الاهتمام بدور منصات التواصل الاجتماعي في الحياة السياسية يزداد يوماً بعد يوم، وعلى الرغم من تنوع النقاشات وكثافتها حول تسهيل هذه المنصات إمكانية التعبير عن الآراء تحت ظل الأنظمة القمعية وتأثيرها في هذا المجال، مثل الربيع العربي، إلا أن تركيزاً أقل سُلط سابقاً على تأثيرها على الديمقراطيات الغربية. ويُمكن القول إن الانتخابات الرئاسية، عام 2016، في الولايات المتحدة الأميركية، عدلت من هذا النقاش، ولفتت النظر إلى حجم فعاليتها ودورها في الانتخابات في الولايات المتحدة وأوروبا على حد سواء.
ويجري النقاش حالياً حول الدور الذي لعبته أدوات التواصل الاجتماعي في سعي كتالونيا إلى الانفصال عن إسبانيا، والأكيد أنها لعبت دوراً بارزاً في هذا المجال على أصعدة عدة، بينها نشر الأخبار الزائفة، الترويج السياسي (بروباغندا)، كما أثارت انتباهاً عالمياً إلى ما يحصل، بفضل انتشار فيديوهات وثقت اعتداء الشرطة الروسية على مدنيين غير مسلحين، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول انتشار الأخبار الزائفة، أشارت الصحافية الإسبانية، كلارا خيمينيز كروز، إلى أن انتشار هذا النوع من الأخبار واكب التمهيد للاستفتاء على انفصال كتالونيا، إلى درجة "غير مسبوقة"، وأرجعت السبب في ذلك إلى أهمية هذا الاستفتاء كأحد أهم القضايا السياسية في إسبانيا، في السنوات الأخيرة. وقالت كروز إن "مع التورط العاطفي للجانبين في المسألة، أظهر الأشخاص استعداداً لتصديق أي قصة تدعم وجهة نظرهم، وتورط مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في أخبار زائفة نشرها الطرفان"، في حديثها لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قبل أيام.
ومن أبرز القصص الزائفة المنتشرة حول التصويت: صورة أصابع امرأة مكسورة من قبل الشرطة لمنعها من التصويت، وتقارير حول إرسال ضابط شرطة إلى كتالونيا لقمع التصويت ووفاته إثر نوبة قلبية هناك، وقصة طفل في السادس من عمره أصيب بالشلل جراء وحشية الشرطة، بالإضافة إلى استخدام صور من اعتصام عمال المناجم في مدريد عام 2012 كدليل على إصابة كتالونيين مؤيدين للانفصال، كما انتشرت صورة رجل مرتدياً قميصاً أصفر وصُوّر كضابط سري في الشرطة بينما هو من أحد مؤيدي الانفصال. وعُممت أيضاً صور أظهرت أشخاصاً يؤدون التحية النازية إلى العلم الإسباني، إلا أنها مأخوذة من تظاهرات سابقة.
ولم يتبين فعلياً من يقف وراء هذه الأخبار الزائفة، إذ أشارت صحيفة "إل باييس" الإسبانية (المعارضة للانفصال) إلى تورط روسيا في الأمر، معتبرة أن وسائل الإعلام التابعة لها، مثل "سبوتنيك" و"آر تي" تتعمد تعميم هذه الأخبار الزائفة، لتعزيز الانقسامات في أوروبا. ووفقاً لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، فإن المؤسسات الإعلامية المدعومة من الحكومة الروسية والروبوتات الموجهة على شبكة الإنترنت عززت انتشار معلومات مضللة حول عملية الاستفتاء. لكن وزير الخارجية الإسباني قال إنه لا يملك "دليلاً قاطعاً" على تورط روسيا.
والزميل في "المجلس الأطلسي" في مجال الدفاع المعلوماتي، بِن نيمو، قال إنه لا يعتقد أن "الكرملين أعطى أوامر محددة إلى وسائل الإعلام حول كيفية تغطية كتالونيا"، في حديثه لوكالة "فرانس برس". وأضاف نيمو أن "(آر تي) الناطقة بالإسبانية كانت أكثر موضوعية، بينما اختارت (سبوتنيك) اتباع الأوامر الدائمة بتصوير الغرب سيئاً وفوضوياً".
وفي سياق متصل، أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" تقريراً حول المناخ الإعلامي "القمعي" في كتالونيا وسط الأزمة بين الحكومة الإقليمية الاستقلالية والسلطة المركزية، واعتبرت أن "التحديات المستمرة بين الحكومتين لم تؤدِ سوى إلى تفاقم مناخ كان متدهورًا بالفعل لحرية المعلومات في كتالونيا".
واستنكرت "مراسلون بلا حدود" تعرض الصحافيين إلى مضايقات من قبل السلطات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتطرق التقرير إلى "الضغوط المستمرة من الحكومة الكتالونية المؤيدة للانفصال على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ومضايقة الصحافيين على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الانفصاليين والمناخ السام عامة ضد حرية الصحافة".
