استمع إلى الملخص
- منظمة "إس أو إس راسيزم" المناهضة للعنصرية قدمت شكوى ضد الأغنية، متهمة إياها بالتحريض على الكراهية ضد العرب والمسلمين، وطالبت بإزالتها من جميع المنصات واتخاذ إجراءات ضد المؤلفين.
- الأغنية حظيت بدعم من أنصار اليمين المتطرف، الذين وصفوها بـ"أغنية الصيف"، مما يعكس استمرارية العنصرية والتمييز في فرنسا، ويثير المخاوف بشأن تصاعد العنصرية والتطرف مع تعزيز اليمين المتطرف لأجندته السياسية.
اجتاحت أغنية مناهضة للمهاجرين العرب عنوانها Je Partira Pas (لن أرحل) وسائل التواصل الاجتماعي في فرنسا، في أعقاب تصدّر اليمين الفرنسي المتطرف نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، بفوز حزب التجمع الوطني وحلفائه بـ33% في هذه الجولة. وقد حقّقت الأغنية العنصرية الانتشار على الرغم من الجهود المبذولة لحظرها.
وباء أغنية عنصرية
Je Partira Pas أغنية فرنسية من توليد الذكاء الاصطناعي بُثّت لأول مرة في 21 يونيو/ حزيران الماضي في فرنسا، لتحقق انتشاراً واسعاً على "تيك توك"، الذي تدخل وحذف نسختين من الأغنية. الإزالة الأولى كانت في 26 يونيو، ما جعل جميع مقاطع الفيديو ذات الصلة صامتة، مع رسالة تشير إلى أن الأغنية "غير متوفرة"، والإزالة الثانية شملت نحو 100 منشور فيديو في 27 يونيو. وأثناء ذلك، حصدت الأغنية الملايين من المشاهدات. ولم يمنع حظر "تيك توك" المستخدمين من إعادة تحميلها يدوياً، وبالتالي انتشرت إلى منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل "إكس" و"يوتيوب".
ناقوس الخطر
قدّمت منظمة إس أو إس راسيزم ضد العنصرية شكوى ضد الأغنية في 27 يونيو بتهمة "التحريض على الكراهية العنصرية". ونقل موقع بروسيل سيغنل عن رئيس المنظمة، دومينيك سوبو، أن الكلمات تستهدف على وجه التحديد الأشخاص من أصل عربي أو مسلم، وهذا ما يظهر عبر المصطلحات المستخدمة في الأغنية، مثل الجلباب، والثوب العربي، وفاطمة. وحثّت المنظمة المنصات التي تظهر فيها الأغنية على حذفها، ودعت السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات فورية لإزالتها من المنصات غير المستجيبة ومعاقبة المؤلفين.
اليمين الفرنسي يحتفي بالأغنية العنصرية
زاد أنصار اليمين الفرنسي من شعبية الأغنية العنصرية بعدما شاركتها شخصيات يمينية بارزة، ووصفتها بأنها أغنية صيف ناجحة. ونشر الوجه البارز في اليمين الفرنسي الفاشي إريك زمور مقطع فيديو لنفسه وهو يرقص على الأغنية عبر حسابه في منصة إكس. ونشرت المؤثرة اليمينية ميلا، المعروفة بانتقاد الإسلام، نسختها الخاصة من الأغنية، وقد أكّدت أن "يوتيوب" حذف نسختها في غضون عشر دقائق.
ليست أول أغنية عنصرية
يعاني المهاجرون المغاربيون والعرب والمسلمون والأفارقة وغيرهم من عنصرية متصاعدة في فرنسا. ومن أعراضها أغانٍ عنصرية عدة انتشرت في البلاد وحققت الشهرة والجدل عبر الأجيال. ميشيل ساردو من أشهر الأصوات الفرنسية، وقد أثارت أعمال عدة له الجدل ووُصفت بأنها رجعية ويمينية، من بينها Le Temps des Colonies (العصور الاستعمارية)، التي جرّت على ساردو اتهامات العنصرية وكراهية النساء والإمبريالية، ورفضت معظم المحطات الإذاعية بثها.
ساردو نفسه قال في إحدى كلمات أغنية "لديهم النفط... ولكن هذا كل شيء" عام 1979: "لديهم النفط، ولكن هذا كل ما لديهم. لدينا النبيذ الجيد، ولدينا الخبز الجيد، وما إلى ذلك"، في إهانة شهيرة للدول العربية، وخصوصاً للخليج. وتقول كلمات أغنية لماري دوفين: "بصرخاتهم الحربية، يطاردون السيارات. يتسلقون إنارة الشوارع لقطف جوز الهند"، في إهانة للمهاجرين من أصل أفريقي. وهذه ليست سوى أمثلة لتفشي الخطاب العنصري في مختلف مناحي الحياة الفرنسية ضد كل ما ليس أشقر.
اليمين المتطرف يحقق الانتصارات في فرنسا
انتشرت الأغنية الجديدة تزامناً مع الانتخابات البرلمانية الفرنسية، إذ حقق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه 33% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات، فيما فشل تحالف الوسط، الذي ينتمي له الرئيس إيمانويل ماكرون، في الحصول على أكثر من 20% من الأصوات. وهذا ينسجم مع استطلاعات الرأي التي أعطت الأفضلية لحزب التجمع الوطني. وحذّر رئيس الوزراء الفرنسي، غابريال أتال، الناخبين من أن "اليمين المتطرف على أبواب السلطة"، وقد يحقق غالبية مطلقة. وأضاف: "هدفنا واضح: منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. لا يجب أن يذهب أي صوت إلى حزب التجمع الوطني".