لا يوجد تمثال

21 فبراير 2020
عبد الكريم الأزهر/ المغرب
+ الخط -

نهارٌ جميلٌ.. أريدهُ لو يدوم

أمست الأشجار مُتوهّجة بشمسٍ الغروب.

الوقت مبكّرٌ حتى تُنار المصابيح
الوقت مبكّر
حتى تُذهّب الأوراق
أريدُ للزمنِ أن يتعتّقَ خمرةً صافيةً، وأنا أحدِّقُ في فراشة
حطّت بمحاذاتي على ظهر المقعدِ.
أريدُ للغروبِ أن يمدّدَ أكثر ظلّ أجنحتها الهشّة جدّاً
على الخشبِ المتين.

أتوجّسُ من خطوتي التالية
الغد.
السنة المقبلة.
لقد كنتُ سعيداً طوال النهار
نهارٌ مُشمسٌ وجميلٌ، لم أفقدْ فيهِ أحداً، وأريدهُ لو يدوم.


■ ■ ■


المكان!

لا يوجد تمثالُ فيلسوف
أو مؤلّف سمفونيات، أو شاعر
في المنتزه
ليبدِّدَ الوحشة.
ثمّة عقمُ بلادٍ بادٍ...
لا حجراً يُطرِقُ رأساً مُتموِّجَ الشَّعر ليفكّر مثلي
أو عينين من الجصّ ترفع النظرَ المفترض إلى سماء
تحبلُ بالغيومِ
لا جسداً أنثويّاً من رخام أبيض بارد
يقفُ عارياً، حافياً وسط أوراق أشجار الخريف
ليُذكِّرَ بحروبٍ قديمةٍ في الجمالِ
لا شيءَ من ذلك
أبداً.

تظلُّ الحديقةُ تلعبُ بضوءِ الشمسِ في ملعب الظّلال حتّى المساء
دُونَ أن ترتفعَ بِوعيٍّ حرٍّ
في صلابةِ حديدِ أرجُوحاتِها
إلى الجنّةِ.


* شاعر من المغرب

المساهمون