لا تهلعوا من الإنفلونزا

11 فبراير 2016
لا حاجة إلى تدابير استثنائية لمواجهة الفيروس (فرانس برس)
+ الخط -

ناقض وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور "توقعات" اللبنانيين أمس، نافياً في مؤتمر صحافي عقده انتشار فيروس معدٍ في لبنان. ووصف ما يجري بـ"وقوع المواطنين أسرى أسطورة اختلقوها. الأمر يقتصر على ارتفاع نسبة الإصابة بفيروس إتش1 إن1 المعروف (شعبياً) بإنفلونزا الخنازير. وهي زيادة مرتبطة بارتفاع نسبة الإصابة عالمياً". إلى ذلك، نفى الوزير بشكل قاطع "أي علاقة مباشرة للنفايات بزيادة نسبة الإصابات بفيروس إتش1 إن1. وهذا رأي علمي وليس سياسياً"، مؤكداً أن لبنان "ليس بحاجة إلى اتخاذ تدابير استثنائية لمواجهة الفيروس".

وأرجع أبو فاعور زيادة الحالات المشخصة إلى "تحسّن عمل نظام الترصد الوبائي"، مع الإشارة إلى "عدم ارتفاع نسبة الوفيات بالمرض على الرغم من ارتفاع الحالات المكتشفة. وقد سجلنا هذا العام أربع حالات وفاة مؤكدة بسبب إتش1 إن1 واثنتَين غير مؤكدتين، في مقابل خمس حالات مؤكدة العام الماضي". وبالنسب، تحدث أبو فاعور عن "ارتفاع الإصابات بنسبة 20 في المائة في لبنان، في مقابل زيادة عالمية بلغت 60 و70 في المائة".

لم ينتهِ المؤتمر الصحافي "العلمي" لوزير الصحة، والذي عقده "بحضور أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض الانتقالية لطمأنة اللبنانيين بعد تكاثر المخاوف الناتجة عن الشائعات"، من دون مزاح. فقد طالب أبو فاعور بـ"ضرورة تخفيف التقبيل إلا في حالات الضرورة".

وتحوّلت موجة الذعر التي كانت تُسجّل إلى موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي مع طلب الوزير هذا. وكان الناشطون قد تناولوا خلال الأسابيع الماضية أخبار وفاة عدد من الأشخاص بـ"فيروس مجهول"، قبل أن تتوالى الأخبار عن وفاة طفلين وامرأة حامل بسبب إتش1 إن1. يُذكر أن الأطفال والمن الحوامل من الفئات التي سبق أن أعلنت وزارة الصحة عن أنها الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، والذي ضمّته منظمة الصحة العالمية إلى قائمة أمراض الإنفلونزا الموسمية منذ عام 2009. وإلى هؤلاء، تشمل اللائحة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والمدخنين المزمنين والذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي وغيرهم.

لا للعلاج عشوائياً

من جهة أخرى، تشير رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة، الدكتورة عاتكة برّي، إلى "اعتماد الوزارة مجموعة إجراءات وقائية للتعامل مع كل الأمراض التنفسية المعدية، ومنها إتش1 إن1". وتقول في حديث إلى "العربي الجديد" إن "الوزارة عمّمت على كل المستشفيات ضرورة تلقيح جميع العاملين في المجال الصحي ضد الأنفلونزا، ونظّمنا دورات للتذكير بكيفية التعاطي مع المصابين. وهي دورات سبق أن تابعها العاملون في المجال الطبي خلال موسم الحج وتزامنه مع انتشار فيروس كورونا".

كذلك تؤكد برّي أن "الوزارة تفرض خضوع من يُنقَل إلى المستشفيات بسبب أعراض الإنفلونزا إلى فحص إتش1 إن1 بعد الحصول على توصية من طبيبه المعالج. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الأعراض الخفيفة لا تعني انعدام إمكانية إصابة المريض بالفيروس الذي يحمله ثلث المصابين بالإنفلونزا هذا العام". وتوضح أن "الفيروس انتشر هذا العام بنوعه الثاني بي - إتش1 إن1، بينما كان قد انتشر في العام الماضي بنوعه إيه - إتش1 إن1. وذلك بسبب التحوّل الجيني العدائي للفيروس، والذي من الممكن السيطرة عليه من خلال لقاح الإنفلونزا".

وتتابع برّي أن هذا اللقاح "الذي يشمل أيضاً فيروس إتش1 إن1 متوفّر في الصيدليات اللبنانية بسعر رخيص (نحو ستة دولارات أميركية)، وننصح بالتحصّن بين سبتمبر/ أيلول ونوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، فهذه هي الفترة التي تسبق موسم الإنفلونزا مباشرة. والاستفادة المتوخاة منه تتدنى في حال الحصول عليه بعد هذه الفترة".

ورداً على موضوع إقبال أعداد كبيرة من اللبنانيين على تناول المضادات الحيوية من دون مراجعة طبيب "ظناً منهم بأنها خطوة مفيدة"، تحذّر برّي من "دقّة هذه المسألة". وتلوم "بعض الأطباء الذين يصفون المضادات الحيوية عشوائياً للمصابين بالأنفلونزا وأسرهم. هذا تصرّف خاطئ، لا نوصي به مطلقاً". وتحاول الوزارة، بحسب ما تشرح برّي، "نشر التوصيات الصحيحة من خلال بيانات صحافية وخط ساخن، يتلقّى مئات الاتصالات يومياً من مواطنين يستفسرون عن أعراض إتش1 إن1 وسبل الوقاية منه".

الوقاية جماعية وفردية

إلى ذلك، تقسم برّي مسؤولية الوقاية من انتقال الأمراض المعدية بين الأفراد والمؤسسات بشكل متساو، وتقول إن "النظافة الفردية وتجنّب الاحتكاك بالأسطح الملوثة كقبضات الأبواب ومقابض عربات التسوق مثلاً، تُساهم في خفض احتمال الإصابة بالأمراض عموماً". كذلك تشدّد على ضرورة "الاعتناء بالنظافة في الأماكن العامة كمكاتب العمل المشتركة"، محذّرة من "عدم منح الموظفين فترة الاستراحة المطلوبة في التقارير الطبية للتعافي من أعراض الإنفلونزا، لأن عودة الموظف إلى عمله أثناء المرض ستزيد من الوقت المطلوب للشفاء وتؤدي إلى انتقال الفيروس إلى أشخاص آخرين في المكان نفسه".

اقرأ أيضاً: خلدون سنجاب..لا يعيقه الشلل عن العمل
دلالات
المساهمون