كورونا يغلق 36% من الجمعيات التعاونية في الكويت

صدمة كبيرة تلقتها السلطات الكويتية بعد تسلل فيروس كورونا الجديد إلى صفوف العاملين في الجمعيات التعاونية بمختلف المناطق، حيث أُغلق نحو 26 جمعية تعاونية (من أصل 72 جمعية) بنسبة 36% في أهم المناطق التي يقطنها المواطنون والوافدون، على إثر اكتشاف حالات إصابة بكورونا، الأمر الذي أثار المخاوف بشأن أزمة في توافر السلع الغذائية خلال فترة الحظر الشامل التي بدأت الأحد الماضي وحتى 30 مايو/ أيار الجاري.

وخشية انتقال الفيروس إلى الجمعيات الأخرى، أعلنت جمعية مدينة صباح الأحمد (جنوب) أنها أوقفت التعامل بالأموال النقدية والاكتفاء بالتعامل من خلال خدمة "كي نت"، وأكدت أنها ستشدد إجراءات فحص مرتاديها واتخاذ التدابير اللازمة لحماية العاملين.

من جانبه، قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الكويتية، مشعل السيار، لـ "العربي الجديد"، إن الصعود المفاجئ في عدد الإصابات بين العاملين في الجمعيات هو بسبب حالة الزحام غير المسبوق والتدافع الكبير على مختلف الجمعيات التعاونية في الكويت نتيجة حالة الهلع بعد قرار فرض حظر التجول الشامل.

وأضاف السيار أن الجمعيات التي تُكتشَف فيها حالات الإصابة بكورونا تُغلَق لمدة يومين، فيما تقوم الجهات المختصة بعمليات التعقيم اللازمة، ثم يُعاد فتح أبواب الجمعيات أمام المواطنين والمقيمين بعد إجراءات الفحوصات الطبية لجميع العاملين.

وكشف مصدر حكومي كويتي لـ"العربي الجديد" أن وزارة الصحة ستُجري فحوصات لجميع العاملين في الجمعيات التعاونية والأسواق التجارية للتأكد من سلامة الموظفين وعدم انتقال الفيروس لمرتادي الجمعيات ومنافذ البيع الأخرى.

وأكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن فرق وزارة الصحة الكويتية ستُجري فحوصات دورية للعاملين في الجمعيات في أماكن العمل وفي مدارس الإيواء التي يقطنها العاملين، كذلك ستُشدَّد الإجراءات الاحترازية داخل الجمعيات، فيما سيُستغنى عن المتطوعين الكويتيين الذين ساهموا خلال الفترة الماضية في تنظيم دخول المواطنين والمقيمين إلى الجمعيات.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الكويتي، حجاج بوخضور، لـ"العربي الجديد" إنه لا يرجّح حدوث أزمة في بيع السلع الغذائية للمواطنين والمقيمين بعد إصابة المئات بفيروس كورونا في الجمعيات التعاونية والأسواق الأخرى.

وأكد بوخضور أن المواطنين والمقيمين اشتروا كميات كبيرة من السلع والمنتجات الغذائية خلال الأسبوع الماضي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن عملية إغلاق الجمعية التعاونية التي تظهر فيها إصابات بكورونا تستمر ليومين فقط، ولا داعي لحالة الخوف.

على صعيد متصل، حذّر أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت، عبد الله الكندري، من خطورة انتشار فيروس كورونا في الجمعيات والأسواق الأخرى، مطالباً السلطات الكويتية باتخاذ تدابير مشددة لمنع إصابة العاملين في الجمعيات باعتبارها العمود الفقري لتوزيع السلع الغذائية في البلاد.

وتفاعل نواب مجلس الأمة الكويتي مع أزمة تفشي كورونا في الجمعيات، إذ قال النائب يوسف الفضالة، إن الجمعيات التعاونية تعتبر مراكز تجمع رئيسية، داعياً وزارة الصحة إلى القيام بعمل مسحات لكل العاملين في هذه الجمعيات بأسرع وقت.