كورونا يهدّد الدول العربية

23 يوليو 2020
يبدو أن معظم الناس يلتزمون بوضع الكمامات في بريطانيا (أدريان دينيز/ فرانس برس)
+ الخط -

ما زالت بلدان عدّة، خصوصاً الولايات المتحدة وبعض دول أميركا اللاتينية، تُسجّل ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، في وقت حذّرت منظمة الصحة العالمية من عواقب وخيمة في الدول العربية من جراء الوباء. وعلى الرغم من التجارب الكثيرة لإنتاح لقاحات والنتائج الإيجابية، أشارت المنظمة إلى أنها لا تتوقع استخدامها قبل العام المقبل. 
وأعلن المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، أن الباحثين يحرزون تقدماً كبيراً في تطوير لقاحات لمنع الإصابة بمرض كوفيد-19، مع دخول عدد قليل منها تجارب المرحلة الأخيرة. لكنه أضاف أنه من غير الممكن توقع بدء استخدامها قبل أوائل عام 2021.  
من جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من "عواقب وخيمة تتعلّق بالأوضاع السياسية والاجتماعية في البلدان العربية من جراء انتشار فيروس كورونا"، وذلك في رسالة مصورة سجلها بالفيديو خلال إصداره "موجز سياسات خاصا بتداعيات فيروس كورونا على البلدان العربية".

وقال إنّ الجائحة الحالية "كشفت هشاشة الاقتصاديات والمجتمعات العربية والصعوبات في استجابة بلدان المنطقة للفيروس". وأشار إلى أنه "مع سقوط الملايين إلى أسفل السلم الاقتصادي، سيعيش ربع السكان العرب بالكامل في فقر وسط منطقة مليئة بالتوترات وعدم المساواة، ما سيكون له عواقب وخيمة على الاستقرار السياسي والاجتماعي".
وأوضح غوتيريس أن "بعض المجتمعات تضررت بشكل خاص، بما في ذلك النساء والمهاجرون، الذين يمثلون 40٪ من القوى العاملة. ويعتمد 55 مليون شخص بالفعل على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، و26 مليون لاجئ ومشرّد داخلياً العالقين في نزاعات مسلحة بالمنطقة".
وفي السياق نفسه، أكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن نحو ثلاثة مليارات شخص هم بين الأفقر في العالم، يجب أن يحصلوا على دخل أساسي مؤقت للمساعدة في إبطاء وتيرة تفشي كورونا. وأفاد تقرير أصدرته أول من أمس بأنه مع ارتفاع عدد الإصابات في الدول النامية، هناك "حاجة ملحة" لإجراءات من أجل حماية السكان الأكثر عرضة للخطر. وأشار إلى أن تمويلا بقيمة 199 مليار دولار يوفر دخلاً أساسياً مؤقتاً لـ 2,7 مليار شخص، ويغطي تكاليف "الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والتعليم".
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر إن "الأوقات غير المسبوقة تستدعي إجراءات اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة". 
وبالأرقام، تخطّى عدد المصابين بكورونا في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الأربعة ملايين مصاب، أكثر من نصفهم في البرازيل، وحصد الوباء حتى اليوم أرواح أكثر من 80 ألف شخص.  
كما سجلت جنوب أفريقيا 572 وفاة من جرّاء الإصابة بالفيروس، ما رفع العدد الإجمالي إلى 5940 حالة. وتتصدر جنوب أفريقيا دول القارة السمراء لناحية عدد الإصابات.
إلى ذلك، حمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتظاهرين في البلاد مسؤولية انتشار كورونا. وقال إن هناك أسبابا عدة لارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في بلاده، منها الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت لمناهضة العنصرية، مضيفاً أن "الحالات بدأت تتصاعد بين الشباب بعد وقت قصير من التظاهرات". كما لفت إلى أن "تجمعات الشباب خلال المناسبات وفي الحانات ساهمت في ارتفاع عدد الإصابات، وربما كذلك في الشواطئ".
وفيما يتعلق بإلزامية ارتداء الكمامات في البلاد، قال ترامب إن "ارتداء الكمامة متروك لحكام الولايات، لكن أنصح بوضعها". وقررت الحكومة المحلية في العاصمة واشنطن فرض ارتداء الأقنعة، من دون أن يسري على المباني الفدرالية.

يشار إلى أن أعداد حالات الإصابة المؤكّدة بفيروس كورونا في كاليفورنيا وصلت إلى نحو 409 آلاف شخص، لتتجاوز بذلك نيويورك الأكثر تضرراً من الوباء، بحسب جامعة "جونز هوبكنز". لكن فيما يتعلق بأعداد الوفيات، ما زالت نيويورك تفوق كاليفورنيا.
ولليوم التاسع على التوالي، سجّلت الولايات المتّحدة أكثر من 60 ألف إصابة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بحسب "جونز هوبكنز"، ليرتفع عدد الإصابات إلى أكثر من 3,9 ملايين إصابة، بينها 63,967 إصابة سجّلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
عربياً، تجاوز عدد المتعافين أكثر من 688,520، فيما تجاوز عدد الإصابات المعلنة 870,772 إصابة، وما يزيد على 15,615 وفاة. أما عالمياً، فتخطّى عدد المصابين بالفيروس حول العالم 15,398,550 مصاباً، توفي منهم أكثر من 630,750 شخصاً، فيما بلغ عدد المتعافين عالمياً 9,373,516 شخصاً، بحسب "جونز هوبكنز".

المساهمون