لا تصوموا رمضان
علي خيري
كاتب ومحام مصري أكتب في عدد من المواقع العربية وغالبا ما أسبح بقلمي ضد التيار.
يظلنا شهر رمضان الكريم، ونحن في أيام اشتد حرّها واندلع قيظها، فما أصعب الصيام في مثل هذه الأيام، وما أجزل الثواب الذي يحوزه من وفقه الله لصيام تلك الأيام المعدودات، فأمام الثواب يهون كل صعب، والحكيم من عرف أن الأجر يكون على قدر المشقة، والله يضاعف لمن يشاء.
لكن الخاسر هو من صام وقام ثم عمد إلى كل هذا الجهد وأذهبه أدراج الرياح، الخاسر من ظن أن مجرد صيامه وقيامه يدرجه في أهل الصلاح، فالكارثة الكبرى أن يعيش الإنسان حياته على أنه من أهل التقوى، ولا يكتشف حقيقة أنه كان أبعد الناس عنهم، بل إنه كان في المعسكر المقابل لمعسكرهم، -على الرغم من أنه كان يتزيّا بزيهم ويلتزم بالعبادة كالتزامهم - إلا يوم القيامة ساعة حسابه، فأي خسارة وأي حسرة (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ).
وتلك الخسارة لا تأتي في الغالب إلا لمن لم يفهم روح دينه، ولم يعلم أن مبتدأ كل عبادة لا يكون إلا بالنية، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن قل، وإن فسدت فسد سائر عمله وإن كثر وزاد، وهذا هو المفهوم الذي ركز عليه الإسلام، لكي تكون كل حركة وسكنة يقوم بها المسلم نابعة من صميم وجدانه، ولا يكون هناك انفصال بين الاعتقاد والعمل.
وبالعودة إلى الحديث عن الصيام فإنني وجدت أن دخول الشهر الفضيل يشكل فرصة ممتازة لمن أراد أن يراجع نفسه، وأرى أن كلنا يحتاج إلى تلك المراجعة، كلنا يحتاج أن يعرف ويسأل نفسه: أين أنا من صراع الحق والباطل الذي يدور في منطقتنا على أشده؟ وإلى أي فسطاط أنتمي؟ وهل أنا مدرك في الأساس أن أمتي تخوض صراع وجود؟ يجب قبل أن يدخل شهر رمضان أن نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه :مَنْ لَم يَدَعْ قَوْلَ الزُوْرِ والعَمَلَ بِهِ والجَهْلَ فَلَيْسَ للّه حَاجَةٌ فِي أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ". (رواه البخاري).
يجب على كل فرد فينا، قبل أن يبدأ في صيام هواجر الشهر الكريم، وقيام لياليه المباركة، أن يراجع موقفه من قول الزور والعمل به، فلا تضيق أفقك وتظن أن قول الزور لا يكون إلا أمام المحاكم، أو تتصور أن قول الزور ينحصر فقط في الغيبة والنميمة على شدة ضررهما وخطورتهما على بنيان الأمة، فأي زور أضر وأشر من تأييد الطغاة، وأي زور أسوأ من التطبيل لمستبد ضيق الدنيا على شعبه وأمته وجعلهم غرباء في بلدانهم التي ولد فيها آباء أبائهم، وماذا يكون الزور إن لم يكن تبريرا لقتل الأطفال وسجن الأبرياء وأغتصاب الحرائر.
يجب أن تتأكد أن صيام الدهر وقيام العمر وحج كل موسم وإقامة الفرائض الخمس لن تنفعك ما دمت تؤيد الظلم، وترضى بقطع ما أمر الله به أن يوصل، من دون حتى أن تهتز شعرة في وجدانك، أو يتمعر وجهك على أقل تقدير.
