كل شيء بيد الله وأحبابه... وما بيدينا سوى النفاق!

04 يناير 2018
+ الخط -
في ظل ما نشهده مع مطلع السنة الميلادية الجديدة (2018) من مؤشرات دخول القضية الفلسطينية في مرحلة خطرة تنذر بتدهور حاد في كافة تفرعاتها بلا استثناء.. ما زالت الفُرقة بكل مرارة وأسف تطلق الرصاص وتشق الصف السياسي والوطني الفلسطيني.

رغم مضي سبعة عقود على الاحتلال الصهيوني، فإن ما تشهده مدينة القدس اليوم يعتبر الأكثر مرارة وقسوة. فعلى الرغم من بطش العدو وشماتة الضباع ما زالت الفرقة تسود والحالة الوطنية الفلسطينية تغرق في بحر الضياع.

فلسطين.. حق لن يعود إلا بالإرادة والأمل.. بالوحدة والعمل.. الحراك الشعبي الفلسطيني الحالي لن يمثل محطة ثبات في وجه التحديات إلا إذا اتسم بالديمومة، والمنطق يقول إن الديمومة مستحيلة من دون وحدة الشارع واختفاء الشرذمة المذمومة.


أوهمونا أن بأيديهم مفاتيح الحرية، ولم تكن سوى مفاتيح لصناديق ودائعهم في البنوك الأجنبية. وإذا ما بحثت في قاموس العقل السياسي العربي عن كلمة (موقف) سترى أنها شطبت واستبدل مكانها علامة تعجب!

كم هو مرير تعويض عجز الحاضر بالاكتفاء برثاء الماضي.. كم هو مرير هذا الواقع المليء بالدراما الوطنية الكاذبة.. كم هو مرير أن نرى الأطفال وحدهم في ميادين الكفاح والمقاومة!

لأنهم أحباب الله.. لأنهم يمتلكون أرواحاً نقية طاهرة.. لأن الطبيعي أن تثور الأرواح الصافية في وجه الظلم والقهر.. خرج أطفال فلسطين ليقولوا للعدو: نحن أحباب الله وأنت أبدا لن تنتصر!..

أطفال فلسطين أول من انتفضوا ونزفوا لأجل القدس.. أطفال فلسطين ثاروا من الشمال.. من الجنوب.. من الغرب.. ومن الشرق.. وكانوا روح القدس وقلبها.. كانوا لها رعدا وبرقا.

لم ينتصر أحد للقدس بقدر أطفال فلسطين.. من فوزي الجنيدي إلى عهد التميمي.. جيل عايش المرارة منذ بداياته.. مرارة قهر أعاديهم وصمت بنو جلدتهم.. جيل تعلم الكفاح مبكرا.. جيل لقننا درسا قبل أعادينا.. كشف نفاقنا وعرانا.. أفلا نخجل؟!

نقول للمناضلين الشرفاء في الذكرى الـ53 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة من غاب عنا جسدا أو من يقبع خلف باستيلات العدو الغاشم، أو من بقي بيننا: شكرا لأنكم سطرتم تاريخ الوطن.. دمتم مثالا لصدق الانتماء والعزيمة.. دامت سواعدكم أيها الشرفاء الأحياء تبني وتعمل.. و دام الوطن متميزا بنضالاتكم وتضحياتكم..

نقول لهم: كل شيء بيد الله وأحبابه.. وما بيدينا سوى النفاق!