كيلومتر مربع واحد

18 نوفمبر 2018
(أشغال في كنيسة ساغرادا فاميليا في برشلونة)
+ الخط -

خلال القرن الرابع عشر، تزامنَ بناءُ أربعة معابد قوطية هائلة في برشلونة: كاتدرائية سانتا إيلينا، وسانتا ماريا دِل بي، وسانتا ماريا دِل مار، وكاتدرائية سان جوست إي باستور. كل ذلك في الكيلومتر المربع الواحد، وسط البلد، حتى يمكنك المغامرة بالقول إن أولئك الذين كانوا يعملون في واحدة منها كان يمكن أن يروا كيف تتقدم أعمال الكنائس الثلاث الأخرى.

كانت هذه الكنائس، طوال 600 سنة، تشكل مراكز عصبية للأحياء التي تقع فيها، كما تشكل مركزاً لحياة البرشلونيين.

إنما الآن، وقد جرى ما جرى، فقد سقط العديد منها في غياهب النسيان واللامبالاة، حيث أصبحت معابر بسيطة لقداس الأحد، ثم يلفها الصمت بقية الأسبوع.
(على الرغم من أن القليل منها يعاني من "نجاح السياحة الملوثة" مثل ماريا دل مار).

والسؤال هو: ماذا يُفعل بهذا التراث الغني غير المستغَل، والذي يتردد عليه، في كل مرة، عدد أقل من الناس ولحظات قليلة في الأسبوع، بينما تبقى المعابد خاوية باقي الوقت؟
(اللهم سوى من القليل من جيش الأخوات والإخوة التابعين للبابا ـ عددهم في العالم أكثر من ست مئة وخمسين ألفاً)؟

عموماً لا يأس من معالجة الموضوع.
ففي برشلونة، هناك أمثلة للمباني المهجورة التي تم إعادة تدويرها بعد فقدان استخدامها الديني.
إن لسان غالبية أهالي برشلونة، يقول: (تغلب على "المقدس" بالفن، تكسب) ـ مثلما حصل في الدول الأقل كاثوليكية ـ يقصدون البلد المجاور، فرنسا، بالتحديد!
ويبدو أن الأمر يمشي في هذا الاتجاه.

المساهمون