ليبيا: تفاصيل عملية جديدة للجضران في مواقع سيطرة حفتر

26 اغسطس 2018
فشلت عملية مماثلة للجضران في يونيو (عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
وسط استعدادات عسكرية كبيرة تجريها قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وسط وجنوب غرب البلاد، تتوالى الأنباء عن نية قائد حرس المنشآت النفطية السابق، إبراهيم الجضران، معاودة شن هجوم على منطقة الهلال النفطي، بعد فشل عمليته السابقة منتصف يونيو/ حزيران الماضي.

مصادر عسكرية بإجدابيا كشفت لـ"العربي الجديد"، النقاب عن تحالف عسكري جديد تم التجهيز له في اجتماعات مكثفة شهدتها منطقة سبها، جنوب البلاد، بين الجضران وقادة من أنصار معمر القذافي وفصائل تمرد تشادية، تهدف إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة للسيطرة على أكثر من منطقة وليس الهلال النفطي فقط.

ودفع حفتر بالمزيد من قواته إلى منطقة الهلال النفطي، وسط أنباء تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي عن تحرك وحدات من "قوات الصاعقة" التابعة له إلى جنوب غرب البلاد، وتحديدا إلى منطقة غات، رغم نفي المتحدث باسم "الصاعقة"، ميلود الزوي، تلك الأنباء على صفحته الرسمية.

وعن تفاصيل الحلف الجديد، أفادت المصادر بأن الجضران التقى العميد قائد قوات حفتر السابق بمنطقة ورشفانة، غرب طرابلس، عمر تنتوش، المنشق عنه والفار من منطقته، برفقة قيادات عسكرية أخرى من أنصار القذافي لتكوين لواء يضم أبناء القبائل الموالية للقذافي في الجنوب الليبي.

كما قالت المصادر إن "مليشيات من المعارضة التشادية ستكون ضمن الحلف العسكري تمتلك مواقع هامة بالجنوب الليبي، ولا سيما في مناطق أم الأرانب ونقاط تمركز حول جبال الهروج"، مشيرة إلى أن فصائل من قبائل التبو قد تشارك في العملية العسكرية الجديدة.

وعن وجهة عملية الجضران الجديدة، قالت المصادر إن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير، بحسب تموضع قوات الجضران وحلفائه، إلى عزمها على الهجوم في ثلاثة اتجاهات: الأول باتجاه مناطق الهلال النفطي، والثاني للسيطرة على القواعد الجوية الهامة، وهما الجفرة وتمنهنت، التي من الممكن أن يستخدمها حفتر منطلقا لطيرانه، والثالث للسيطرة على قاعدة براك الشاطئ، المعقل الرئيس لقوات حفتر بالجنوب.

وتهدف الحملة، بحسب المصادر نفسها، إلى تشتيت قوة حفتر وإضعافها، كما تعتقد المصادر أن الجضران وحلفاءه من أنصار القذافي يسعون للتموضع ضمن توازن القوى المسيطرة على البلاد استباقا لأي عملية سياسية جديدة، ولا سيما مرحلة الانتخابات المقبلة التي من المرجح أن تفرز أجساما سياسية وأمنية جديدة.

ويعتبر الجنوب الليبي منطقة خارج سيطرة سلطتي طرابلس وطبرق، إذ تسيطر عليه مليشيات قبلية منذ إطاحة نظام القذافي، قبل أن تتواجد في أجزاء منه القوة الثالثة بتكليف من المؤتمر الوطني السابق منذ عام 2013، الذي تحول إلى خصم لحفتر الساعي منذ عام 2016 إلى ضم الجنوب إلى مناطق سيطرته من خلال تحالفه مع قبائل التبو وفصائل حركة العدل والمساواة السودانية.

وحدث ذلك قبل أن تندلع مواجهات مسلحة انتهت بإخلاء القوة الثالثة لمواقعها في قاعدة تمنهنت التي سيطر عليها حفتر برفقة الجفرة وبراك الشاطئ، تاركا منطقة الجنوب ساحة للصراع بين قبيلتي أولاد سليمان والتبو، ولا سيما في سبها.



وشجع الفراغ الأمني في المنطقة مليشيات معارضة للحكم في تشاد على الانتشار في مناطق مثل أم الأرانب ومرزق والقطرون وغيرها، وفي مارس/ آذار الماضي أطلق حفتر عملية عسكرية هدد فيها بإخراج مليشيات المعارضة التشادية، لكن انشغاله بالعمليات العسكرية في الشرق الليبي جعلت من تلك العملية حبرا على ورق، لتكون بعض مناطق الجنوب منطلقا لهجوم نفذه الجضران، منتصف يونيو/ حزيران الماضي، على منطقة الهلال النفطي.