هل ينتابك الغضب مراراً؟ ليس من وقت لآخر، لأن جميع الناس يغضبون أحياناً، وإنما هل تغضب كثيراً؟
في استطلاع أجرته الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا "NHS"، تبين أن واحدا من 10 أشخاص، يجد صعوبة في السيطرة على انفعاله.
إن إدارة هذه المشاعر أمر مهم، ليس فقط للأحاسيس السيئة التي ترافقها، وإنما لأن الغضب يسبب مجموعة من المخاطر الصحية، من ارتفاع ضغط الدم، وخطر الذبحات القلبية، إلى الاكتئاب والقلق.
إيزابيل كلارك، وهي أخصائية في علم النفس السريري، ولديها خبرة في التعامل مع الغضب لأكثر من عشر سنوات، نشرت مجموعة من النصائح في "ميل أون لاين" للتخفيف من هذه المشاكل.
متى تغضب؟
كثيراً ما يختلط الغضب مع ما يمكن أن يؤدي إليه، كالعنف والتهديد، لكنه وحده يمثل مصدراً حيوياً يظهر على شكل طاقة تدفع الجسم للفعل، كالكهرباء، لكن يجب أن نتمكن من السيطرة على هذه الطاقة.
حاول السيطرة على غضبك من خلال كتابة أسبابه، وما تلاحظه في جسدك، وكيف يكون رد فعلك، اكتب سطراً واحداً كل يوم، حتى عن أصغر الأشياء التي تلحظها داخلك، وبعد فترة راجع ما كتبته، هل تجد أي نمطية؟
ما أكثر شيء يفقدك أعصابك؟
دوّن قائمة بأنواع المواقف التي تفقد فيها السيطرة على انفعالك، فالأشخاص الذين يحضرون صفوف إدارة الغضب يصرون على أن غضبهم يأتي من العدم.
إذا غُصت عميقاً، سيتضح لك أن بعض المواقف تسبب الانفجار، وبعضها الآخر لا، حدد ما هي الحالات التي نادراً ما تجعلك تغضب، واكتب ملاحظات عنها.
حين تغضب ماذا يحدث؟ فكر في الأمثلة الأخيرة، ماذا حدث بعدها؟ انظر إذا كان هناك رابط بينها، مثل قلة النوم، الجوع، الألم، أو أية أمراض صحية، فكلها يمكن أن تزيد ثورة الغضب، بالإضافة إلى الكحول.
حاول أن تضع قائمة بالأشياء التي تؤثر على انفعالك، واكتب كم تستطيع أن تتحكم بها.
لا تلجم غضبك فقط
عندما تكظم مشاعرك في مكان ما، فإنها ستظهر في مكان آخر، فكبح الغضب يتحول إلى توتر.
كيف يمكن إزالة هذا التوتر المستمر؟ التمارين الرياضية المنتظمة يمكن أن تساعد، وأيضاً مواجهة الأمور مثل التفاوض مع الآخرين، ويجب أن تكون حذراً من الكمالية ومحاولة الامتنان لكل الناس.
استخدم التمارين الذهنية التالية لإدارة مشاعرك غير المريحة، قيّم نفسك في الحاضر، كن منتبهاً لجسدك ومحيطك وتنفسك وأفكارك، وتذكر أنها مجرد أفكار، وإذا كانت أفكاراً عاطفية لاحظ تأثيرها على جسدك، وأين اختبرت ذلك، حاول أن تتخلص من تلك الأفكار ومن التوتر في جسدك، عد إلى حاضرك فأنت تتفوق على أفكارك وتوتر جسدك.
انتبه لعلامات التحذير المبكرة
تابع كتابة يومياتك، حتى وإن لم تدخل في نوبة كاملة، ولاحظ ما كتبته عن استجابة جسمك، سرعة ضربات القلب، تسارع التنفس، شد العضلات، تركيز ذهنك على التهديد وعدم رؤية الصورة الأكبر.
المفتاح لتحمل مسؤولية رد فعلك الغاضب، هو ملاحظة هذه المنبهات باكراً قبل أن تقدم على شيء ستندم عليه.
وفي أوقات التوتر حاول أن تتنفس بعمق، وتخرج زفيرك وأنت تركز على استرخاء عضلاتك.
أوقف التفكير المثير للغضب
ضع قائمة بالعبارات التي تراودك وقت الغضب، مثل يجب أن يوافق الناس على رأيي في هذا الموضوع، أو لماذا عليّ إرضاء الجميع.
إذا حاولت أن تفكر بطريقة مختلفة، فقد تصبح أهدأ في المستقبل، ففي حال صادفت سائقاً سيئاً في الشارع، قد تقول لنفسك إن هؤلاء الذين يقودون بهذه الطريقة يجب أن يمنعوا من النزول إلى الشارع، بدلاً من ذلك يمكن أن تفكر بأن لديك على الأقل المهارات التي تجنبك الأسوأ.
(العربي الجديد)