لبنان: تيار المستقبل يواصل استحضار "الشهداء" لتبرير ترشيح عون

21 أكتوبر 2016
الترشيح محط خلاف بتيار المستقبل (حسين بيضون/ العربي الجديد)
+ الخط -
واصل قادة "تيار المستقبل" اللبناني تقديم التبريرات لترشيح رئيس التيار، النائب سعد الحريري، خصمه السياسي وحليف "حزب الله"، النائب ميشال عون، لمنصب رئاسة الجمهورية.


وبعد أن أجّلت الذكرى السنوية لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، اللواء وسام الحسن، إعلان الحريري ترشيح عون ليوم واحد، استغل وزير الداخلية نهاد المشنوق الاحتفال الرسمي الذي عُقد بالمناسبة، اليوم الجمعة، لتقديم المزيد من التبريرات التي تندرج تحت عنوان "الدفاع عن الدولة".


واعتبر المشنوق أنه "لو كان وسام الحسن بيننا اليوم لما تأخّرَ لحظةً في فهم معنى الانخراط في أي تسوية تحمي الدولة، أياً تكن الأثمان الخاصة التي يمكن دفعها، وقد نصيب مرة ونخطئ مرّات لكننا ثابتون على خطّ الدفاع عن الدولة ومؤسساتِها وفكرتِها وحضورِها في وجدان اللبنانيين".


واعتبر وزير الداخلية أن "أخطرَ ما يمكن أن نواجِهَهُ هو سقوطُ الدولة من وعي المواطن، أو جعلُها مرادفةً للفشل والضعف فقط وبالتالي إسقاطُ الحاجة إليها"، مؤكداً "خطأ من اعتقد أن التزامنا الدائمَ بالتهدئة ومنطق التسوية حمايةً للسلم الأهلي على هشاشته وضعفه، عنوانٌ للضعف".





وذكّر المشنوق بما اعتبره إنجازاً سياسياً لفريقه بوقف قرار القضاء العسكري الإفراج عن مستشار الرئيس السوري، الوزير اللبناني السابق، ميشال سماحة، والذي اتُّهم بالإعداد لتفجيرات واغتيالات. وذلك في إطار الاتهام السياسي الذي يوجهه "المستقبل" للنظام السوري باغتيال الرمز الأمني الأبرز في تحالف 14 آذار وهو اللواء الحسن.


ويشكل استحضار سيرة "شهداء ثورة الأرز" من قبل الدائرة المحيطة بالنائب الحريري محط خلاف داخل تياره، والذي عبّر عدد من أعضاء كتلته النيابية عنه من خلال رفضهم التصويت لعون في جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 31 من الشهر الجاري.



ويستند هؤلاء النواب، كأحمد فتفت وعمار حوري، إلى المفردات نفسها التي يستخدمها الحريري لتبرير قرار ترشيح عون، وذلك في إطار الخلاف حول "التركة السياسية" التي خلّفها رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والتي يدّعي كثيرون في تيار المستقبل تمثيلهم لها، كما يدعي ذلك وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، والذي خاض الانتخابات البلدية بوجه تحالف الحريري في مدينة طرابلس.

وفي وقت لاحق من مساء الجمعة، زار رئيس حزب القوات، سمير جعجع، الحريري في مقر إقامته بالعاصمة بيروت حيث جرى استعراض للواقع السياسي المستجد بعد ترشيح عون للرئاسة. وأكد جعجع في تصريح أن "خطوة الرئيس الحريري تُشكل الخطوة الأولى لحل أزمة الشغور الرئاسي، ولا أرى ما يمكن أن يعرقل انتخاب العماد عون في جلسة 31 الجاري".


كذلك أعرب جعجع عن أمله في أن يكون تشكيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس "قياسياً في سرعته"، مؤكداً أن "الحريري هو رئيس حكومة العهد الجديد". ورفض رئيس حزب القوات التطرق إلى موقف "حزب الله" من انتخاب الرئيس في لبنان، مؤكداً ثقته بعون "وهو أكد أن موقف نواب الحزب سيكون بالتصويت له في البرلمان".

وتطرق جعجع في التصريح إلى علاقة الأفرقاء السياسيين المنضوين تحت تحالف الرابع عشر من آذار، مؤكداً استمرار هذا التحالف "الذي عاد والتقى على نفس الأدوات لتحقيق مشروعه السياسي في تعزيز الدولة ومواجهة السلاح غير الشرعي من خلال منطق المؤسسات، بعد فترة من تباعد الأدوات". واعتبر جعجع أن ما ينطبق على استمرار التحالف "قد لا ينطبق على تحالف الثامن من آذار".


المساهمون