يحوم الذباب على المسيح
الواقف متسولاً عند الجسر؛
كالعازف
يذرف روحه بصمت
وحنين للمارة..
بعض القطع المعدنية للعازف،
وزهرة برية... تطير
تحطّ على يد الربّ.
يصل العنكبوت بين تاجه وأذنه وفمه،
يهمس له:
"إنهم لا يرونك!"
وتبقى يد المسيح
فارغة... ممدودة
تشير إلى العازف
الذي تطير خطوط موسيقاه.
عجوز الماء
تسير القليل،
تزحف بأصابعها على أطراف الضفة
لتصعد درجاً مستوياً إلى الأمام.
...
تفسح الغيوم المجال للشمس
يسرع الناس هرباً من صراحة الضوء،
بينما تَصرّ الفتاة الجالسة أمام الرسّام
عينيها...
على الجسر،
يقفان باعتياد..
يسندان أكواعهما على الحجر..
إنه يحبها؛
هذا الفتى... يحبها
لأنه يقبلها كمن يشرب من نبع.
* كاتبة مسرحية وشاعرة من سوريا