لبنان: مناصرو "حزب الله" يحتجون على زيارة قائد عسكري أميركي

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
08 يوليو 2020
+ الخط -

تظاهر عددٌ من مناصري "حزب الله" على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، اعتراضاً على زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث فرانكلين ماكنزي، اليوم الأربعاء للبنان، والتي تستمرّ يوماً واحداً، يلتقي خلالها  رؤساء الجمهورية ميشال عون، ومجلس النواب نبيه بري، والحكومة حسان دياب.

وأكد الجنرال الأميركي أهمية الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسيادته، مشدداً خلال لقائه عون بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيه والملحق العسكري الأميركي روبرت ماين ومسؤولي وضباط المنطقة المركزية الوسطى، الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني، واستمرار الجانب الأميركي في دعم الجيش اللبناني.

ونوّه الرئيس ميشال عون بالتعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي في مجالات التدريب والتسلح، متمنياً تطوير التعاون العسكري بين البلدين، ومشيراً الى أن الجيش اللبناني نجح في القضاء على أفراد الخلايا النائمة في المجموعات الإرهابية، وهو يواصل مطاردتهم. 

ويجري ماكنزي زيارة ليوم واحد للبنان، يعقد خلالها لقاءات مع كبار القادة السياسيين والعسكريين اللبنانيين، بمن فيهم ممثلون عن وزارة الدفاع والجيش اللبناني، بالإضافة إلى لقاءات في مقرّ السفارة الأميركية، بحسب ما جاء في بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت.

ورفع المحتجون الذين حاولوا قطع الطريق في ظل انتشار للجيش اللبناني لتأمين السير وتسهيل حركة المرور، صوراً لقادة في "حزب الله"، وأحرقوا صور السفيرة الأميركية دوروثي شيه والرئيس دونالد ترامب، ونددوا بالتدخل الأميركي في الشأن اللبناني المحلّي، والاستفزازات الأميركية المستمرة التي تُترجم من خلال نشاطات السفيرة الأميركية لدى بيروت، على حدّ قول المحتجين الذين استنكروا أيضاً الحديث عن زيارة ماكنزي مكان تفجير المارينز في بيروت (قتل خلاله أكثر من مائتي جندي أميركي وفرنسي في أكتوبر/ تشرين الأول 1983 بتفجير نفذه "حزب الله")، ما اعتبره المعتصمون استفزازاً لـ"بطولات حزب الله بوجه الأميركيين والعدو الإسرائيلي".

وتأتي الوقفة الاحتجاجية بالتزامن مع وصول رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين اليوم إلى بيروت، التي عاد إليها بعد ثلاثِ سنواتٍ من الاعتقال لدى السلطات الأميركية بتهمة الالتفاف على العقوبات التي فرضتها عليه وزارة الخزانة الأميركية، عبر استمراره بالقيام بتعاملاتٍ مع شركات أميركية، على الرغم من وضعه على لائحة الإرهابيين الدوليين بوصفه أبرز مموّلي "حزب الله" اللبناني، وقد ثبَت تزويده الحزب، الذي تصنّفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، بملايين الدولارات.

يستنكر المحتجون الحديث عن زيارة ماكنزي مكان تفجير المارينز في بيروت

ورُبط إطلاق سراح تاج الدين بقرار من القضاء الأميركي قبل سنتين من انتهاء محكوميته (5 سنوات)، بالمباحثات السرية التي تجريها الولايات المتحدة مع إيران، والتي تُرجمت سابقاً بتبادل الأسرى بين الأميركيين والإيرانيين، وإطلاق سراح العميل اللبناني الأميركي عامر الفاخوري بقرار من المحكمة العسكرية في لبنان، قبل مغادرته السفارة الأميركية في بيروت عبر طوافة عسكرية أميركية إلى الولايات المتحدة، على الرغم من صدور قرار منع سفر بحقه.

وقبل ذلك، أُطلق سراح اللبناني نزار زكا من السجون الإيرانية في يونيو/ حزيران 2019 (وهو اليوم مدير البرامج لدى "المؤسسة الأميركية لتكنولوجيا السلام" والعضو في فريق "قيصر"، ويركز عمله على معرفة مصير 630 مخطوفاً لبنانياً في السجون السورية).

وأتى التحرك اليوم أيضاً بعد شنّ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، أمس الثلاثاء، هجوماً على الولايات المتحدة وسفيرتها في لبنان، ومطالبته الخارجية اللبنانية بـ"استدعاء السفيرة الأميركية وإجبارها على التزام الاتفاقيات الدولية"، معلناً أن نواب حزبه، أي "كتلة الوفاء للمقاومة"، سيرفعون عريضة للخارجية اللبنانية لاستدعاء شيه، وإلزامها باحترام العلاقات الدبلوماسية والقانون الدولي.