فلا تصوموا رمضان قبل أن تراجعوا أنفسكم في هذه الأمور الخطرة، حتى لا تُفاجأوا يوم القيامة أنكم من الأخسرين أعمالا، فلا تنفع الحسرة ولا الندامة. تقبل الله صيامنا وصيامكم، وجنبنا وإياكم قول الزور والعمل به.
لكن الخاسر هو من صام وقام ثم عمد إلى كل هذا الجهد وأذهبه أدراج الرياح، الخاسر من ظن أن مجرد صيامه وقيامه يدرجه في أهل الصلاح، فالكارثة الكبرى أن يعيش الإنسان حياته على أنه من أهل التقوى، ولا يكتشف حقيقة أنه كان أبعد الناس عنهم، بل إنه كان في المعسكر المقابل لمعسكرهم، -على الرغم من أنه كان يتزيّا بزيهم ويلتزم بالعبادة كالتزامهم - إلا يوم القيامة ساعة حسابه، فأي خسارة وأي حسرة (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ).
وتلك الخسارة لا تأتي في الغالب إلا لمن لم يفهم روح دينه، ولم يعلم أن مبتدأ كل عبادة لا يكون إلا بالنية، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن قل، وإن فسدت فسد سائر عمله وإن كثر وزاد، وهذا هو المفهوم الذي ركز عليه الإسلام، لكي تكون كل حركة وسكنة يقوم بها المسلم نابعة من صميم وجدانه، ولا يكون هناك انفصال بين الاعتقاد والعمل.
وبالعودة إلى الحديث عن الصيام فإنني وجدت أن دخول الشهر الفضيل يشكل فرصة ممتازة لمن أراد أن يراجع نفسه، وأرى أن كلنا يحتاج إلى تلك المراجعة، كلنا يحتاج أن يعرف ويسأل نفسه: أين أنا من صراع الحق والباطل الذي يدور في منطقتنا على أشده؟ وإلى أي فسطاط أنتمي؟ وهل أنا مدرك في الأساس أن أمتي تخوض صراع وجود؟ يجب قبل أن يدخل شهر رمضان أن نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه :مَنْ لَم يَدَعْ قَوْلَ الزُوْرِ والعَمَلَ بِهِ والجَهْلَ فَلَيْسَ للّه حَاجَةٌ فِي أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ". (رواه البخاري).
يجب على كل فرد فينا، قبل أن يبدأ في صيام هواجر الشهر الكريم، وقيام لياليه المباركة، أن يراجع موقفه من قول الزور والعمل به، فلا تضيق أفقك وتظن أن قول الزور لا يكون إلا أمام المحاكم، أو تتصور أن قول الزور ينحصر فقط في الغيبة والنميمة على شدة ضررهما وخطورتهما على بنيان الأمة، فأي زور أضر وأشر من تأييد الطغاة، وأي زور أسوأ من التطبيل لمستبد ضيق الدنيا على شعبه وأمته وجعلهم غرباء في بلدانهم التي ولد فيها آباء أبائهم، وماذا يكون الزور إن لم يكن تبريرا لقتل الأطفال وسجن الأبرياء وأغتصاب الحرائر.
يجب أن تتأكد أن صيام الدهر وقيام العمر وحج كل موسم وإقامة الفرائض الخمس لن تنفعك ما دمت تؤيد الظلم، وترضى بقطع ما أمر الله به أن يوصل، من دون حتى أن تهتز شعرة في وجدانك، أو يتمعر وجهك على أقل تقدير.
فلا تصوموا رمضان قبل أن تراجعوا أنفسكم في هذه الأمور الخطرة، حتى لا تُفاجأوا يوم القيامة أنكم من الأخسرين أعمالا، فلا تنفع الحسرة ولا الندامة. تقبل الله صيامنا وصيامكم، وجنبنا وإياكم قول الزور والعمل به.
دلالات
علي خيري
كاتب ومحام مصري أكتب في عدد من المواقع العربية وغالبا ما أسبح بقلمي ضد التيار.