تجمع الكثير من الدراسات على أن عيش الأطفال داخل الشقق السكنية يزيد لديهم احتمالات الإصابة بالوزن الزائد والسمنة، وما يرتبط بها من أمراض أخرى مثل داء السكري، وتركز على أن عدم الاحتكاك والانفتاح على الطبيعة يقلل من قدرات الأطفال على التذكر والتركيز.
فقد ذكرت دراسة هولندية أن العيش داخل أربعة جدران في منزل ليست له حديقة وغير مفتوح على الطبيعة، يسبب آثاراً صحية على الساكنين فيه، خصوصاً الأطفال.
وركز الباحثون الهولنديون في دراستهم على معاينة أوضاع 6500 طفل بريطاني يعيشون في شقق، من دون حدائق متاحة لساكنيها، ووجدوا أن 30 في المائة من هؤلاء الأطفال يعانون من السمنة أو الوزن الزائد.
اقرأ أيضاً: عشر فوائد لاختيار مخيم صيفي لعطلة الأبناء
وبعد معاينة استمرت أربع سنوات للأطفال ذاتهم، وجدوا أن احتمالات اكتساب الأطفال للوزن الزائد أو السمنة بلغت 38 في المائة، وما نتج عنها من حالات مرضية مرتبطة بالسمنة، ومنها الإصابة بالسكري من الفئة الثانية. كما عاين الباحثون النشاط البدني الذي يمارسه هؤلاء الأطفال يومياً، وعاداتهم الغذائية ودراستهم وحياتهم الاجتماعية.
وذكرت آن ماري شالكويك، مسؤولة الدراسة الصادرة عن المركز الطبي الجامعي في أمستردام، أن محدودية المساحات الخارجية المتاحة أمام الأطفال لها ارتباط وثيق بزيادة أوزانهم وإصابتهم بالسمنة، مشيرة إلى أن نمط الحياة المستقر أمام الشاشات، مع قدر قليل جداً من النشاط البدني، وعدم توفر مساحات للعب والجري والقيام بأية نشاطات جسمانية، تؤدي بالصغار إلى تراكم وزن زائد قد يتحول إلى سمنة، مع ما يرتبط بذلك من مشاكل صحية وأمراض لاحقاً.
كما بينت دراسة أجراها باحثون إسبان على مدى العامين 2012 و2013، فوائد المساحات الخضراء على رفاه وصحة الأطفال. وخلصت إلى أن الطبيعة زادت من قدرة الأطفال على التذكر والاهتمام والتركيز في الحصص الدراسية، كما أنها ساهمت في زيادة الفضول عند الصغار والثقة بالنفس، وكذلك أغنت قاموس مفرداتهم اللغوي والتعبيري.
كما أن دراسة آسيوية أجريت في الوقت ذاته، بينت أن تعريض الأطفال للهواء الطلق، وإبعادهم عن الشاشات يمنع عنهم الإصابة بقصر النظر، معتبرة أن المشي اليومي للأطفال في الطبيعة أو خارج المنزل يساعد على نموهم بشكل أفضل، مؤكدين أن الهواء الطلق هو الحليف الأفضل للأطفال.
اقرأ أيضاً: التعلّم وسط الطبيعة يزيد ذكاء الطفل ومهاراته