ليبيا تتسلم "شحنة نقدية" من بريطانيا بـ228.5 مليون دولار

03 يوليو 2016
دعوات لتحرير سعر صرف الدينار الليبي (Getty)
+ الخط -

استلم مصرف ليبيا المركزي بطرابلس، شحنة جديدة تقدر بنحو 320 مليون دينار (228.5 مليون دولار) من العملة الورقية المطبوعة في بريطانيا وصلت جواً إلى مطار معتيقة الدولي نهاية الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي الشحنات النقدية التي استلمها المركزي من لندن خلال شهر يونيو/ حزيران إلى نحو مليار دينار (714 مليون دولار).
وما زالت المصارف التجارية بمختلف مناطق ليبيا تعاني من الطوابير الطويلة أمام المصارف التجارية، ولم تتسلم المناطق النائية أية سيولة منذ مطلع شهر رمضان، فيما يرفض مركزي طرابلس التعامل بالعملة المطبوعة في روسيا من قبل مصرف ليبيا المركزي بالبيضاء (شرق) والبالغة أربعة مليارات دينار.

وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي عطية الفيتوري، لـ"العربي الجديد"، إن حالة الاقتصاد الليبي تحتاج إلى علاج سريع لأنه يتجه عكس الطريق الذي يؤدي إلى الاستقرار والنمو، فالاقتصاد الليبي يعانى مما يسمى بمصيدة السيولة، بسبب عدة عوامل منها انعدام الثقة المطلوبة بين المودعين والمصارف، واكتناز المواطنين أموالهم في الخزائن الخاصة، بالإضافة إلى قصور الجهاز المصرفي في توعية الناس، وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

ويبلغ حجم السيولة المتداولة نحو 25 مليار دينار، واتخذ المصرف المركزي عدة إجراءات بهدف إعادة الثقة بالجهاز المصرفي، إلا أنها لم تسفر عن حل أزمة السيولة حتى الآن.

ودعا أستاذ الاقتصاد بجامعة مصراتة عمر زرموح، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى ضرورة حل مشكلة السيولة بتحرير سعر الصرف ورفعه إلى 3.5 دنانير للدولار الواحد، للسيطرة على السوق الموازية التي تبيع الدولار حالياً بنحو 4.25 دنانير في الوقت الذي يبلغ فيه السعر الرسمي 1.4 دينار، مشدّداً على أهمية تسهيل فتح الاعتمادات لتحريك عجلة الإنتاج وتنشيط الحياة الاقتصادية.

وطالب زرموح، المصرف المركزي بتحديد سقف للسحب يقبله الجميع (5 آلاف دينار شهرياً مثلاً)، وأن يكون الدفع النقدي بالصكوك والحوالات دون قيد أو شرط. وعلى المصارف أن تنشط غرف المقاصة بحيث لا تتجاوز تسوية الصكوك والحوالات أسبوعاً واحداً في أسوأ الأحوال، حسب زرموح.
ومن جانبه، قال عميد كلية الاقتصاد بجامعة طرابلس أحمد أبولسين، لـ"العربي الجديد"، إن ليبيا تمر بأزمة سيولة حادة، مشيراً إلى عقم السياسة النقدية في ظل انقسامات مالية في البلاد.

وكان عضو مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي في البيضاء (شرق)، مراجع غيث، قد قال في تصريحات سابقة لـ "العربي الجديد"، إن مسألة توحيد المؤسسات الموازية في ليبيا وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي تسير ببطء شديد.

وأوضح غيث أن هناك تنسيقاً بين مصرفَي ليبيا المركزيين بالعاصمة طرابلس والبيضاء من أجل توحيد السياسات النقدية، وهناك لجان فنية تتواصل باستمرار وتعقد اجتماعات وآخرها كان بشأن أزمة السيولة التي تمر بها البلاد.
وعقد اجتماعان بالعاصمة التونسية، مؤخراً، بين محافظي مصرف ليبيا المركزي بطرابلس المعترف به دولياً والبيضاء التابع لمجلس النواب تحت إشراف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بهدف توحيد المؤسسات المالية.

المساهمون