كورونا... لا عودة إلى الوضع الطبيعي قريباً

14 يوليو 2020
استنفار في بوغوتا الكولومبيّة (راوول أربوليدا/ فرانس برس)
+ الخط -

 

لا تخفي منظمة الصحة العالمية قلقها من المستجدّات المتعلقة بفيروس كورونا الجديد، في حين تعود مناطق عدّة إلى التشدّد في إجراءاتها الوقائية مع ارتفاع الإصابات فيها.

حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ دولاً كثيرة لا تتّخذ التدابير السليمة لمواجهة جائحة كورونا، بعد تسجيل عدد إصابات قياسي بفيروس كورونا الجديد. وبحسب ما سجّلت عدّادات كورونا، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، فإنّ إجمالي عدد الإصابات تخطّى 13 مليوناً و270 ألف إصابة بالفيروس، من بينها أكثر من سبعة ملايين و730 حالة تعافٍ وأكثر من 576 ألف وفاة. من جهتها، بيّنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أنّ جائحة كورونا تفاقم مشكلة الجوع في العالم التي طاولت نحو 690 مليون شخص حول العالم في العام الماضي، أي ما يعادل 8.9 في المائة من سكان الكوكب، وتوقّعت أن يتجاوز العدد 840 مليون شخص بحلول عام 2030.

وصرّح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "أريد أن أكون صريحاً معكم... لن تكون ثمّة عودة إلى الوضع الطبيعي في المستقبل المنظور"، مضيفاً أنّ "الفيروس يبقى العدو العلني الرقم واحد، لكن ما تقوم به الحكومات بمعظمها وكذلك الأفراد لا يعكس هذا الأمر". وأكّد أنّ "عدداً كبيراً من الدول تسلك الاتجاه الخاطئ". وتابع أنّ "الرسائل المتناقضة للمسؤولين تقوّض العنصر الأكثر حيوية في أيّ ردّ، ألا وهو الثقة"، من دون أن يشير إلى أسماء محددة. وكرّر غيبريسوس دعوته للحكومات إلى التواصل بوضوح مع مواطنيها ووضع استراتيجيات شاملة تهدف إلى الحدّ من تفشي العدوى وإنقاذ الأرواح، مع مطالبته السكان بالتزام التعليمات، من قبيل احترام التباعد الجسدي وغسل اليدَين ووضع كمامات وعزل أنفسهم إذا كانوا مصابين. وشدّد على أنّه "في حال عدم الالتزام بالمبادئ البديهية، فإنّ هذا الوباء لن يسلك سوى اتجاه واحد... وستزداد الأمور سوءاً". وأوضح غيبريسوس أنّ "بؤرة الفيروس ما زالت في القارة الأميركية، حيث سُجّلت أكثر من خمسين في المائة من الإصابات على مستوى العالم". أضاف: "نأمل باكتشاف لقاح فاعل، لكن علينا التركيز على استخدام الأدوات التي في متناولنا حالياً للحدّ من التفشي وإنقاذ الأرواح"، داعياً إلى "تسريع وتيرة الجهود العلمية وإيجاد حلول مشتركة والتوصّل إلى ردّ عالمي متجانس ومتضامن".

 

كوفيد-19
التحديثات الحية

 

يأتي ذلك فيما تواصل مدن عدّة حول العالم فرض عزل جديد أو تعود إلى التشدّد في الإجراءات الاحترازيّة، بعد تسجيل تزايد في عدد الإصابات. في ولاية كاليفورنيا الأميركية، أعلن حاكمها غافين نيوسوم، أنّ الولاية ستعيد فرض بعض من تدابير الإغلاق العام، مقرّاً بأنّ رفعه أتى مبكراً جداً. وأوضح أنّه أمر بإعادة إغلاق المطاعم ودور السينما وحدائق الحيوانات في كلّ أنحاء الولاية، بالإضافة إلى دور العبادة وصالونات تصفيف الشعر والمراكز التجارية في 30 مقاطعة تضمّ نحو 80 في المئة من سكان الولاية. وطالب نيوسوم المواطنين بالعودة إلى ملازمة بيوتهم لمواجهة "المرض القاتل" على نحو أكثر فعالية. وتسجّل كاليفورنيا في المتوسط نحو ثمانية آلاف إصابة جديدة يومياً بفيروس كورونا الجديد، أي أكثر من ضعفَي ما كانت تسجّله قبل نحو شهر حين رُفعت قيود الإغلاق العام. يُذكر أنّ أكثر من 330 ألف حالة إصابة وأكثر من سبعة آلاف وفاة من جرّاء الفيروس وثّقت حتى الآن في الولاية، علماً أنّ الإصابات في الولايات المتحدة الأميركية بلغت نحو ثلاثة ملايين و500 ألف، من بينها نحو 140 ألف وفاة حتى اليوم الثلاثاء. وفي سياق متصل، أعلنت مقاطعتا لوس أنجليس وسان دييغو اللتان تسجّلان معظم الإصابات في كاليفورنيا، أنّهما لن تعيدا فتح المدارس في فصل الخريف، على الرغم من ضغوط البيت الأبيض.

من جهتها، أعادت السلطات في كولومبيا فرض تدابير حجر صارمة على نحو 3.5 ملايين نسمة للحدّ من التزايد "المقلق" في عدد المصابين بكورونا، ومن المتوقّع أن يبلغ الوباء ذروة تفشّيه في هذا البلد في غضون أسابيع. فقد صرّحت رئيسة بلدية العاصمة بوغوتا كلاوديا لوبيز بأنّ "السرعة التي ينتشر فيها الوباء تثير القلق". ويشمل هذا الحجر الصارم 2.5 مليون نسمة من سكان بوغوتا البالغ عددهم ثمانية ملايين. وقد وثّقت كولومبيا نحو 155 ألف إصابة، من بينها نحو خمسة آلاف و500 وفاة حتى اليوم الثلاثاء. وتُعَدّ كولومبيا الدولة الخامسة في أميركا اللاتينية الأكثر تأثراً بجائحة كورونا لجهة عدد الإصابات والوفيات بعد البرازيل والمكسيك وبيرو وتشيلي.

 

 

وتشديد القيود سُجّل كذلك في مدن مختلفة من إسبانيا وكندا وأستراليا والمغرب والفيليبين وكذلك في هونغ كونغ وغيرها. وفي بريطانيا (أكثر من 290 ألف إصابة ونحو 45 ألف وفاة) على سبيل المثال، وبعد تردّد طويل، قرّرت الحكومة جعل الكمامة إلزامية في المتاجر ابتداءً من 24 يوليو/ تموز. وقد أشيد بهذا الإجراء، اليوم الثلاثاء، إذ إنّه مفيد على الرغم من أنّه أتى متأخراً. يُذكر أنّ الكمامة فُرضت منذ 15 يونيو/ حزيران الماضي في وسائل النقل العام فقط، فيما أوصت السلطات بوضعها في الأماكن العامة المغلقة.

المساهمون