود جبريل، من قائدها البراني اشكال، أحد أبرز رجالات النظام السابق. ووضع جبريل الكتيبتين تحت تصرف عماد الطرابلسي، آمر كتيبة "الصواعق"، وعثمان مليقطة من الزنتان.

ويعرب مراقبون عن خشيتهم من أن يتبنى "المؤتمر الوطني" العملية، وهو على وشك تسليم السلطة التشريعية في البلاد إلى مجلس النواب المنتخب في 25 يونيو/حزيران الماضي، إذ ستعلن المفوضية العليا للانتخابات الليبية النتائج النهائية في 20 يوليو/تموز الجاري، على اعتبار أن تبني "المؤتمر الوطني" لما يسمّيه البعض بـ"الثورة الثانية" التي قد تندلع غداً الجمعة، قد يوحي بأنه يسعى لتأجيل تسليم السلطة إلى البرلمان المنتخب.

على صعيد آخر، اتهم "مجلس شورى ثوار بنغازي"، وهو مجلس عسكري يضم الكتائب المقاتلة ضد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عدا كتيبة "أنصار الشريعة"، في بيانه التاسع، غرفة العمليات الأمنية المشتركة في بنغازي بالتنسيق مع حفتر، الذي يشن حرباً على إسلاميي المدينة، تحت مسمى "عملية الكرامة"، منذ السادس عشر من مايو/ أيار الماضي.

وأشار البيان إلى أن غرفة العمليات الأمنية المشتركة تدعم "عملية الكرامة" مالياً، وعسكرياً، وتموينياً، مستدلاً بتصريح لصقر الجروشي، أحد الضباط المنضمين لحفتر. ويفيد بأن قوات حفتر استجابت لدعوة الغرفة الأمنية المشتركة بقصف مواقع الثوار بالطيران الحربي يوم 26 يونيو/حزيران الماضي. وأشار البيان إلى "تهاون الغرفة ورئيسها، العقيد عبد الله السعيطي، في حفظ الأمن والكشف عن جرائم الاغتيال بالمدينة، على الرغم من تلقيها الدعم المالي من الحكومة الليبية". وكان "مجلس شورى ثوار بنغازي"، في بيانه الثامن، قد أعلن عن عزمه ملاحقة كل من يثبت تعاونه مع حفتر.

القدوة يلتقي صوان

على صعيد آخر، كشف رئيس حزب "العدالة والبناء"، محمد صوان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا، ناصر القدوة، وصل إلى العاصمة طرابلس، الثلاثاء، في أول زيارة له منذ تكليفه.

وأوضح صوان أنه التقى القدوة، يوم الأربعاء، في مقر الحزب بطرابلس، وأطلعه على مجمل الأوضاع السياسية والأمنية بليبيا، وذكر له "التهويل الذي تحاول تصويره بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية، وبعض أطراف العملية السياسية الليبية المقيمين بالخارج حول مسألة الإرهاب، وأن أطرافاً ليبية وعربية تستخدمها كذريعة للتدخل الأجنبي بليبيا" على حد تعبيره.

وأعرب صوان للقدوة عن إحباطه إزاء دور الجامعة العربية في ليبيا، على خلفية أن دولاً عربية بارزة "لا تريد للربيع العربي أن يكمل مشواره نحو دولة الديمقراطية، وهي تسعى لاستقرار هش يخدم مصالحها بعيداً عن مصالح الشعوب".

وطلب صوان من القدوة أن تتبنى الجامعة مبادرة حوار حول ليبيا، تجمع فيها كل أطراف العملية السياسية، باعتبار أن أغلب الفاعلين في المشهد السياسي الليبي ليس لديهم حساسيات خاصة مع الجامعة العربية.

واستنكر صوان عدم إصدار الجامعة بياناً يدين العملية العسكرية التي يشنها حفتر في بنغازي.

المساهمون