خبر سار لليوم الثاني على التوالي، من الصين؛ بؤرة التفشي الأولى لوباء كورونا الجديد. فقد أعلنت بكين، اليوم الجمعة، عدم تسجيل أيّ إصابات جديدة محلية المصدر بالوباء، وذلك ليومين متتاليين، في وقت يهدد تزايد عدد الإصابات الآتية من الخارج التقدّم الذي حققته البلاد في مكافحة الوباء.
كذلك، تراجع عدد الوفيات في الصين، إلى حد كبير، إذ أعلنت لجنة الصحة الوطنية عن ثلاث وفيات جديدة فقط، في أقل زيادة يومية منذ بدأت نشر الأرقام في يناير/ كانون الثاني الماضي. وأصيب نحو 81 ألف شخص بالفيروس في الصين لكنّ عدد الأشخاص الذين ما زالوا مصابين فيه حتى الآن يبلغ 7000.
وكما المقولة القديمة "بضاعتنا رُدَّت إلينا" تخشى الصين حالياً، من عودة الإصابات بالوباء إليها من خارج البلاد، وهو ما دفع مناطق عدة، من بينها العاصمة بكين، إلى فرض حجر صحي مدته 14 يوماً على الوافدين من الخارج. وأشارت اللجنة الصحية إلى تسجيل 39 حالة إضافية لأشخاص جاءوا من الخارج الجمعة، ما رفع إجمالي هذه الحالات إلى 228.
لا انتكاسات
على صعيد الإصابات التي شفيت من المرض، قال خبير طبي إنّه لم يتم الإبلاغ حتى الآن عن حالات انتكاسة ملحوظة لمرضى عولجوا بعد إصابتهم في البلاد، وهو عكس ما حصل في بلدان أخرى، لا سيما في اليابان التي سجلت انتكاسات من هذا النوع. وقال وانغ قوي تشيانغ، مدير قسم الأمراض المعدية في المستشفى الأول لـ"جامعة بكين": "بشكل عام، هناك نسبة ضئيلة من المرضى، ممن وقعت لهم انتكاسة، لافتاً إلى أنّ تحديد العدد النهائي لحالات الانتكاس هذه سيتعين انتظاره حتى ينتهي المرض.
وأوضح وانغ أنّ المرضى ينبغي أن يخضعوا لاختبارين سلبيين للحمض النووي قبل أن يخرجوا من المستشفى، مضيفاً أنّهم مطالبون أيضاً بالخضوع للحجر الذاتي لمدة 14 يوماً في المنزل لتجنب التسبب بإصابة الآخرين في حال الانتكاس. وشدد وانغ على أهمية الحجر الصحي للمرضى الذين تم شفاؤهم، كما حثهم على تلقي العلاج بمجرد إثبات الاختبار إيجابية الإصابة بالنسبة لهم مرة ثانية وبمجرد ظهور أعراض الإصابة عليهم.
صحة البصر
على صعيد آخر، وبينما عادت بعض المدارس في الصين إلى عملها مع احتواء خطر الوباء في المقاطعات التي تقع فيها، أظهر استطلاع رأي أنّ 92.8 في المائة من أولياء الأمور قلقون على بصر أطفالهم الذين يتعلمون عبر الإنترنت في منازلهم بحسب وكالة "شينخوا". وشمل الاستطلاع 2425 من أولياء أمور تلاميذ المدارس الأساسية والثانوية. وقال هؤلاء إنّ فرط الوقت أمام الشاشات ونقص الأنشطة في الهواء الطلق يمثلان أكبر تهديدين لبصر الأطفال عندما تنقل المدارس الفصول الدراسية عبر الإنترنت وتطلب من التلاميذ الدراسة في المنزل. وقال بعض الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنّ أطفالهم سيشاهدون التلفزيون أو يلعبون ألعاباً عبر الهواتف المحمولة بعد انتهائهم من محاضراتهم عبر الإنترنت.
وأظهر الاستطلاع أنّ 95.1 بالمائة من الأشخاص الذين شملهم سيرشدون أطفالهم الى الاهتمام بعيونهم بما فى ذلك مطالبتهم بالاستراحة بعد التعلم لبعض الأوقات والحدّ من استخدامهم للمنتجات الإلكترونية. وقال بعض أولياء الأمور إنّ المعلمين يذكّرون التلاميذ بالحفاظ على سلامة العيون عبر الدردشات الجماعية على الإنترنت. أما في ما يتعلق بتحسين حماية بصر الأطفال، فقد نصح 75.7 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بنقل جزء من الفصول الدراسية أو الواجبات الى الفصول الفعلية لتقليل الوقت أمام الشاشات، بينما أعرب 69.9 في المائة عن أملهم في أن يرشد المعلمون التلاميذ للقيام بالتمارين البدنية، واقترح 44.8 في المائة إضافة تذكيرات عن حماية البصر إلى منصات التعلم عبر الإنترنت.