لهذه الأسباب تسيطر أندية شرق آسيا على دوري الأبطال

02 يناير 2019
بطل دوري الأبطال كاشيما أنتلرز الياباني (تويتر)
+ الخط -
منذ انطلاقة مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم عام 1967، وحتى الآن تسيطر أندية شرق آسيا على بطولاتها، ولكن العكس يحدث في ما يتعلق بمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي التي تشهد سيطرة عربية شبه كاملة منذ أن انطلقت عام 2004 وحتى الآن.

وعلى مدار 50 عاما من عمر بطولة دوري أبطال آسيا، لم تنل الأندية الواقعة في غرب القارة، وأكثرها من الخليج العربي، سوى تسع بطولات فقط، ثماني منها للأندية العربية (الخليجية حصرا) وواحدة لإيران، ما يعني أن النسبة غير قابلة للمقارنة مع أندية شرق آسيا المهمينة على الكؤوس.

ويثبت على مر السنين أن كرة القدم الآسيوية في الشرق هي الأفضل وتتقدم بشكل جيد عن نظيرتها كرة القدم في غرب آسيا رغم الصراع المثير بينهما، ورغم أن مسابقة دوري أبطال آسيا تشهد مشاركة أندية النخبة فيها وأن معظم ألقابها تذهب لأندية الشرق، لكن هذا لا يعني أنها تخدم كثيرا منتخبات بلادها، بل تخدمها ضمن حدود معينة فقط.

والمتتبع يجد أن ما يخدم المنتخبات أكثر هو العدد الكبير من اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية، والذين يشكلون الفارق مع بلادهم، وقد ساهم ذلك في تطور كرة القدم في شرق آسيا، على غرار اليابان وكوريا الجنوبية، الأكثر حصدا للبطولة، في الوقت الذي دخلت فيه الأندية الأسترالية بوابة المنافسة أيضا لكن لم يحالفها الحظ، لأنها تعتمد على لاعبيها المحليين وأبرزهم لا يملكون تجارب احترافية في أوروبا.

وتعتمد باقي الأندية المشاركة في شرق آسيا على اللاعبين المحليين في دورياتها، والقليل منهم احترف في الأندية الأوروبية، وبالتالي تظهر نتائجهم في التتويج بالبطولات شحيحة رغم تحسن مستوى أداء منتخباتهم، مثل الصين وتايلاند وكوريا الشمالية وفيتنام وغيرها التي كانت تعاني من خسارات كبيرة في التصفيات والبطولات المحلية.



ولكن الوضع اختلف حاليا وفرضت تلك الأندية وجودها خلال هذه الفترة، وحتى أن أنديتها بدأت تتحرك بشكل أكثر فاعلية، ما ساهم في تطوير منتخباتها التي تشارك في التصفيات والنهائيات الآسيوية وباتت تحقق نتائج جيدة مقارنة مع الماضي القريب.

أما بطولة مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي والتي انطلقت عام 2004، فشهدت سيطرة عربية على مر السنين، بل إن آخر 3 ألقاب صبت في صالح الأندية العراقية (القوة الجوية)، ومع هذا فإنها بطولة أقل أهمية من دوري الأبطال بمراحل.

وبعد مرور أربع عشرة نسخة منها، أحرزت الأندية العربية اللقب ثلاث عشرة مرة، ورغم ذلك فهي مهمة للأندية العربية التي بدورها ستقدم لاعبين جاهزين لمنتخبات بلادها التي تشارك في البطولات القارية، وهي عكس دوري أبطال آسيا من حيث عطاء اللاعب فيها لصالح منتخباته التي تشارك في كاس أمم آسيا؛ فالأندية في هذه المسابقة دائما ترفد المنتخبات بلاعبين مميزين، من خلال ظهورهم بمستوى فني مرتفع، ولهذا نرى أن لاعبي هذه الأندية يكون لهم حضور إيجابي في منتخباتهم ويكونون سببا في الانتصارات.

ورغم هذا التطور الحاصل في الأندية، ولكن لم نشهد تقدما مفيدا لهذه المنتخبات بما يناسب التطور الحاصل في شرق آسيا. وتحتاج كرة القدم في غرب آسيا لتطوير آلية عمل الأندية في ما يسمى بالاحتراف، إذ إن الاحتراف يحتاج إلى جهود كبيرة ومضاعفة، كما نرى في اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية والصين، وأيضا كما نرى في القارة الأفريقية، حيث كان لأنديتها ولاعبيها المحترفين والمحليين دور في رفع مستوى كرة القدم وتطويرها في بلادهم حتى دخلت عالم كرة القدم العالمية.
المساهمون