كيف تستفيد من الدورة المجانية عبر الإنترنت؟

29 اغسطس 2016
يوفر الإنترنت كماً هائلاً من المساقات المجانية (Getty)
+ الخط -
عثمان رايز، شاب باكستاني من أسرة فنية. تعلم البيانو في سن السادسة، وفي مرحلة متقدمة أراد أن يتعلم آلات وتقنيات أخرى، ولكن لم يتوفر له العلم الكافي في بلده. لذلك، لجأ عثمان إلى  الإنترنت، حيث مواقع التعليم المجاني.

 في أحد مؤتمرات TEDx التي دعي إليها، يقول عثمان "نملك كمًا هائلًا من المعلومات يمكننا الوصول إليه بنقرة إصبع، تخيلوا ما يمكننا فعله إذا ما قررنا استخدامها".

هنالك العديد من الدورات التدريبية المقدمة من أفضل جامعات العالم مجانًا عبر الإنترنت، فنجد منصات مثل Coursera وedX وFutureLearn تقدم الدورات باللغة الإنكليزية، ونجد منصات مثل إدراك ورواق تقدمها دورات أخرى بالعربية.

لا تكمن المشكلة الآن في توافر المعرفة، وإنما تكمن في كيفية استغلالنا لها، فكم من مرة وجدنا مساقات مناسبة لنا، ولكننا لم نكملها بسبب الملل، التشتت، أو ضعف الإرادة؟

تعالوا معًا نستكشف بعض المعوقات والحلول لإتمام الدورات المقدمة عبر الإنترنت والحصول على فائدة حقيقية منها. 

 

التشتت وعلاجه

في ظل الخيارات الكثيرة تأتي الحيرة. قد يكون السبب في عدم البدء هو التردد في اختيار المساق المناسب لك. لحسن الحظ، توفر كل منصة صفحة تقديمية لكل دورة تدريبية، وتتوافر

في هذه الصفحة كل المواد المطلوبة لتحديد المساق المناسب لك. الجدير بالذكر أن عناصر هذه الصفحة تبقى ثابتة في معظم الدورات والمنصات على اختلافها. دعونا نتحدث بشكل سريع عن هذه العناصر:

 1.   أهداف التعلّم – Learning Outcomes: كل دورة تكون لها أهداف مخصوصة ومحددة تصل بالطالب لدرجة علمية معينة، قم بقراءة أهداف التعلم الخاصة بالمساق لمعرفة ما إن كان هذا ما تريده، وهل هو مناسب لك أم لا.

 2.   المتطلبات المسبقة – Prerequisites: وتتعرف في هذا القسم على المستوى المطلوب للالتحاق بالمساق، وهل يجب عليك أن تتعلم شيئاً قبل الاستفادة من المساق؟

 

 3.   الجهد المطلوب – Workload:  تتعرف في هذا الجزء على الجهد الأسبوعي المطلوب بشكل تقريبي لإتمام المساق، وذلك يساعدك على معرفة إن كان وقتك يناسب فعلًا التعلم في المساق أم لا.

 4.   نوع الدورة: نقصد بهذا معرفة ما إن كانت الدورة نظرية تتطلب جهدًا للفهم وربط المعلومات، أم دورة عملية تتطلب التطبيق لتحصيل الفائدة الأعلى. هذه المعلومة قد لا يصرح بها علنًا، ولكن يمكنك معرفتها بعد أخذ نظرة عامة بالصفحة التقديمية. ومن خلال معرفة طبيعة الدورة، يمكنك تحديد طريقة مذاكرتك لها.

  


إلى الآن، يمكنك تحديد مستوى الدورة، طبيعة تقديمها، الجهد المطلوب لإنهائها، والأهداف المرجو منك تعلمها بنهايتها. ولكن، ماذا لو اتفق أكثر من مساق في هذه الأوصاف؟ هنا تأتي الخطوة التالية.

 

اختيار الدورة الأفضل

هناك العديد من المجالات التي تجد بها مساقات مشابهة من أكثر من جهة، وهذا سلاح ذو حدين في عصرنا الحالي. فمن ناحية أصبح لديك حق الاختيار، ومن ناحية أخرى قد تقف طويلا محتارًا في قرار اختيارك للدورة التي ستذاكرها، بل وربما ينتهي الأمر بعد دراستك لأي من الدورات بالأساس. إليكم بعض الخطوات التي يمكنكم اتباعها للتمييز بين المساقات المتشابهة:



 1.   ترتيب الجامعات: قم بمعرفة ترتيب الجامعات التي تقدم هذه الدورات، ستجد أن جامعة قبل أخرى في الترتيب الأكاديمي في جامعة معينة، وبهذا يكون المحتوى الصادر منها أكثر قيمة. هنالك العديد من المواقع التي توفر ترتيب الجامعات العالمية مثل موقع Times higher Education وموقع Top University.

 2.   المدرسون: اقرأ السيرة الذاتية للمدرسين، هل لهذا المدرس خبرة أكاديمية أم عملية؟ كم عدد الأبحاث التي قام بنشرها؟ هل قام بنشر كتب معينة في المجال؟ ماذا كان تأثيرها؟ كم عدد الشركات التي عمل بها؟ بناء عليه، يمكنك تحديد أي المدرسين أفضل إليك.

 

 3.   آراء الطلبة في الدورة – Student Reviews: قم بمعرفة ما يقوله الطلبة بعد الانتهاء من الدورة، فقد تجد بعض الطلبة يشكرون في أحد الجوانب وينتقدون الجانب الآخر، وهنا تستطيع أن تكون تصورًا مبدأيًا عن الدورة وما إن كانت مناسبة لك بجميع مميزاتها وعيوبها أم لا.

 

قد لا تتوافر بعض هذه المعلومات، أو قد تكون النتيجة قريبة جدًا؛ وهنا يتحتم عليك الاختيار بالتجربة والبدء في الدورة، وليس مجرد الجلوس والحيرة بين المساقات منتظرًا أن يأتي الاختيار الأفضل إليك!

 


المذاكرة السلبية

اعتدنا بسبب الوضع الحالي للتعليم، على تلقي المعلومات بشكل سلبي ومحاولة حفظها كما هي، من دون محاولة ربط بعضها ببعض أو نقد المعلومات، والدخول في مناقشات حول صحتها والتعلم من خلال هذه المناقشات. لذلك، نذكر لكم بعض الممارسات التي يمكنكم اتباعها لمذاكرة المحاضرات بشكل إيجابي:

 1.   تدوين الملاحظات: لا تقم بمجرد الاستماع أو المشاهدة، قم بتدوين الملاحظات والمعلومات الهامة في مكان مخصص لذلك. أحد أفضل الطرق في تدوين الملاحظات هي طريقة جامعة كورنيل التي قدمتها لطلابها فقط، ثم بعد ذلك تم نشرها لكل طلاب العالم لكي يستفيدوا منها. يتم تقسيم الورقة إلى ثلاثة أقسام:

 

الملاحظات: وتكتب هنا كل المعلومات الهامة طول مدة المحاضرة. قد تكون هذه الملاحظات عبارة عن مفاهيم، خطوات، رسومات، أسباب ومسببات، نقطة جدلية، نقطة نبه عليها المدرس، جزئية لم تفهمها. وتكون هذه الخطوة هي أولى الخطوات.

 

الأدلة: حين الانتهاء من تدوين الملاحظات، تقوم بكتابة دليل لكل ملحوظة، قد يكون الدليل سؤالًا، أو رمزًا تتذكر به المصطلح، أو غير ذلك. الهدف من الدليل هو أن تقوم لاحقًا باختبار فهمك من خلال أن تحاول تذكر الملحوظة من خلال الأدلة.

الملخص: وهنا الخطوة الأخيرة بعد انتهاء المحاضرة، حيث تقوم بتلخيص ملاحظاتك في قطعة واحدة تتكون من 5 سطور بحد أقصى.

 2.   التعامل مع الفيديوهات حسب طولها: قام كل من Neil Morris وJames Lambe أحد العاملين بجامعة ليدز البريطانية بإعداد دليل استرشادي لمذاكرة الدورات المفتوحة عبر الإنترنت، وكان أحد الجوانب التي تحدثوا عنها هي التعامل مع الفيديوهات حسب مدتها، ننقل لكم هذه النصائح بتصرف:

الفيديوهات القصيرة (من 3 لـ 5 دقائق): قم بمشاهدة الفيديو مرة واحدة، توقف حين تريد لكي تستوعب المعلومة، وقم بأخذ الملاحظات أثناء المشاهدة.

الفيديوهات المتوسطة (من 5 لـ 10 دقائق): شاهد الفيديو مرة واحدة بدون توقف، وعلّم على الأوقات الهامة في الفيديو، ثم عد لمشاهدة هذه الأوقات وتدوين ملاحظاتك.

الفيديوهات الطويلة (أكثر من 10 دقائق): قسم الفيديو لعدة مرات، وقم بمشاهدة كل جزء بشكل منفصل مع تدوين الملاحظات.

 3. الانخراط في المجتمع التعليمي: إحد أهم الخطوات التي يغفل عنها الكثير هي الدخول في منتديات النقاش. قم دائمًا بإضافة الأسئلة، شارك ملاحظاتك مع الآخرين، أجب على بعض الأسئلة، أو قم بالتفاعل مع المنتدى عن طريق تأييد الآراء أو الاعتراض عليها.

فكما يؤثر هذا في تعليمك بشكل كبير، يؤثر على نجاح زملائك ونجاح الدورة بشكل عام.

 

المساهمون