لبنان: حملة "مش هيك عاشوراء" لتصحيح المفاهيم

28 أكتوبر 2014
خلال إحياء مراسم عاشوراء (GETTY)
+ الخط -
على وسائل التواصل أيضاً هناك طوائف، يُمارسون شعائرهم الدينيّة، ويدعون لاحترامها، أو حتّى يُعرّفون بها المتابعين. في لبنان، أطلق مستخدمو وسائل التواصل من أبناء الطائفة الشيعية حملةً تُواكب "عاشوراء" لهذا العام. دعا هؤلاء عبر الحملة إلى أخذ الشعارات الدينيّة، في هذه المناسبة الحزينة عند الطائفة الشيعيّة، على محمل الجدّ. و"عاشوراء" هي "موقعة الطفّ" عند الشيعة في الإسلام، وهي في شهر محرّم الهجري، حيث قُتل الحسين في اليوم العاشر وقُطع رأسه، ولا يزال الشيعة حتى اليوم يُحيون هذه الشعائر "نصرةً للحسين وآل بيته".
ونشر المستخدمون صوراً مُركبّة من تصميم محمود رطيل وعلي محمد، تضمّنت كيفيّة قيام البعض بإحياء "عاشوراء" على وسائل التواصل. هكذا، ورد في إحدى الصور تحديث حالة على "فيسبوك" يقول: "أبكي في مجمع سيد الشهداء"، مُذيّلة بوسم "مش_هيك_عاشوراء". وفي تحديث حالة أخرى، أحد الأشخاص كتب "أقرأ زيارة عاشوراء"، ونشرت أيضاً مُذيلةً بالتوقيع. وفي صورة أخرى، ركّب المصممان صورة لشخص على صيغة "السيلفي"، وخلفه مجموعة من الأشخاص، وكأنّها منشورة على تطبيق "إنستاغرام"، مُرفقةً بكتابة "سيلفي وموكب اللطم خلفي". وذُيّلت الصورة بالوسم نفسه.
كلّ هذا وأكثر، يأتي في إطار دعوات لعيش الشعائر الدينيّة لدى هذه الطائفة "بشكل حقيقي"، وليس "افتراضياً". وذلك في محاولةٍ لتلقّف تأثير وسائل التواصل والتطبيقات والإنترنت على الحياة اليوميّة.
وتأتي "عاشوراء" في لبنان هذا العام في ظلّ توتّر أمني، وخوف من عمليّات إرهابيّة على أنحاء البلاد، أو استهداف المواكب العاشورائيّة من قبل مُتطرّفين، ما أدّى إلى زيادة التحضيرات الأمنيّة وتشديدها في المناطق التي يغلب عليها الوجود الشيعي. هذا الأمر أيضاً، تلقّفه مُطلقو الحملة، فصمّموا أيضاً صوراً أخرى، وأطلقوا وسمي "‫#‏لبيك‬"، و"‫#‏ويبقى_الحسين". ونشر هؤلاء صوراً من وحي عاشوراء، وأخرى للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مُذيّلةً بعبارة "لبيّك". كما صمّم هؤلاء بالتعاون مع "رسالات"، صوراً تُظهر جنوداً يرتدون بزّتهم العسكريّة، وآخرون يرتدون ثياب "الهيئة الصحيّة"، وهي تابعة لحزب الله، مُذيّلةً بعبارة "كلّ يلبّي من موقعه". في إشارة إلى الأحداث الأمنية، ومشاركة حزب الله في العمليّات العسكريّة، لما يعتبره مناصروه "دفاعاً عنهم وحاجزاً أمام تقدّم التنظيمات الإرهابية (كداعش) إلى لبنان".
المستخدمون في لبنان شاركوا أيضاً في هذه الحملة، عبر إعادة نشر الصور التي صمّمها مُطلقو الحملة، بالإضافة إلى نشر تغريدات وتعليقات عن الموضوع. وكان من الواضح أنّ هناك أشخاصاً ليسوا مُتزمّتين دينياً، ويشاركون في الحملة. وكتبت إحدى المُغرّدات: "للأسف، أصبحت عاشوراء وسيلة للتباهي. تخلّف ما بعده تخلّف. ليست هكذا عاشوراء". وقالت أخرى: "لا الحسين ولا آل بيته لديهم حسابات على وسائل التواصل. لا "فيسبوك" ولا "تويتر" وسيلة لمواساتهم بما حدث".
من جهتهم، اتّخذ آخرون من الحملة منصّةً ليتحدّثوا عن "التطبير". ونشر المستخدمون صوراً لأشخاص يُمارسون التطبير، مُذيّلةً بوسم "#مش_هيك_عاشوراء"، وكتبوا تعليقات ترفض هذا العمل، وقال أحد الفيسبوكيين: "هذا ما يشوّه صورتنا. أوقفوه".
المساهمون