بعد 3 سنوات من التأزم السياسي في لبنان وانعكاساته على القطاعات الاقتصادية كافة، عاد التفاؤل إلى القطاع السياحي اللبناني، خاصة بعد تأليف الحكومة منتصف العام، لكن هذا التفاؤل سرعان ما تبدد في ظل الأحداث الأمنية التي عصفت بلبنان خلال الأسابيع الماضية.
من جديد كان الحذر سيد الموقف، خاصة وإن التهديدات الأمنية ما زالت حتى اليوم تشغل بال اللبنانيين، وفي هذا الإطار قال وزير السياحة اللبناني ميشال فرعون لـ "العربي الجديد":" إن وزارة السياحة تبدي تفاؤلاً حذراً بشأن الموسم السياحي، بعد العمليات التفجيرية التي طالت أحد الفنادق في العاصمة بيروت والخوف من أن تعود مجدداً، مضيفاً أن الوزارة بادرت إلى وضع خطط تساهم في تنشيط القطاع السياحي فور الانتهاء من شهر رمضان، حيث تشهد الحجوزات بعض الانخفاض، متوقعاً ارتفاع الحجوزات خلال عيد الفطر".
تفاؤل حذر
لايخفي القائمون على إدارة القطاع السياحي اللبناني خوفهم من حصول تفجيرات جديدة، تؤدي إلى إلغاء الحجوزات في شهر أغسطس/ آب، وبالتالي تسجيل المزيد من الخسائر في القطاع السياحي، حيث تراجعت مساهمة السياحة من الناتج المحلي اللبناني من 8 مليار دولار عام 2010 إلى 4 مليار دولار في عام 2013، إضافة إلى إقفال العديد من المقاهي والمطاعم وحتى الفنادق، خاصة في المناطق الريفية.
وفي هذا الإطار كشف فرعون لـ "العربي الجديد": أن الوزارة وفي إطار برامجها الترويجية للسياحة في لبنان، تعمل على تطوير السياحة الريفية، والدينية.
وقال:"يتمتع لبنان بموقع جغرافي ساهم في تنويع السياحة في لبنان، حيث توجد في لبنان أماكن دينية للطوائف المسلمة والمسيحية، تستطيع جذب السياح من كافة الأقطار العربية والإقليمية، وحتى الدولية، بالإضافة إلى ذلك، فنحن نعمل على الترويج للسياحة البيئة والريفية، نظراً للخسائر التي طالت العديد من المنتجعات السياحية في المناطق الريفية خلال السنوات الماضية، وبالتالي إعادة إحياء هذه الأنماط من السياحة التي تسمح بجذب المزيد من السياح".
وأضاف الوزير اللبنانى:"جميع الخطط التي تضعها الوزارة لايمكن نجاحها في ظل فلتان أمني، وبالتالي فإن الاستقرار الأمني والسياسي المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يعد المفتاح الأساسي لإنجاح الخطط الموضوعة".
انخفاض نسب الإشغال
لاتوجد حتى اليوم أرقام واضحة حول نسب الإشغال السياحي في لبنان، بالرغم من أن بعض الحجوزات الفندقية تم إلغائها بعد التفجيرات التي حصلت في شهر حزيران/ يونيو، إلا أن نسب الإشغال الفندقي والحجوزات إلى ما بعد عيد الفطر ما تزال على حالها، حيث كشف فرعون أن نسب الحجوزات لم تتأثر بما جرى من أحداث، خاصة وإنه لم يلحق أي أذى لأي سائح، بل على العكس تمكنت القوى الأمنية من ضبط الأوضاع قبل انفجارها.
وحسب الوزير اللبناني فإن "نسب الإشغال بلغت قبل التفجيرات ما يقارب 80 في المائة، وانخفضت إلى ما يقارب 50 في المائة، لكن ذلك لا يعني أن القطاع بات مهدداً، بل نحن نتوقع ارتفاع نسبة الإشغال بعد انتهاء شهر رمضان، خاصة وإن الوزارة تنسق مع السفارات اللبنانية في الخارج، لإعادة إحياء الموسم السياحي ودعوة المغتربين والعرب إلى زيارة لبنان خلال الأشهر المقبلة".
بداية خجولة
أشار تقرير "أرنست أند يونج" إلى أن نسبة الإشغال الفندقي في بيروت سجلت تراجعاً إلى 39 في المائة في الفصل الأول من هذا العام، حيث انخفض معدل إشغال الفنادق في مدينة بيروت إلى 41 في المائة خلال شهر مارس/ آذار من العام 2014 مقارنة مع 59 في المائة في شهر مارس/ آذار من العام السابق.
كما أفاد تقرير "أس تي أر جلوبال" أن العاصمة بيروت سجلت تراجعاً سنوياً بنسبة 16.1 في المائة في نسبة إشغال الفنادق إلى 47.6 في المائة في شهر أبريل/ نيسان 2014، كما سجلت الإيرادات المحققة من كل غرفة متوافرة في فنادق بيروت انخفاضاً سنوياً بلغت نسبته 19.1 في المائة.