التاريخ في لبنان وهو يعيد نفسه مراراً وتكراراً بما يفوق "المهزلة" الموصوفة عنه، كان مجدداً ضيف المنابر والشاشات والمنصات الإلكترونية بمختلف أشكالها أواخر الأسبوع الماضي.
القضية مرتبطة باغتيال رئيس للجمهورية قبل 35 عاماً في فترة الاحتلال الصهيوني المباشر للعاصمة اللبنانية بيروت ناهيك عن مناطق أخرى في لبنان. وفي الجلسة "التاريخية"، حكم على المتهمين (أحدهما متوفٍ والآخر مختفٍ) بالإعدام.
لبنان بلد ديمقراطي شكلياً يحافظ على تراث انتخاب رئيس للبلاد في موعده، أي إنّ ذلك الرئيس الذي حرم من تسلم الرئاسة بل تسلّمها شقيقه بعده ليس فريداً من نوعه. ليس أسطورة من الأساطير، بل هو مجتهد مهّد للوصول إلى الرئاسة بدحر كلّ منافسيه، كما عرف من يخاصم. هو رجل مرحلة، وبما أنّ المرحلة كانت عالية الرصاص والمدافع، استغل ما بين يديه من أدوات ولم يبقِ منافساً له على قيد الحياة، عدا عن شراكة الدم مع الصهيوني في معاركه مع لبنانيين آخرين، ومع فلسطينيين، وفي اعتداءاته المنفردة على هؤلاء بمباركة من الصهاينة أم من دون منذ عام 1975 بداية الحرب الأهلية حتى اغتياله عام 1982 في مقره الحزبي.
لكنّ هذه رواية جزء من اللبنانيين، أما جزء آخر فيسبغ على ذلك الرئيس كلّ عبارات البطولة والوطنية والقيادة، ويعتبر معاركه "من أجل لبنان" و"دفاعاً عن الهوية" و"دحراً للاحتلال"... غير احتلال الفريق الأول، فالغزو الصهيوني قد يكون مبرراً بالنسبة لهم إذا ما قورن بـ"الاحتلال السوري" و"الاحتلال الفلسطيني" و"محاولات الإلغاء" وغير ذلك من تبريرات.
أساساً، كلّ فريق له تبريراته، وهذه التبريرات تملى على الجماهير وتكرر يوماً بعد يوم بوسائل مختلفة منها المباشر ومنها غير المباشر، حتى ترسخ في الأذهان وتقدم الصورة الأكثر وضوحاً عن لبنان، ذلك المنقسم ما بين مقاومة لـ"الغريب" وترحيب به، مع اختلاف "الغريب" ذاك كلّ مرة... ولبنان المنقسم ما بين منتفض على اتفاقية مع الصهاينة ومرحب بها، ولبنان المنقسم على رفض اتفاق الطائف والترحيب به، ولبنان المنقسم حتى على تحرير البلاد من الصهيوني عام 2000، ولبنان المنقسم ما بين 8 آذار (مارس) و14 آذار بعد اغتيال رئيس وزراء سابق هذه المرة عام 2005، ولبنان المنقسم على التدخل في سورية منذ عام 2011 وعلى الكثير الكثير من القضايا.
وسط كلّ هذا الانقسام، هل تنبّه أحد إلى أنّ التاريخ - المهزلة هذا لا يكتبه إلاّ من يحكموننا، وكلّهم أبطال منتصرون في عيون مناصريهم، وكلّ خصومهم مهزومون عملاء خونة في عيون مناصري الفريق الآخر؟ أما آن للمهمشين أن يكتبوا تاريخهم ليخبرونا عن المتورطين بدماء 200 ألف قتيل، ومثلهم من المصابين، وأكثر منهم من المهجّرين، ونحو 17 ألف مختفٍ في حروب بقي الحكام فيها على كراسيهم وازدادوا عدداً؟
اقــرأ أيضاً
القضية مرتبطة باغتيال رئيس للجمهورية قبل 35 عاماً في فترة الاحتلال الصهيوني المباشر للعاصمة اللبنانية بيروت ناهيك عن مناطق أخرى في لبنان. وفي الجلسة "التاريخية"، حكم على المتهمين (أحدهما متوفٍ والآخر مختفٍ) بالإعدام.
لبنان بلد ديمقراطي شكلياً يحافظ على تراث انتخاب رئيس للبلاد في موعده، أي إنّ ذلك الرئيس الذي حرم من تسلم الرئاسة بل تسلّمها شقيقه بعده ليس فريداً من نوعه. ليس أسطورة من الأساطير، بل هو مجتهد مهّد للوصول إلى الرئاسة بدحر كلّ منافسيه، كما عرف من يخاصم. هو رجل مرحلة، وبما أنّ المرحلة كانت عالية الرصاص والمدافع، استغل ما بين يديه من أدوات ولم يبقِ منافساً له على قيد الحياة، عدا عن شراكة الدم مع الصهيوني في معاركه مع لبنانيين آخرين، ومع فلسطينيين، وفي اعتداءاته المنفردة على هؤلاء بمباركة من الصهاينة أم من دون منذ عام 1975 بداية الحرب الأهلية حتى اغتياله عام 1982 في مقره الحزبي.
لكنّ هذه رواية جزء من اللبنانيين، أما جزء آخر فيسبغ على ذلك الرئيس كلّ عبارات البطولة والوطنية والقيادة، ويعتبر معاركه "من أجل لبنان" و"دفاعاً عن الهوية" و"دحراً للاحتلال"... غير احتلال الفريق الأول، فالغزو الصهيوني قد يكون مبرراً بالنسبة لهم إذا ما قورن بـ"الاحتلال السوري" و"الاحتلال الفلسطيني" و"محاولات الإلغاء" وغير ذلك من تبريرات.
أساساً، كلّ فريق له تبريراته، وهذه التبريرات تملى على الجماهير وتكرر يوماً بعد يوم بوسائل مختلفة منها المباشر ومنها غير المباشر، حتى ترسخ في الأذهان وتقدم الصورة الأكثر وضوحاً عن لبنان، ذلك المنقسم ما بين مقاومة لـ"الغريب" وترحيب به، مع اختلاف "الغريب" ذاك كلّ مرة... ولبنان المنقسم ما بين منتفض على اتفاقية مع الصهاينة ومرحب بها، ولبنان المنقسم على رفض اتفاق الطائف والترحيب به، ولبنان المنقسم حتى على تحرير البلاد من الصهيوني عام 2000، ولبنان المنقسم ما بين 8 آذار (مارس) و14 آذار بعد اغتيال رئيس وزراء سابق هذه المرة عام 2005، ولبنان المنقسم على التدخل في سورية منذ عام 2011 وعلى الكثير الكثير من القضايا.
وسط كلّ هذا الانقسام، هل تنبّه أحد إلى أنّ التاريخ - المهزلة هذا لا يكتبه إلاّ من يحكموننا، وكلّهم أبطال منتصرون في عيون مناصريهم، وكلّ خصومهم مهزومون عملاء خونة في عيون مناصري الفريق الآخر؟ أما آن للمهمشين أن يكتبوا تاريخهم ليخبرونا عن المتورطين بدماء 200 ألف قتيل، ومثلهم من المصابين، وأكثر منهم من المهجّرين، ونحو 17 ألف مختفٍ في حروب بقي الحكام فيها على كراسيهم وازدادوا عدداً؟