وجاء فيه أن "حشر الحكومة الإقليمية في الزاوية بسبب مناورات الحكومة الإسبانية الترهيبية دفعتها إلى التمادي في محاولتها فرض رؤيتها على الإعلام المحلي والإسباني والعالمي. إن المؤشر الأفضل على الديمقراطية الصحية هو وجود مناخ من الصحافة الحرة تمكن الصحافيين من كتابة ما يؤمنون به ويرفضون فرض رقابة على أنفسهم".
اقــرأ أيضاً
ويجري النقاش حالياً حول الدور الذي لعبته أدوات التواصل الاجتماعي في سعي كتالونيا إلى الانفصال عن إسبانيا، والأكيد أنها لعبت دوراً بارزاً في هذا المجال على أصعدة عدة، بينها نشر الأخبار الزائفة، الترويج السياسي (بروباغندا)، كما أثارت انتباهاً عالمياً إلى ما يحصل، بفضل انتشار فيديوهات وثقت اعتداء الشرطة الروسية على مدنيين غير مسلحين، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول انتشار الأخبار الزائفة، أشارت الصحافية الإسبانية، كلارا خيمينيز كروز، إلى أن انتشار هذا النوع من الأخبار واكب التمهيد للاستفتاء على انفصال كتالونيا، إلى درجة "غير مسبوقة"، وأرجعت السبب في ذلك إلى أهمية هذا الاستفتاء كأحد أهم القضايا السياسية في إسبانيا، في السنوات الأخيرة. وقالت كروز إن "مع التورط العاطفي للجانبين في المسألة، أظهر الأشخاص استعداداً لتصديق أي قصة تدعم وجهة نظرهم، وتورط مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في أخبار زائفة نشرها الطرفان"، في حديثها لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قبل أيام.
ومن أبرز القصص الزائفة المنتشرة حول التصويت: صورة أصابع امرأة مكسورة من قبل الشرطة لمنعها من التصويت، وتقارير حول إرسال ضابط شرطة إلى كتالونيا لقمع التصويت ووفاته إثر نوبة قلبية هناك، وقصة طفل في السادس من عمره أصيب بالشلل جراء وحشية الشرطة، بالإضافة إلى استخدام صور من اعتصام عمال المناجم في مدريد عام 2012 كدليل على إصابة كتالونيين مؤيدين للانفصال، كما انتشرت صورة رجل مرتدياً قميصاً أصفر وصُوّر كضابط سري في الشرطة بينما هو من أحد مؤيدي الانفصال. وعُممت أيضاً صور أظهرت أشخاصاً يؤدون التحية النازية إلى العلم الإسباني، إلا أنها مأخوذة من تظاهرات سابقة.
ولم يتبين فعلياً من يقف وراء هذه الأخبار الزائفة، إذ أشارت صحيفة "إل باييس" الإسبانية (المعارضة للانفصال) إلى تورط روسيا في الأمر، معتبرة أن وسائل الإعلام التابعة لها، مثل "سبوتنيك" و"آر تي" تتعمد تعميم هذه الأخبار الزائفة، لتعزيز الانقسامات في أوروبا. ووفقاً لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، فإن المؤسسات الإعلامية المدعومة من الحكومة الروسية والروبوتات الموجهة على شبكة الإنترنت عززت انتشار معلومات مضللة حول عملية الاستفتاء. لكن وزير الخارجية الإسباني قال إنه لا يملك "دليلاً قاطعاً" على تورط روسيا.
والزميل في "المجلس الأطلسي" في مجال الدفاع المعلوماتي، بِن نيمو، قال إنه لا يعتقد أن "الكرملين أعطى أوامر محددة إلى وسائل الإعلام حول كيفية تغطية كتالونيا"، في حديثه لوكالة "فرانس برس". وأضاف نيمو أن "(آر تي) الناطقة بالإسبانية كانت أكثر موضوعية، بينما اختارت (سبوتنيك) اتباع الأوامر الدائمة بتصوير الغرب سيئاً وفوضوياً".
وفي سياق متصل، أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" تقريراً حول المناخ الإعلامي "القمعي" في كتالونيا وسط الأزمة بين الحكومة الإقليمية الاستقلالية والسلطة المركزية، واعتبرت أن "التحديات المستمرة بين الحكومتين لم تؤدِ سوى إلى تفاقم مناخ كان متدهورًا بالفعل لحرية المعلومات في كتالونيا".
واستنكرت "مراسلون بلا حدود" تعرض الصحافيين إلى مضايقات من قبل السلطات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتطرق التقرير إلى "الضغوط المستمرة من الحكومة الكتالونية المؤيدة للانفصال على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ومضايقة الصحافيين على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الانفصاليين والمناخ السام عامة ضد حرية الصحافة".
وجاء فيه أن "حشر الحكومة الإقليمية في الزاوية بسبب مناورات الحكومة الإسبانية الترهيبية دفعتها إلى التمادي في محاولتها فرض رؤيتها على الإعلام المحلي والإسباني والعالمي. إن المؤشر الأفضل على الديمقراطية الصحية هو وجود مناخ من الصحافة الحرة تمكن الصحافيين من كتابة ما يؤمنون به ويرفضون فرض رقابة على أنفسهم".