كورونا والدراما السورية... مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد

22 مارس 2020
سيرين عبد النور بطلة دانتيل (فيسبوك)
+ الخط -
يبدو أنَّ بعض شركات الإنتاج الفنية العربية لا تبالي بما يحدث في العالم من حولها، إثر تفشي فيروس كورونا. فبينما يتم تطبيق العزل الصحي المنزلي في معظم دول العالم، تصرُّ بعض شركات الإنتاج على استكمال تصوير أعمالها الدرامي. دون أن تبالي بالخطر الذي قد يتعرَّض له طاقمها الفني أثناء تصوير تلك الأعمال، فهدفها الأساسي هو الربح المادي، وعدم تضييع أرباح الموسم الرمضاني الذي بات على الأبواب.

غالبية الأعمال الدرامية المشتركة الضخمة يتم تصويرها في لبنان، وفي ظل تفشي فيروس كورونا فيه، أصدرت النقابة الفنية في لبنان قراراً، تتمنّى فيه من شركات الإنتاج الدرامي أخذ التدابير اللازمة والتوقف عن العمل لمدة أسبوعين على جميع الأراضي اللبنانية حفاظاً على صحة الفنانين والعاملين في هذه الأعمال. وجاء القرار بالتزامن مع العديد من الحملات التي قامت بها الحكومة اللبنانية لتشجّع المواطنين على البقاء في منازلهم للحد من تفشي الفيروس.
وقد التزمت بعض شركات الإنتاج بالقرار وقررت تعليق استكمال تصوير أعمالها إلى إشعار آخر، في حين أن بعض شركات الإنتاج اكتفت بتعليق التصوير لمدة ثلاثة أيام واستكماله من جديد بعد زيادة الإجراءات الوقائية، كما فعلت شركة Isee Media التي تحضر لرمضان المقبل مسلسلي "الساحر" و"النحات".

وبسبب موجة الانتقادات الكبيرة التي تعرضت لها على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت هذه الشركات بنشر العديد من الفيديوهات التي تستعرض بها الإجراءات الوقائية التي تتبعها في كواليس عمليات التصوير، منها الفيديو الذي نُشر للفنانة سيرين عبد النور في كواليس مسلسل "دانتيل"، إذْ يتم بخّها بالكامل بالمعقمات قبل دخولها إلى موقع التصوير، وكذلك الفيديوهات التي توثق كيفية فحص حرارة الممثلين لفريق عمل مسلسل "دهب عيرة" الذي يتم تصويره في لبنان.

وقد كان لشركة "الصباح" وأعمالها النصيب الأكبر من الانتقادات. وبدأت الانتقادات بعد الصورة التي نشرتها الفنانة نادين نسيب نجيم لنفسها وهي ترتدي الكمامة، وهي برفقة المخرج فيليب أسمر ضمن كواليس مسلسل 2020، وتسببت الصورة بإثارة موجة من الانتقادات ضدها لعدم التزامها بالحجر الصحي. لتأتي بعدها الصور التي نشرت من كواليس الجزء الرابع من مسلسل "الهيبة"، والتي دفعت بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي للاستفسار عن مدى جدية العزل الصحي في لبنان بسبب عدم الإشارة لأي إجراءات وقائية فيه. وقد تم توجيه معظم الانتقادات لوزير السياحة اللبناني، البروفيسور رمزي المشرفيّة. وأشار ناشطون إلى ضرورة منع التجمعات لتصوير الأعمال الفنية؛ ليرد الوزير على تلك الانتقادات، ويؤكد تواصله مع الشركة المنتجة لوقف عمليات التصوير، لتعلن بعدها شركة "الصباح" إيقاف عمليات تصوير كل من مسلسل "الهيبة" الجزء الرابع ومسلسل 2020، وتعليق تصويرهما حتى إشعار آخر. لتوحي هذه الإجراءات أن الدراما العربية المشتركة قد تغيب اضطرارياً عن الشاشات العربية في رمضان المقبل.

وأما في سورية، فصرَّحت وزارة الإعلام السورية بأنه ليس هناك أي منع أو توقيف لعمليات تصوير المسلسلات الدرامية. وأشارت إلى أنها اتخذت الإجراءات اللازمة لعدم انتشار الفيروس في مواقع التصوير، إذْ قامت أجهزتها الخاصة بتعقيم تلك المواقع! والجدير بالذكر، أنَّه يتم تصوير ثلاثة أعمال درامية في دمشق حالياً، وهي: مسلسل "شارع شيكاغو" ومسلسل "باب الحارة ج 11" ومسلسل "بورتريه". فهل تحاول الشركات السورية المحلية استثمار أزمة كورونا والإجراءات الوقائية المرتبطة بها لإعادة مسلسلاتها المحلية إلى الشاشات العربية في رمضان المقبل، على حساب أمن وسلامة كوادرها الفنية؟
المساهمون