كوبنهاغن تزيد مساعداتها للدول النامية​ مع تراجع أعداد اللاجئين

28 اغسطس 2017
مهاجرون في الدنمارك (ناصر السهلي)
+ الخط -

تتجه الحكومة الدنماركية إلى زيادة قيمة مساعدات التنمية المقدمة للدول النامية 4.5 مليارات كرون، عقب سنوات من خفضها بحجة تدفق اللاجئين.

ووفقا لما صدر، اليوم الإثنين، فإن الحكومة الدنماركية ترى أن "انخفاض أعداد طالبي اللجوء القادمين إلى البلد سيعيد رفع مبلغ المساعدات إلى 12.6 مليار كرون (نحو ملياري دولار) سنويا بدءا من موازنة العام المقبل 2018، أي بزيادة 4.5 مليارات عن السنة الماضية 2016".

وترى كوبنهاغن، التي كانت تقدم سابقا ما يتجاوز 1 في المائة من الدخل القومي كمساعدات إنمائية، أن سياستها الصارمة في توزيع المعونات​ وخفضها، لتغطية نفقات محلية في معسكرات اللجوء المحلية، لم يعد لها داع، إثر تشدد سياسات اللجوء التي خفضت أعداد المستقبلين من طالبي اللجوء على الأراضي الدنماركية.

وبالرغم من ذلك، ترى الحكومة الدنماركية أن توقعاتها لموازنة العام المقبل "ستشمل أيضا إمكانية حضور 5 آلاف طالب لجوء". وهي التوقعات ذاتها التي سرت على العام الجاري 2017، بيد أن مجموع من حضروا حتى نهاية يوليو/تموز الماضي لم يتجاوز 1900 طالب لجوء، ضمن تشديدات حدودية وإجراءات صارمة لم تعد تمنح اللجوء كما في السابق.

وترى وزيرة التعاون والتنمية، أوله تورنيس، أن "رفع قيمة المساعدات أمر مهم للجهود الإنسانية التي يشارك فيها بلدنا". ويحرص السياسيون والمهتمون بشؤون الهجرة محليا على أن تساهم الدول الغنية "في تقديم يد العون للشعوب في المناطق التي يقيمون فيها للتخفيف من الهجرة شمالا".


الدنمارك تدعم الدول النامية للتخفيف من هجرة مواطنيها(ناصر السهلي) 




ويذهب عادة الدعم المالي الذي تقدمه كوبنهاغن في مجالات التنمية والإنماء من خلال قنوات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عبر منظمات متخصصة، إلى مشاريع إنمائية تنفذها منظمات غير حكومية في العالم الثالث، التي تقدم طلبات العون من خلال مؤسسة "دانيدا" DANIDA التابعة للخارجية الدنماركية.


ولفتت وزيرة التنمية إلى أن "700 مليون كرون ستخصص لدعم مشاريع الصحة الجنسية وحقوق المرأة كقضايا رئيسية". وأشارت إلى أن 350 مليون كرون تذهب إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان، "فالزيادة السكانية في عدد من الدول الأفريقية تعتبر أحد أهم التحديات التي تواجهها تلك المجتمعات".


المساعدات مرتبطة بسيايات دعم طالبي اللجوء(ناصر السهلي) 


وأوضحت الوزيرة أن "دعم النساء الفقيرات تقدر قيمته بنحو 225 مليون كرون، كما حدد في مؤتمر لندن صيف هذا العام، وجزء مهم منه يخصص لوسائل منع الحمل وتشجيع تحديد النسل".


ووفقا للتقديرات التي تقدمها وزارة التنمية لإقناع الجمهور بزيادة المساعدات الخارجية "فإن سكان أفريقيا سيتضاعفون بحلول عام 2050 من 1.2 مليار اليوم إلى 2.5 مليار إنسان، ما يستدعي بالفعل تعاونا مع منظمات الأمم المتحدة، خصوصا صندوق الأمم المتحدة لتنظيم الأسرة IPPF".


ويذكر أن الدنمارك خفضت، في السنوات الأخيرة، قيمة المساعدات الخارجية من 1 في المائة إلى 0.7 في المائة من دخلها القومي. وحددت من موازنة العام الحالي 2.7 مليار كرون (من قيمة المعونات الإنمائية الخارجية لاستخدامها داخليا) على استقبال اللاجئين وتسيير معسكرات الاستقبال، في حين حددتها للعام المقبل، مع استمرار انخفاض أعداد المستقبلين، بنحو 965 مليون كرون.


المساهمون