قبل أيام قليلة احتضنت مدينة عنّابة الجزائرية "مهرجان الفيلم المتوسّطي"، وابتداءً من الغد، ستحتضن قسنطينة فعاليات "مهرجان الفيلم المتوّج"، وبينهما تحتضن العاصمة، حالياً، "مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم".
وفي بجاية، أُقيم أيضاً قبل أسابيع مهرجان الفيلم الأمازيغي، وشهد العام نفسه إقامة مهرجان وهران للفيلم العربي، إضافةً إلى "الأيام السينمائية" التي تقام هنا وهناك.
وفي بلد بحجم الجزائر لا يتجاوز عدد قاعات السينما في عاصمته أصابع اليد الواحدة، تبدو زحمة المهرجانات هذه احتفالاً ببضاعة تقتصر على صانعيها فقط، وموجّهة أساساً إلى الحاضرين والمنظمين لها، وإلى القلة من الجمهور الذي تيسّر له الحصول على دعوات.
وإذا أضفنا إلى هذا الشح في دور العرض، هزال الإنتاج السينمائي وانحساره على اجتهادات فردية استطاعت بمثابرة صانعيها وشغفهم لفت الانتباه وحصد جوائز في مهرجانات دولية، سيكتمل المشهد العبثي للواقع السينمائي الجزائري.
ولسنا نعلم أي نهج أو استراتيجية -عدا تبرير النفقات- مبتغاة من وراء تنظيم كل هذه المهرجانات لسينما أضحت مفقودة، وترفاً يقتصر على من يقطنون بقرب الدور التي تكافح للبقاء؛ ليبدو حرص الجهات الوصية على إقامة هذه المعارض أو إعادة بعثها أهمّ من ترميم دار أو قاعة عرض، وهي تكشف بذلك عن "سياسة" تولي عناية خاصة بالسرج المعدّ لفرس لم تحضر بعد، كما في المثل المعروف.
اقرأ أيضاً: فصل بارد