اكتشفت عائلة أميركية من ولاية لويزيانا مؤخرًا، أن لوحة "Salvator Mundi مخلص العالم" الشهيرة، كانت معلقة في منزلها، قبل أن يعاد عرضها باعتبارها تحفة الرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، بحسب ما كشفت "وول ستريت جورنال".
وكشفت السجلات أن اللوحة التي تصور السيد المسيح رافعًا يده اليمنى، حاملًا بيسراه كرة زجاجية يعلوها صليب، كانت موثقة ضمن مجموعة تشارلز الأول، ملك بريطانيا قبل إعدامه عام 1649، ثم انتقلت مرارًا من يد إلى أخرى، وضاعت بشكل غامض خلال نصف القرن الماضي، من دون أن يعلم أحد عنها شيئًا، قبل أن تظهر من جديد في المتحف الوطني بلندن عام 2011، وتباع لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مقابل مبلغ 450.3 مليون دولار، وهو السعر الذي علق عليه خبراء فنيون بأنه "مبالغ بشكل كبير".
وبحسب التفاصيل المنشورة، فإن اللوحة الثمينة التي تعتبر اليوم أغلى لوحة في العالم، بقيت عقودًا في منزل عائلة بلويزيانا، قبل أن يشتريها التاجران روبرت سيمون وألكسندر باريش عام 2005، مقابل أقل من 10 آلاف دولار، ويضغطا على المجتمع الفني للاعتراف بها، كتحفة دافنشي، عبقري فن النهضة.
وعلمت سوزان هندري تورو، البالغة من العمر 70 عامًا، قبل أسبوع فقط أن لوحة كان يملكها والدها باسيل كلوفيس هندري، اعتُرف بها كتحفة دافنشي، وأوضحت أنه حصل عليها بعد أن ذهبت هي وإخوتها للعيش بعيدًا عن منزل العائلة، كما أكدت أن شقيقها وابنته يتذكران جيدًا اللوحة وهي معلقة على الجدار، وقالت: "لا يمكننا أن نصدق أن هذه التحفة الرائعة كانت في منزلنا، ولم نتعرف عليها".
وأوضحت سوزان أن والدها الذي توفي عام 2004، ورث اللوحة من عمته ميني ستانفيل كونتز عام 1968، والتي اشترتها بدورها من مزاد علني في لندن عام 1958، مقابل أقل من 120 دولارا، إذ كان يعتقد حينها أن اللوحة لأحد الفنانين المغمورين، الذين لا تشتهر أعمالهم، وأكدت هندري تورو أيضًا أنها لا تعتقد أن والدها أو عمتها كانا على دراية بمدى أهمية الذي اقتنياه. وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وأرسلت اللوحة بعد وفاة والد سوزان إلى معرض سانت تشارلز بنيو أورليانز، وبيعت عام 2005 بمزاد علني للتاجرين سيمون وباريش، اللذين تعاونا مع ديان دواير موديستيني، اختصاصية الفن بجامعة نيويورك لتنظيفها ودراستها، وحصلا لاحقًا على اعتراف بأنها تحفة دافنشي، وعرضت لأول مرة بعد ذلك في المتحف الوطني بلندن عام 2011.
وبيعت اللوحة عام 2013 لمستشار فني سويسري مقابل 80 مليون دولار، ثم حصل عليها الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف مقابل 127 مليون دولار، قبل أن تصبح أغلى لوحة في العالم، بعد أن اشتراها الأمير السعودي بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود من مزاد علني في دار كريستيز بنيويورك عام 2017، في صفقة تاريخية مقابل 450.3 مليون دولار.
ولم يكن الأمير سوى وسيط لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الشاري الحقيقي للوحة، والذي قدمها هدية دبلوماسية لولاية أبو ظبي، وكان من المفترض أن تعرض في متحف اللوفر أبو ظبي في 18 سبتمبر/ أيلول الفائت، إلا أن وزارة الثقافة والسياحة الإماراتية أجلت المعرض إلى أجل غير مسمى.
يذكر أن اللوحة عرضت على هيئة ثقافية بدولة قطر ورفضت شراءها، نظرا لأن معظم عناصر اللوحة كان مرمما، ونسبة العناير الأصلية لا تزيد عن 20 في المائة، إضافة إلى السعر الكبير الذي وضع لشرائها.