كلفة إنشاء مطعم في الدول العربية

25 مايو 2015
تعتبر المطاعم من الاستثمارات مضمونة الأرباح (Getty)
+ الخط -
ينفق العرب مليارات الدولارات على المطاعم المُنتشرة من الخليج إلى المُحيط سنوياً، ويزداد الإقبال على الأطباق المُتنوعة بين اللحوم والأسماك والدجاج والوجبات السريعة مع تنامي عدد السكان في الوطن العربي بخلاف الوافدين.

ورغم مرور الكثير من الدول في المنطقة بأزمات منها تونس ومصر ولبنان، إلا أن نشاط المطاعم ما زال يحافظ على رونقه في عيون المستثمرين. ولعل هذا الأمر يعتبر كافياً حتى تعرض "العربي الجديد" أمام الطامحين، ضرورات الاستثمار في المطاعم في العالم العربي، وعوائدها.

القاهرة: بحث عن الجديد

بات المصريون من الشرائح المتوسطة والمرتفعة يبحثون طوال الوقت عن الأصناف الجديدة من الأطعمة التي تشتهر بها شعوب أخرى، خاصة الإيطالية والإسبانية والمكسيكية. ومن هنا أصبحت النقطة الفاصلة أمام أصحاب المطاعم الجديدة، هي كيفية تقديم المأكولات الأجنبية ببراعة وجودة مرتفعة تُشبع شهية الباحثين عن المذاق بصرف النظر عن السعر.

هذه آخر الصيحات التي يشهدها "بزنس المطاعم" في مصر، وفقاً لرؤية كريم محمود صاحب سلسلة مطاعم غربية، إذ يقول إن المطاعم الإيطالية أصبحت تلقى إقبالاً بين المصريين، بفضل تنوع أطباقها الشهيرة من المعكرونة والبيتزا وأصناف أخرى من اللحوم والأسماك.

ويشير محمود إلى أن كُلفة إنشاء المطعم شاملة التجهيزات من الديكورات والمُعدات واستئجار محل تصل مساحته إلى 150 متراً بحيٍ راق تبدأ بـ 50 ألف دولار، في حين يتقاضى كل طباخ ما بين 600 إلى 1000 دولار بحسب خبراته ومهاراته، بينما لا يزيد أجر المحاسب والنادل الواحد عن 250 دولاراً.

بالطبع تُعتبر هذه التكاليف باهظة في مصر، نظراً لاستهدافها الشريحة الغنية من الزبائن، إلا أن محمود يرى أن الأرباح ستكون مُرتفعة أيضاً، إذ تصل إلى 25% سنوياً من إجمالي التكاليف بشرط التزام الجودة ودراسة موقع المطعم وأسعار الأصناف في المطاعم المُنافسة.

الرياض: المأكولات البحرية في الصدارة
ربما يلعب الحيز الجغرافي البحري المميز للسعودية دوراً حيوياً في احتلال الوجبات البحرية مكانة مميزة في قلوب الزبائن. فرغم ارتفاع أسعار الأسماك قرابة 40% خلال العام الماضي، وفقاً للأسعار المُعلنة في الأسواق، إلا أن المطاعم البحرية ما زالت تحتفظ برواجها بين السعوديين.


كُلفة إنشاء مطعم مأكولات بحرية راق تعتبر مناسبة مقارنة بتكاليف المشاريع في المملكة، إذ قدرتها دراسات جدوى بنحو 337 – 356 ألف ريال (90 – 95 ألف دولار). كذلك تُقدر كُلفة إيجار المطعم بنحو 3300-4200 دولار شهرياً، بخلاف أجور العمالة التي تراوح بين 800-1500 دولار لكل فرد من فريق العمل.

وتُشير الدراسة إلى أن هناك عنصرين أساسيين يحددان فرص نجاح المطعم، الأول أن تكون الأسماك طازجة دوماً لضمان مذاق جيد وجودة مُميزة، أما العنصر الثاني فهو طريقة عرض الأصناف، إذ ينبغي أن يتضمن كل طبق وصفاً تفصيلياً حول مكوناته وأبرز ما يميز طريقة طهيه.

الكويت: إقبال على الوجبات السريعة
تشير إحصاءات كويتية إلى أن 8-10% من السكان يترددون بشكل يومي إلى المطاعم، وأن كُلفة الوجبة الواحدة في المطاعم العائلية تبدأ من 8 دنانير إلى أكثر من 15 ديناراً (26.4 – 49.5 دولاراً). ولعل هذه الإحصائية تعكس حجم الطلب على المطاعم في السوق الكويتية، والذي قُدر خلال 2014 بنحو 1.2 مليار دولار.

