كيف حقق "اشتباك" مليون جنيه في 3 أيام؟

01 اغسطس 2016
يتواجد أبطال فيلم "اشتباك" أمام دور العرض(فيسبوك)
+ الخط -
بعد بدء عرضه في دور السينما في مصر، استطاع فيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب أن يحقق ما يزيد عن المليون جنيه إيرادات في 3 أيام فقط، مما دفع منتجيه وموزعيه لزيادة القاعات التي يعرض بها، لتصل إلى 47 دار عرض بعد أن كانت 35 فقط، ويصبح الفيلم هو الظاهرة الأهم عام 2016 في السينما المصرية.

يدور الفيلم بالكامل داخل سيارة أمن مركزي بعد أحداث 30 يونيو 2013، حيث يجتمع مجموعة من المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي، ومجموعة من المواطنين المؤيدين للجيش ولعزل "مرسي" عن السلطة، ويحدث بين الجانبين "اشتباك" متواصل لمدة ساعتين هما مدة عرض الفيلم.

وبحسب تصريحات المخرج محمد دياب، فإن فيلمه يهدف إلى "نبذ حالة الهيستيريا الجماعية ورفض الآخر التي سادت المجتمع المصري، وجعلته قريباً من حربٍ أهلية في الفترة التي تلت 30 يونيو".

وعلى الرغم من الطبيعة الجادة للفيلم، وأنه ليس فيلماً "تجارياً" بالمعنى المتعارف عليه، إلا أنه يحقق هذا النجاح الكبير، مستغلاً كل طرق الدعاية المتاحة من أجل جذب الجمهور، وهي الدعاية التي جانبها الصواب أحياناً باعتراف صناعه أنفسهم، ويأتي على رأس أسباب هذا النجاح:

1- عرض الفيلم في مهرجان كان، والأهم هو الاحتفاء الكبير الذي ناله، فعلى الرغم من عرض فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله عام 2012 في المسابقة الرسمية، إلا أنه قوبل بهجوم من أغلب النقاد واعتبر أضعف الأفلام المعروضة حينها، ولكن الوضع مختلف لـ"اشتباك"، حيث عرض في افتتاح قسم "نظرة ما" وكتب عنه الكثير من النقاد الأجانب والعرب بشكل إيجابي.

2- قبل عرض الفيلم بأيام كان هناك حالة من "التجييش الجماهيري" على المواقع الاجتماعية، حين نشر المخرج محمد دياب على صفحته بموقع "فيسبوك" بياناً عن "محاربة الفيلم وانسحاب الموزع قبل عرضه وعدم وضع أفيشاته في دور السينما وأن الهدف هو عدم نجاحه"، طالباً من الجمهور دعم الفيلم ومشاهدته في السينما؛ لأن الإيرادات هي الضمان الوحيد لبقائه في دور العرض. وهي الدعوة التي نالت انتشاراً وخلقت صدى كبيراً عند الجمهور.

3- الممثل الكبير توم هانكس، الحاصل على جائزة الأوسكار مرتين، امتدح الفيلم في خطاب لمخرجه محمد دياب، وطلب من جمهوره على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" مشاهدته إن استطاعوا، مما خلق صدى أيضاً عند الجمهور المصري.

4- استخدام شركة الإنتاج لدعاية "سيئة" (حسب اعترافهم بعد ذلك)، حيث وضعوا "ماكيتات" لسيارات أمن مركزي أمام بعض دور السينما التي تعرض الفيلم، طالبين من الجمهور "عيش تجربة عربة الترحيلات والتقاط صور خلف الماكيت"، وهو الأمر الذي نال هجوماً عريضاً على المواقع الاجتماعية، بسبب "تسطيح تجربة مميتة مثل سيارة الترحيلات"، والتي توفي فيها بالفعل عشرات الأشخاص اختناقاً، لتصبح دعاية بهذا الشكل للفيلم، ورغم اعتذار المخرج محمد دياب على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، واعترافه أن هذا الأسلوب "غير موفق" إلا أن الجدل الذي أثاره الأمر كله وحالة الهجوم والدفاع فادت الفيلم، وجعلته الحدث الأهم على المواقع الاجتماعية خلال الأيام الماضية.

5- يتواجد أبطال فيلم "اشتباك" أمام دور العرض، ويلتقطون الصور مع الجمهور، ويطلبون منهم كتابة آرائهم عن الفيلم على المواقع الاجتماعية، مما يضيف لحالة الدعاية والصخب الذي صُنع حول الفيلم، وتحول "ادعم_فيلم_اشتباك" إلى "تريند" يومي على موقعي "فيسبوك" و"تويتر".

كل تلك الأسباب أدت للنجاح الجماهيري الكبير، وغير المتوقع، الذي يحققه الفيلم، والذي سيزداد بالتأكيد في الأيام القادمة بعد زيادة قاعات العرض.

دلالات
المساهمون