كيري يتوعّد "عملاء" روسيا وموسكو تندّد بـ"فكر الحرب الباردة"

08 ابريل 2014
السلطات الأوكرانية اعتقلت نحو 70 انفصالياً (Getty)
+ الخط -

أعادت الأزمة الأوكرانية المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة ومعها الغرب إلى حقبة الحرب الباردة، وهو التعبير الذي استخدمته موسكو، اليوم الثلاثاء، في وصفها قرار حلف شمال الأطلسي منع دخول دبلوماسييها إلى مقر الحلف في بروكسل، في وقت يبدو أن الأزمة تشتد سخونة، مع بروز نزعات انفصالية في شرق أوكرانيا، حيث احتجز موالون لروسيا مساء اليوم الثلاثاء، نحو 60 رهينة، وفخخوا مبنى رسمياً بعدما سيطروا عليه.

ودفع تصاعُد الاضطرابات، خلال الساعات الماضية، بواشنطن إلى تهديد موسكو بعقوبات أشد صرامة، فيما وصف وزير خارجيتها، جون كيري، الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا بـ"العملاء الذين يتسببون بالاضطرابات".

وقال جهاز أمن الدولة الأوكراني إن انفصاليين موالين لموسكو، زرعوا متفجرات في مبنى تابع له في مدينة لوهانسك شرقي البلاد، بعدما سيطروا عليه، ويحتجزون نحو 60 شخصاً تحت تهديد السلاح.

واحتلّ انفصاليون موالون لموسكو مقرّ الجهاز، مساء يوم الأحد، ضمن سلسلة هجمات في شرق البلاد. وأوضح جهاز أمن الدولة، في بيان، أن "مجموعة مكافحة الإرهاب التابعة لجهاز أمن الدولة تأكدت من أن المجرمين زرعوا ألغاماً في المبنى، ويحتجزون نحو 60 شخصاً تحت تهديد السلاح والمتفجرات".
غير أن المحتجين نفوا بشكل قاطع ما أعلنته كييف، ونقلت وكالة "رويترز" عن محتج يُدعى أنطون، وصف نفسه بأنه منسق العملية، قوله إنه "لا توجد متفجرات ولا رهائن. لا نريد رهائن لتحقيق ما نريده".

وفي تصريحات عالية اللهجة، حمّل وزير الخارجية الأميركي جون كيري من وصفهم بعملاء روسيا المسؤولية الكاملة عن الاضطرابات الانفصالية الجارية في شرق أوكرانيا. وأضاف في حديث، أمام الكونغرس، أنه "من الواضح أن القوات الخاصة الروسية وعملاءها كانوا العنصر المساعد وراء الفوضى التي جرت في الساعات الأربع والعشرين الماضية"، مشيراً إلى أن ذلك "من شأنه أن يخلق ذريعة لتدخل عسكري روسي مثلما رأينا في القرم".

كما جدد كيري تهديد روسيا بعقوبات اقتصادية أميركية وأوروبية أشدّ وطأة، إذا لم توقف تورطها في أوكرانيا. ولفت إلى أنه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين أوكرانيين في أوروبا الأسبوع المقبل.

في المقابل، اعتبرت موسكو أنّ قرار حلف شمال الأطلسي الحدّ من دخول الدبلوماسيين الروس الى مقرّ قيادة الحلف، يبيّن أن التحالف العسكري ليس في وسعه أن يترفع عن "فكر حقبة الحرب الباردة"، وأنه يحبّذ لغة العقوبات في الحوار.

وكان الحلف قد أعلن، أمس الإثنين، تشديد القيود على دخول الدبلوماسيين الروس إلى مقرّه في بروكسل، وقال إن القرار جاء نتيجة إعلانه تعليق التعاون مع موسكو بسبب ضمها منطقة القرم الأوكرانية.

وفي وقت سابق، دعت وزارة الخارجية الروسية، سلطات كييف إلى وقف حشد القوات المسلحة التي قالت، إنها مكلفة قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جنوب شرق أوكرانيا. ودعت الوزارة، في بيان، إلى "وقف فوري للعمليات العسكرية التي يمكن أن تؤدي إلى تفجر حرب أهلية".

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن "ما يثير قلقها البالغ هو مشاركة 150 خبيراً أميركياً من منظمة "غريستون" العسكرية الخاصة في العملية، وهم يرتدون زي عناصر قوات "سوكول" الخاصة الأوكرانية".

وجاء التحذير الروسي بعدما كشف وزير الداخلية الأوكراني، آرسين أفاكو، أن أوكرانيا شنّت عملية "مكافحة الإرهاب" في مدينة خاركيف، وإنه تم اعتقال نحو 70 "انفصالياً" لاستيلائهم على مبنى الإدارة الإقليمية.

في غضون ذلك انتقل الخصام إلى حرم البرلمان الأوكراني، حيث تشاجر نواب، بعدما اتهم الزعيم الشيوعي، بيترو سيمونينكو، القوميين الأوكرانيين، بخدمة مصالح روسيا من خلال تبني أساليب متطرفة في بداية الأزمة الأوكرانية، وهو ما أدّى إلى نشوب مشاجرة بين النواب الشيوعيين، وزملائهم من حزب "سفودوبا" القومي اليميني المتطرف. 

المساهمون