لديكور مريح: الصالونات والمداخل للمصمّم.. وغرف النوم لأصحابها

23 فبراير 2015
(Getty)
+ الخط -

كل ما نملكه في هذه الحياة يُشبهنا، حتّى منزلنا الذي نعيش فيه طيلة حياتنا يجب أن يُشبهنا إلى حدّ كبير، من خلال التصميم والمفروشات والألوان التي يفترض أن تعكس جميعها شخصيتنا ومزاجنا وذوقنا.

تقول مالكة "Atelier Artissus" لتصميم الديكور والمفروشات أميمة جمعة إنّ "السكن هو مصدر راحة وأمان لكلّ فرد، فالسكن هو مكان تسكن فيه الروح قبل الجسد. ومن هذه النقطة يجب أن يكون طابع المنزل مريحاً لكي نستطيع الانطلاق منه إلى حياتنا اليومية وضغوطها، وحتّى بعد العودة من العمل وبعد يوم طويل من التعب يجب أن نشعر بالراحة في مسكننا".

وتضيف أميمة في حديثها إلى "العربي الجديد": "بالطبع كلّ بحسب قدرته المالية". وتشرح أنّ "الفكرة أو الصورة الأساسية من ديكور المنزل هي ضرورة أن يُشبه مالكيه أو من يسكنون فيه لكي يكون مصدر راحة لهم". وتتابع مقدّمة بعض النصائح البسيطة: "بالطبع يكون هذا عبر إضافة لمسات خاصّة بمصمّم الديكور لترجمة أفكار أصحاب البيت وحاجاته، مع توجّه حرفيّ بهدف الوصول معاً إلى صورة جميلة للمنزل تُشبه تصوّرات قاطنيه".

وتكمل مفصّلة رأيها: "المصمّم بالتأكيد لديه أفكار ورؤية واضحة يستمدّها من أصحاب المنزل لترجمة أفكارهم، والمصمم لا يستطيع بمفرده الوصول إلى صورة كاملة وإنما هو بحاجة إلى فريق عمل من حرفيين محترفين لترجمة الأفكار على أرض الواقع".

أنشأت أميمة "Atelier Artissus" منذ 12 عاماً، وتقول: "بدأت بمفردي كهاوية واليوم أعمل مع ابنتي التي تدرس الهندسة الداخلية وتُساعدني في الأفكار وفي التصميم ومع فريق عمل من نجّارين وخيّاطين". هي التي بدأت العمل على خطّ جديد يخصّ الطاولات "التي تُعتبر قطعة مهمّة من المفروشات ويجب أن تكون لوحة في البيت". وتدعو إلى الاطّلاع على التصاميم في موقعها على إنستغرام بعنوان: "Scamla".

وبحسب المصمّمة التي اكتسبت خبرتها بالتجربة والقراءة ومتابعة خطوط الموضة في الكتب والمجلات العالمية: "التصميم الداخلي هو عالم واسع وكبير يُحوّل المنزل من جماد أو من غرف ومساحات فارغة إلى لوحة تنبض بالحياة وبألوان زاهية، والديكور يُكمل بعضه البعض، من الإنارة والمفروشات إلى السجّاد والبرادي مروراً بالإكسسوارات والألوان وصولاً إلى ضرورة أن يبدأ الترتيب من خارج المنزل، من الحديقة أو مدخل المبنى وحتّى باب المنزل قبل داخله".

وفي التفاصيل تشرح أنّه "في موضة المودرن يجب أن يكون المنزل مريحاً، وكلّما كانت المساحات فارغة كانت مريحة أكثر. نحن نحاول التخفيف من كثرة المفروشات في تصاميمنا الجديدة، ونكتفي بعدد قليل من الصوفا أو الكنبات، ومن الطاولات، حتّى يكون هناك مجال للراحة وللتنقّل بحريّة، على عكس التصاميم القديمة، حين كان الصالون يتألّف من ثماني قطع مثلاً. فاليوم نكتفي بصوفا كبيرة وأخرى وسط واثنتين صغيرتين "Bergère" أو نقسم الصالون الكبير إلى صالونين".

أمّا بالنسبة إلى الألوان فتعتبر جمعة أنّ "هناك ألواناً ثابتة لا تتغير ولا تبطل موضتها مثل الألوان الترابية، البني والبرونز والبيج والزيتي والرمادي والبوردو، وهناك أشخاص يُفضلونها عن غيرها، ونحن ننطلق من هذه الألوان إلى ألوان تُشبهها وتتفرّع منها".

وتوضح أنّ "الألوان الطاغية اليوم هي المليئة بالحياة والطاقة مثل التوركواز والأزرق والفوشيا والأحمر والأصفر والموتارد والأخضر والزهري... وطبعاً لا نمزجها مع بعضها بل نختار منها وننسّقها مع الألوان الأساسية مثل البيج والرمادي والغريش greige، وهو خليط بين اللونين".

وتزيد جمعة: "مع تطوّر العصر وسرعة الوقت بات الناس يبحثون حتّى في عملهم عن أشياء مريحة ويتّجهون إلى المودرن وإلى الألوان الفرحة، خصوصاً الجيل الجديد من الشباب، حتّى البرادي كلّما كانت بسيطة باتت مطلوبة أكثر. فلم نعد نعتمد على التفاصيل وعلى الطبقات فوق بعضها البعض والكبوت والكشكش، بل رحنا نستعمل الكثير من ستائر الفوال Voile والباتو Bateau من أقمشة عدة مثل الغيبور Guipure والدانتيل وندخل التطريز إليها".

وعن موضة المودرن الطاغية هذه الأيام تعتبر جمعة أنّ "الكلاسيك لا تبطل موضته وله ناسه الذين يُفضلونه، وهناك النيوكلاسيك، وهو دمج المودرن مع الكلاسيك وله شريحة كبيرة من الناس الذين باتوا يتّجهون إليه".

وعن غرف النوم تعتبر جمعة أنّها "يجب أن تكون المكان الأكثر راحة وتُشبه أصحابها أكثر من بقية المنزل"، هذا لأنّها خاصّة بهم ولا يدخلها الضيوف: "في غرف النوم أفضّل عدم اتّباع الموضة وترك صاحب المنزل هو الذي يختار الألوان التي يُفضّلها، فالأهل يُفضلون الألوان الترابية، وغرف نوم الأطفال أو حديثي الولادة يجب أن تكون مريحة وألوانها هادئة".

هكذا إذاً: المداخل والحدائق والصالونات وألوانها وإكسسواراتها والبرادي... كلّها تحتاج إلى لمسة المصمّم، أما غرف النوم فلا تحتاج إلا إلى موافقة من سينامون فيها، لأنّها "لهم"، وليست لـ "المصمّم".

دلالات
المساهمون