ليبرمان يهاجم فلسطينيي 48 ويدعوهم للعودة إلى رام الله

07 مايو 2014
خلال تظاهرة نظمها فلسطينيو 48 احياء للنكبة(جاك كوز/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أثارت مسيرة نظّمها عشرات آلاف الفلسطينيين في داخل أراض 48، أمس الثلاثاء، غضباً في الأوساط الإسرائيلية الرسمية والشعبية، بلغ حد مطالبة وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، المشاركين بمواصلة سيرهم إلى رام الله.
ونظّمت جمعية "المهجرين في الداخل الفلسطيني المحتل"، مسيرة إلى قرية لوبيا المهجرة تحت شعار: "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، لاحياء ذكرى النكبة الذي يصادف في 15  مايو/ أيار.
واستغل ليبرمان مسيرات العودة التقليدية، لصبّ مزيد من التحريض العنصري ضد فلسطينيي الداخل، واتهامهم بأنهم طابور خامس، داعياً إياهم، في حديث نقلته "الإذاعة الإسرائيلية"، إلى مواصلة سيرهم إلى رام الله، والعيش تحت راية السلطة الفلسطينية.
واعتبر ليبرمان أن "أقلّية من فلسطينيي الداخل، وبالأساس قياداتهم السياسية والحزبية، هي التي تثير هذه الضجة والتي تعمل طابوراً خامساً في إسرائيل"، عبر الاستفادة من "حرية التعبير والتنظيم السياسي غير المتوفرة في أي من الدول العربية".
وكان ليبرمان قد طرح سابقاً مشروعاً عُرف باسم "التبادل السكاني" ويقضي بترحيل فلسطينيي الداخل، في المثلّث، وإلحاقهم بالسلطة الفلسطينية، كبديل عن إبقاء الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية.
في المقابل، أثارت تصريحات ليبرمان حفيظة فلسطينيي الداخل. وقال رئيس ائتلاف حق العودة العالمي في إقليم فلسطين، سليمان فحماوي، لـ"العربي الجديد"، إن "المشاركة في المسيرة كانت تمثّل كل فلسطينيي الداخل ولاجئي الداخل والخارج، وجميع مخيمات اللجوء، وهم ليسوا بأقلية".
وأضاف المتحدث الرسمي باسم لجنة الدفاع عن المهجرين، أن "ليبرمان هو مَن يمثّل الأقلية. أتى من روسيا فليعُد هو، أما نحن فخُلقنا وهنا باقون حتى عودة اللاجئين".
وأشار إلى أن "هذه المسيرة الـ17 تنظمها لجنة الدفاع عن المهجرين، فيما 300 ألف مهاجر فلسطيني بالداخل يقطنون على مرمى حجر من أرضهم"، مطالباً "بفتح طريق العودة إلى الأرض الأم فلسطين".
من جهته، علّق رئيس "كتلة التجمع الوطني الديموقراطي"، جمال زحالقة، على تصريحات ليبرمان، قائلاً: "نحن أهل البلاد الأصليين وليبرمان هو مهاجر، ومن سخريات القدر أن يقترح المهاجر على ابن البلد أن يترك بلاده. هذا الأمر غير موجود في أي مكان في العالم".
وأضاف: "نحن نعرف أن ما نقوم به يُغضب العنصريين، كأمثال ليبرمان، وهذا بحد ذاته دليل على صحة ما نقوم به".
أما رئيس "كتلة الجبهة الديموقراطية"، النائب محمد بركة، فاقترح على ليبرمان الرحيل إلى مسقط رأسه.
ورأى بركة، الذي ينحدر من قرية صفورية المهجرة، أن كلام ليبرمان "يمثّل مؤسسة وليس مزاجاً فردياً، ويمثّل حكومة بكاملها، ويضع إسرائيل في قلب الأبارتهايد".
بدوره، قال النائب عن "الحركة الإسلامية الجنوبية"، مسعود غنايم، إن "ليبرمان بحاجة إلى الكثير لتعلُّم التاريخ". وأضاف: "هذه أرض فلسطين، وقامت الحركة الصهيونية بتهجيرنا بالقوة من أرضنا، لنتحوّل بذلك من أغلبية إلى أقلية، تعيش ضمن خُمس أكثرية يهودية".
ولفت إلى أنه "من حقنا رفع العلم الفلسطيني، وسنبقى على أرضنا، ولدنا هنا وهذا وطننا".
ويُجمع قادة الحركات والأحزاب السياسية في الداخل الفلسطيني، على أن تصريحات ليبرمان لا تعبّر عنه، بل هي تؤسس لسياسة وقناعات لدى الحكومة الإسرائيلية وأوساط واسعة في المجتمع الإسرائيلي.
هذه الأوساط باتت ترى بأنه لا ضرر في حلقة جديدة من الترحيل، ما يخفّف، من وجهة نظرها، من "العبء الديموغرافي العربي في الداخل" من جهة، ويشرّع إبقاء المستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية.