الروبوتات أو العناكب أو البوتس (bots) هي برامج صغيرة جدًا تزرع بطريقة خفية في أجهزة المستهدفين للتجسس عليهم وجمع معلومات عنهم، وفي أسوأ الأحوال للسيطرة على أجهزتهم وإدارتها عن بعد.
وقد كشفت دراسة جديدة صادرة عن معهد جوردان للدراسات حول روسيا، بجامعة نيويورك، أن روسيا تستخدم الكثير من هذه البرامج على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي. ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في مجلة "بيغ داتا" (Big Data) في أول ديسمبر/كانون الأول 2017.
وقد كشفت دراسة جديدة صادرة عن معهد جوردان للدراسات حول روسيا، بجامعة نيويورك، أن روسيا تستخدم الكثير من هذه البرامج على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي. ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في مجلة "بيغ داتا" (Big Data) في أول ديسمبر/كانون الأول 2017.
وبعد عزل عدد من البرامج وفحص خصائصها؛ اكتشف الباحثون أنها روسية الصنع، حيث تم نشرها عن طريق عدد من الحسابات الروسية على الإنترنت، وهي حسابات اجتماعية وإعلامية آلية العمل والنشر، وتنشر برامج تصيّد تهدف إلى إثارة الحسابات المستهدفة لأشخاص آخرين وتعطيلها.
يقول مدير مركز جوردان، جوشوا تاكر إنّ هناك قدرًا كبيرًا من الاهتمام حول فهم كيفية استخدام الأنظمة المختلفة والأجهزة الفاعلة السياسية لهذه الروبوتات بغرض التأثير على العملية السياسية في الدول.
ويضيف أن روسيا كانت دائما في طليعة الدول التي تحاول تشكيل الحديث عبر الإنترنت باستخدام أدوات مثل هذه البرامج الخبيثة، واستخدامها للتحكم والتصيد؛ لذا فإن الخطوة الأولى لفهم ما تفعله الروبوتات الروسية هو أن تكون لديك القدرة للتعرف عليها.
وكانت النتائج قد كشفت عن بعض الاختلافات الملحوظة بين المشاركات والمنشورات التي تنشر بالطريقة الآلية وبين تلك البشرية، لكن هناك أيضا العديد من أوجه التشابه التي قد تعيق الكشف عن تلك الحسابات الروبوتية.
ويرجح الباحث المشارك في الدراسة وطالب الدكتوراه في قسم السياسة بالجامعة، دينيس ستوكال، أن الروبوتات على الأرجح تستخدم منصات الإنترنت من أجهزة الكمبيوتر المكتبية، بينما يستخدم البشر في كثير من الأحيان الأجهزة المحمولة للولوج للشبكة العنكبوتية، مضيفاً أنه بالرغم من ذلك؛ فإن الاختلافات بين البشر والروبوتات ليست كبيرة مع التطور الكبير الحاصل في تلك البرامج ذات المستوى العالي من الدقة.
ركز الباحثون على فترتين محددتين بين 6 فبراير/شباط 2014 و1 أكتوبر/تشرين الأول 2014، ومن 30 يناير/كانون الثاني 2015 حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2015، والتي كانت لها تبعات بشكل ملحوظ في السياسة الروسية. ومن بينها ضم روسيا لإقليم القرم، والصراع في أوكرانيا الشرقية، وقتل زعيم المعارضة الروسية بوريس نيمتسوف أمام الكرملين. وقد جرى تحليل ما يقرب من 15 مليون تغريدة أرسلت من حوالي 230000 من حسابات تويتر الروسية - بما في ذلك 93000 حساب من التي كانت نشطة خلال الفترتين المحددتين.
ومن المثير للاهتمام، أن من تلك الحسابات النشطة كان هناك ما يقرب من 63000 حساب (67 بالمئة) هي روبوتات آلية. وعلاوة على ذلك؛ فإن من بين الحسابات التي تُغرد بنشاط عن السياسة الروسية، في معظم الأيام؛ كانت نسبة التغريدات الصادرة من الروبوتات قد تجاوزت 50%، وهذا الرقم ارتفع بشكل كبير في وقت ضمّ الروس لشبه جزيرة القرم.
وكانت معظم تغريدات الروبوتات تتضمّن أخباراً من دون وجود مصدر حقيقي لها، كما أنها تعيد تغريدها بطريقة أكثر كثافة من البشر، إضافة لأنها ليس لها موقع جغرافي محدد كما هو الحال مع البشر.
كما تروج لقصص محددة إخبارية حسب تصنيف محركات البحث، وأيضاً تعمل على نشر المعلومات المؤيدة للأنظمة السياسية، وبعضها يرتدي ثوب المعارضة وينشر أخبارًا ومعلومات عن أنشطة المعارضة وينتقد النظام كي يتسلل لصفوف المعارضة الحقيقية.