كوفيد 19

21 مارس 2020
جزء من لوحة لـ كريم بناني/ المغرب
+ الخط -

1
يا كُوفيد التاسع عشر؛
أيّهذا المليكُ الأعمى:

اعتذر
لضحاياكِ كُلّهم،
وضَعْ
وردةَ الشّهيقِ
في رئاتهم المعطوبةِ،
ثمّ فليخضعِ السُّعالُ إليك.

لقد غسلنا منكَ أيدينا بخمرةِ الصّفح،
وقلنا لشفاعةِ الحُمّى:
أذهبي بأسهُ
يا غفلةَ الظلّ ويقظةَ الصَّواب؛
يا عائلةَ العالمِ والعُزلةِ والعَطْف.


2

بالعلّةِ الأولى
والملحِ المُزمنِ؛
هذه وردتكَ الآدميّةُ
من بداية الأضرحةِ
إلى
نهايةِ الآلةِ السوداء.


3
آويتُ العُزلةَ
في قبوِ الطاعةِ والطالعِ والطّيف.
أنا الجاحدُ بالزّجرِ ومُتلِفُ السِياط،
أتقرّى في ذهبِ الوقتِ مَنزلًا للقصيدةِ الأمّ،
وإذ الأرضُ جائحةٌ
في سُلّم الرماد؛
أختبئُ في وضوحِ الكلمة.


4
تَهبِطُ
إلى هُوّةِ الإنسان
بالكَشْفِ المُريعِ
وقرائحِ المرضى،
آهِ
لو تُسجّى
عاطفةُ القَتل؛
لو تفنى
أسماءُ المَكْرِ المُطمئنّةِ
وما أشكلتهُ
النوايا
تحت ألسنةِ الفناء،
ثمّ تئنُّ البرازخُ كلّها
فوقَ أسرّةِ الرب..
من جرائرِ الجُذام حتى الوَباءِ المُستجدِّ
وسيرةِ الطّاعون
أعلى شفاهِ الموت المُطبقِ
على كتابِ الحَذَر!


5
يا كُوفيد التاسع عشر؛
بأيّ النُبوءاتِ والأباطيلِ تأتي؟
وبأيّ سَقَمٍ آسفٍ تستردُّ النُذور؟
لقد شغفتكَ شريعةُ الانهيارِ
وعُقدةُ الفقدِ الكثير،
بأيّ المناعاتِ القويّةِ
تُنازلُ الطاعنَ والمطعون،
ولا تُذلّكَ العقاقيرُ الحميدةُ
التي يُبريها الجَسدُ المُعذّبُ؟
وبأي تبغٍ رخيصٍ تسرق الهواءَ
في دسيسةِ الدُخان؟
هذه
طُرقات الوحيدين،
وحيواناتُ النُزهةِ،
وشمعةُ البقاء.


* شاعر من فلسطين

المساهمون