لوحات فنية توثق الاعتداء على القطاع الصحي في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
21 ابريل 2015
+ الخط -

وقفت الفنانة التشكيلية الفلسطينية، عواطف السقا، أمام لوحتها الفنية التي رسمت فيها سيدتين محاطتين بالآلام والمصاعب، وظهرت فيها حاجتهما الماسة للأمن والرعاية الصحية، التي تمثلت برسم شعاري الهلال الأحمر، والصليب الأحمر.

إلى جانب لوحة الفنانة السقا، اصطفت مجموعة لوحات أخرى حاكت واقع المهام الطبية والمسعفين والسيارات والمباني التي تأثرت بشكل كبير خلال الحروب على قطاع غزة، في معرض نظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، بمشاركة الهلال الأحمر ومرسم الفنون الجميلة "أتيليه".

لم تغفل اللوحات التي شارك فيها الفنانون إظهار الدور الهام والرئيس الذي تلعبه الخدمات الصحية خلال الأزمات والحروب في إنقاذ وحماية أرواح المواطنين، عبر تواجدها المتواصل في أماكن الحدث، ومواجهة الصعوبات لتنفيذ المهام الموكلة إليها.

وقالت الفنانة السقا لـ"العربي الجديد"، إنها شاركت في المعرض، للتأكيد على دور المهن الطبية الهام في حفظ حياة المواطنين، مشيرةً إلى أنها رسمت حاجة المرأة الماسة للأمن والسلام والتحرر من القيد والخوف، متمنيةً انتهاء كل أشكال الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.

أما مشرفة الرسم في مرسم الفنون الجملية، الفنانة التشكيلية، رشا أبو زايد، فقالت: "جاءت الرسومات المشاركة في معرض "احترام الرعاية الصحية" نتاجاً لعمل وتدريب 20 شاباً وشابة، استمر نحو أسبوعين، وتم التركيز فيه على الأجواء والأوضاع التي عصفت بمؤدي المهام الطبية خلال فترات النزاع".

وأضافت أبو زايد لـ"العربي الجديد"، أنها لمست تجاوباً كبيراً من الفنانين المشاركين، والذين وهبوا الفكرة جهدهم حتى خرجت بالشكل المطلوب، لافتةً، في الوقت ذاته، إلى أهمية الفن في إيصال رسالة إلى مختلف شرائح الشعب الفلسطيني والعالم.

أما الفنانة التشكيلية سمية الأقرع، فقد رسمت مسعفة على جبينها شارة الصليب الأحمر، تحتضن بذراعيها التي مثلتهما بشارة الهلال الأحمر مختلف شرائح الشعب، وتقول: "أردت من خلال الرسمة إظهار أهمية الهلال والصليب في حفظ أرواح المواطنين، والتأكيد على ضرورة الرعاية التي تقدمها تلك المؤسسات".




وشارك أصغر فنان تشكيلي في المعرض بلوحة، رسم فيها حقيبة المسعِف التي علتها شمعة، وقال لـ"العربي الجديد": "تعرض المسعفون خلال الحرب لمختلف أشكال الخطر، نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر لهم، واستخدمت الألوان الداكنة للدلالة على الخطر والخوف الذي لفّهم خلال الحرب". وقال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، عمر العزايزة، لـ"العربي الجديد": "خطرت لنا الفكرة بعد الحرب، بعد إصابة واستشهاد عديد من الكوادر الطبية"، لافتاً الى أن الصليب والهلال اختارا التعبير عن واقع المهن الطبية خلال الحرب عن طريق الفن.

من ناحيتها، قالت الناطقة باسم الصليب الأحمر في قطاع غزة، سهير زقوت: "إنّ حياة الملايين حول العالم تتعرض للخطر نتيجة الاعتداء على الكوادر الطبية والمسعفين وسياراتهم ومبانيهم" وأضافت: "لذلك قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر بإطلاق حملة تظهر أهمية الخدمات الطبية بعد دراسة أجريت في أكثر من 70 دولة حول العالم".

وأضافت لـ"العربي الجديد": "أُطلقت الحملة منذ عام 2011، لتسليط الضوء على أهمية حماية واحترام الرعاية الصحية، عبر سلسلة أنشطة، كان منها نشاط في غزة لتدريب 20 فناناً وفنانة، لعكس واقع الخدمات الطبية، وفق منظورهم الفني". وتابعت: "اتخذ الصليب الأحمر من الفنانين نافذة يطل منها الناس على أوضاع الرعاية الصحية في قطاع غزة، والذي تعرض لثلاث فترات من الحروب خلال عقد واحد من الزمن".


اقرأ أيضاً:
"في غمضة عين".. معرض يوثق حياة بدويات فلسطين
معرض برام الله.. عندما يكون الشارع ريشة وورقة
الفنان الفلسطيني أحمد الدنّان: رسوماتي شواهد من واقع القضية
المساهمون