لبنان: عودة الحريري تعيد الحياة السياسية إلى "بيت الوسط"

14 فبراير 2016
إجراءات أمنية مشددة تزامنت ووصول الحريري (Getty)
+ الخط -

عادت الحياة السياسية بسرعة إلى "بيت الوسط"، مقر إقامة رئيس تيار المستقبل، النائب سعد الحريري، في العاصمة بيروت، بعد ساعات قليلة على وصوله إلى البلاد للمشاركة في استذكار استشهاد والده، رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري. 

الحريري الابن افتتح سلسلة اللقاءات السياسية التي يعقدها، قبيل كلمته المرتقبة، عصر اليوم، خلال الإحياء الرسمي للذكرى، بلقاء رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي"، النائب وليد جنبلاط، يرافقه نجله تيمور. ثم استقبل الحريري رئيس كتلة المستقبل النيابية، النائب فؤاد السنيورة، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، بحضور مدير مكتبه، نادر الحريري.

وقد شهدت شوارع بيروت إجراءات أمنية استثنائية، مع نشر مدرعات الجيش اللبناني في محيط مقر إقامة الحريري، وقرب قاعة "بيال" للمعارض، حيث يلقي الحريري كلمته عصراً.

كما اتصل رئيس تيار "المردة"، النائب سليمان فرنجية، بالحريري لتقديم واجب العزاء، ولتهنئته بسلامة العودة إلى لبنان.

ومن أمام ضريح الحريري، اعتبر المشنوق أنه "لن ينجح أحد في فرض وصايته على لبنان، ولم ينجح النظام السوري إلا لفترة مؤقتة وتم تحرير لبنان بعدها، والآن، أياً كانت الصورة، لن تكون هناك وصاية جديدة".

وأضاف المشنوق في تصريح، أن "القتلة سيستمرون في الفشل لأنهم لم يستطيعوا تغيير هذه المعادلة ولن يستطيعوا".



اقرأ أيضاً لبنان: دعوات لبناء الدولة في ذكرى اغتيال الحريري

البطريرك ينتقد

ومع استمرار الشغور الرئاسي في لبنان، وصف البطريرك الماروني، بشارة الراعي، أداء النواب بـ"الخطيئة الجسيمة"، محمّلاً إياهم مسؤولية "إهمال التشريع وما ينتج عن هذا الإهمال من ضرر بالمواطنين وبالبلاد معيشياً واقتصادياً وإنمائياً، إلى جانب إهمال واجب انتخاب رئيس للجمهورية بأي طريقة كان هذا الإهمال، مباشرة أو غير مباشرة، بتعطيل الجلسات الانتخابية، أو بالتصلّب في المواقف، أو برفض أي تفاهم، أو بالتقاعس عن إيجاد حل".

وقال الراعي إن الأداء السياسي الحالي "يؤدي إلى تفكك أوصال الدولة، ويتسببون في تزايد الفساد، وانتشار الفوضى في مؤسسات الدولة، وإفقار المواطنين وحرمانهم من حقوقهم الأساسية وتهجيرهم إلى خارج وطنهم".

اقرأ أيضاً: ذكرى اغتيال الحريري في لبنان...14 شباط بلا 14 آذار

"حزب الله" و"النازحون"

وعلى الرغم من استمرار اتهام "حزب الله" بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية من خلال مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس في مجلس النواب، انتقد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" (كتلة حزب الله النيابية)، النائب محمد رعد، سياسة النأي بالنفس الواردة في البيان الوزراي للحكومة، واصفاً إياها بـ"العبثية".

وتساءل رعد "كيف يمكن لنا أن ننأى بأنفسنا ولدينا في لبنان أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري يشكلون قنبلة موقوتة، ولدينا مخيمات للنازحين تتسلل إليها قوى الإرهاب التكفيري وتحاول أن تستنزفها".

واعتبر رعد خلال لقاء سياسي، أن "الاستقرار الداخلي في لبنان ناتج عن إرادة القوى القادرة المقاومة والممانعة التي ليس من مصلحتها على الإطلاق أن تحدث في لبنان فوضى واضطراب".

اقرأ أيضاً: الحريري في بيروت: تحديات الزيارة

المساهمون