كيف تصبح شخصية قيادية؟

21 سبتمبر 2015
الاقناع والتأثير من سمات القائد( Getty)
+ الخط -
تتحكم في مفاهيم القيادة مجموعة من الاعتقادات الخاطئة. ولعل أبرزها، هو أن الحصول على منصب ما أو مسمى وظيفي ما، هو ما يعطي القدرة على القيادة. لكن وجود شخص ما في موقع أعلى لا يجعله قائداً بشكل تلقائي. 
القاعدة الذهبية تقول "إن المقياس الحقيقي للقيادة هو التأثير، لا أكثر ولا أقل"، هذه القاعدة من القواعد الثابتة، ولا جدال حولها. كُثر تسيطر عليهم خرافة "المنصب"، وحينما يرشح شخص ما من المخدوعين بهذه الخرافة للقيادة، فهو لا يطمئن إلا إذا سبق اسمه لقب أو مسمى وظيفي لتمييزه كقائد عن باقي الفريق، فعوضاً عن العمل على بناء علاقات مع الآخرين، فإن هذا الشخص ينتظر من الإدارة العليا منحه السلطة واللقب.

التأثير على الناس 

لذلك يجب على أي مرشح للقيادة أو طامحٍ فيها، أن يتفهم آليات اكتساب التأثير على الناس باستخدام أداة "المستويات الخمسة للقيادة" التي وضعها جون سي. ماكسويل، الخبير الأول في الولايات المتحدة في مجال القيادة. وهي باختصار:
- الشخصية والاحترام: يتبعك الناس لشخصك ولما تمثله، يتميز بهذه الحظوة القادة الذين أمضوا سنوات عدة في تنمية علاقاتهم بالآخرين وبمؤسساتهم. القلة تنجح في ذلك، والناجحون يكون لهم تأثير دائم.
- تنمية الناس وإعادة الإنتاج: يتبعك الناس بسبب ما فعلته لهم، ينشأ ذلك عندما يحدث النمو طويل المدى. التزامك بتطوير القادة سيضمن النمو المستمر للمؤسسة وللأفراد. افعل كل ما بإمكانك لتحقيق ذلك والثبات على المستوى نفسه.
- الإنتاج والنتائج: يتبعك الناس بسبب النتائج التي حققتها للمؤسسة، هنا يستشعر معظم الناس النجاح. إنهم يحبونك ويحبون ما تفعله. يتم حل المشكلات بجهد أقل بسبب القوة الدافعة.
- الإذن: كما يتبعك الناس لأنهم يريدون ذلك، سيتبعك الناس بدون أن تكون لك سلطة عليهم. هذا المستوى يسمح أن يكون العمل مصدراً للمتعة. يجب التنبه إلى أن البقاء، مدة طويلة، بهذا المستوى دون تقدم سيجعل أصحاب التحفيز الأعلى في حالة قلق.
- المنصب: لن يتعدى تأثيرك حدود صلاحيات وظيفتك. كلما استمريت في المكان نفسه. زاد معدل دوران العمالة وانخفضت المعنويات.
نلاحظ أن المنصب يقع في أسفل مستوى من مستويات القيادة، ذلك أن استخدام الموقع فقط لقيادة الناس دون فعل أي شيء لزيادة التأثير. فالناس حينذاك ستتبعك لأنها مضطرة لذلك. ولذلك عليك زيادة تأثيرك الشخصي، أي لمستك الخاصة.
أما في المستوى الثاني، فعندما تبني العلاقات الجيدة بالتعامل المحترم والمؤدب، مع تقديرهم كبشر، واهتمامك بهم، فتكون قد بدأت في بناء الثقة، فسيعطونك، آنذاك، الإذن في قيادتهم لرغبتهم في ذلك.

اقرأ أيضاً:أيهما أفضل: شراء منزل أم استئجاره؟

أما في المستوى الثالث، وهو مستوى الإنتاج، وهنا فإنك تستلم القيادة بسبب النتائج التي حققتها بعملك، أي حالما ينجح من تقودهم في إنجاز العمل بسبب مساهمتك ومجهودك وحسن إدارتك الفريق، لذلك فسوف ينتظرون منك الاستمرار في القيادة، وسيتبعونك لما حققته للمؤسسة.
أما للوصول إلى المستوى الرابع، هنا يجب التركيز على تطوير الآخرين، وسمي مستوى القيادة عن طريق تنمية الأفراد، أي تترك أثراً من ذاتك في نفوس الأفراد الذين تقودهم، بحيث تكون مرشداً وناصحاً ومساعداً لهم في تطوير مهاراتهم مع تحفيز روح القيادة لديهم، وهو ما يسمى "نقل القيادة"، أي أنك تعطيهم التقدير وتزيد من قيمتهم وتجعلهم أكثر أهمية. وبذلك تكتسب أتباعاً مخلصين لك لما فعلته معهم.
أما المستوى الأخير، مستوى الشخصية، للأسف في هذا المستوى لا يمكنك القيام بشيء للوصول إليه، وهو خارج قدرة وحدود سيطرة القائد، ذلك أن الآخرين فقط، هم من يمكنه وضعك في هذا المستوى، وهم يقومون بذلك لأنك نجحت بامتياز في قيادتهم من خلال المستويات الأربعة السابقة. لكن ذلك سيكون بعد فترة طويلة من الزمن.
وبناء على ما تقدم، يجب أن يفهم المرشحون آليات اكتساب التأثير على الناس من خلال الاستخدام الكفوء للمستويات الخمسة للقيادة. ومن خلال إدراكهم أن للمنصب دوراً صغيراً في القيادة الحقيقية. ولا بد أن يفهموا أن التأثير في الآخرين ينتج عن تخطيط وتنظيم.
القيادة عملية ديناميكية، وحق القيادة يكتسب بصورة فردية مع كل شخص يلتقيه القائد، ويعتمد على تاريخه، مع هذا الشخص، ومع كل شخص يجب البدء من أدنى مستوى.
وزبدة الكلام "القيادة قرار تتخذه، وليس منصباً يعهد إليك. ويستطيع أي شخص أن يختار أن يكون قائداً، ويمكن القيام بإنجاز عمل مميز مهما كان موقعه".
(محلل واقتصادي لبناني)

اقرأ أيضاً:خريجو 15 جامعة من الأعلى دخلاً في أسواق المال
دلالات
المساهمون