ووفقاً لخبير إدارة المطاعم محمد رؤوف فإن مطاعم "البروستد" التي تُقدم الدجاج المقلي المُتبل وتسمى عالمياً وجبات الـ "فرايد تشيكن"، تلقى رواجاً جيداً بين المطاعم الكويتية.
تكاليف تجهيز مطعم متكامل لتقديم وجبات الـ "فرايد تشكين" تتطلب تأمين 20 ألف دينار (66 ألف دولار)، إضافة إلى استئجار محل بموقع راق مقابل 3500 دينار شهرياً، إذ إن كلفة المتر المربع لا تقل عن 35 ديناراً في المُجمعات الراقية إلى جانب سداد 1500 دينار تحت بند "خلو المحل"، والحديث لرؤوف.

وعلى جانب آخر، تبدأ رواتب كل نادل ومحاسب من 350 دولاراً، في حين يصل راتب كل طباخ محترف إلى 1200 دولار وصولاً إلى 1600 دولار.

الدار البيضاء: مُنتجع المطاعم السياحية

يمتاز المغرب بكونه واحداً من أكثر البُلدان جذباً للسياحة في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يجعل للمطاعم السياحية بريقاً خاصاً في المدن السياحية مثل الدار البيضاء وطنجة ومراكش وباكادير وفاس. ويأتي ذلك في ضوء استقبال المغرب 10 ملايين سائح سنوياً ينفقون 9.5 ملايين يورو، ومن المستهدف مضاعفة عددهم إلى 20 مليون سائح بحلول 2020.

ووفقاً لدراسة حديثة للفدرالية الوطنية للمطاعم، فإن إقامة مطعم بمساحة 150 متراً مربعاً بهذه المدن سيُكلفك 70 ألف دولار بالحد الأدنى للديكور والمعدات والإيجار الشهري، وهي تكلفة مرتفعة بالطبع مقارنة بمتوسط الدخل المعتمد في المغرب، ولكن الدراسة نفسها تؤكد أن هناك قرابة 500 مطعم سياحي بالمغرب تحقق متوسط عائد 20%، أي أن المُستثمر بإمكانه استرداد كامل أمواله في غضون خمس سنوات.

ولكن على الجانب الآخر تتميز رواتب العمالة بالانخفاض نسبياً، إذ تبدأ رواتب النادل والمحاسب من 306 دولارات، إضافة إلى 500 دولار لكل طباخ.

مسقط: سوق متنامية
بالنظر إلى التركيبة السكانية لسلطنة عُمان، فإن عدد الوافدين يبلغون 2.325 مليون نسمة يمثلون 60% من إجمالي التعداد السكاني البالغ 4.155 ملايين نسمة وفقاً لأحدث إحصاءات المركزي الوطني للإحصاء والمعلومات. وهذا العدد يخلق طلباً كبيراً على الوجبات السريعة وتحديداً في العاصمة مسقط.

ووفقاً للدراسة التي أعدتها شركة "كيف أبدأ"، فإن كُلفة إنشاء مطعم يقدم وجبات سريعة التحضير مثل "البرغر" في عُمان، يتطلب رصد 12.5 ألف ريال (32.467 ألف دولار)، إذ يتخصص المطعم في تقديم السندويشات برفقة المشروبات الغازية والبطاطس.


واستناداً إلى أسعار استئجار المحلات التجارية بمواقع التسوق الشهيرة مثل "عقار. كوم"، فإن كُلفة استئجار محل بمساحة 100 متر في وسط المدينة تبلغ 450 ريال (1170 دولاراً). في حين تبدأ الرواتب من 300 – 400 دولار لكل نادل حتى 1000 دولار لكل طباخ.

الجزائر: مشروع مُربح
لا تقل الجزائر جاذبية عن مسقط في قطاع المطاعم المُتخصصة في الوجبات السريعة، بفضل التعداد السكاني الكبير الذي لامس 39.5 مليون نسمة مطلع العام الحالي.

ولعل هذا النمو المتواصل في السكان، دفع الخبير الاقتصادي محمد بلميهوب إلى التأكيد على أن المطاعم من أبرز المشاريع الرابحة في الجزائر، خاصة للأطعمة سريعة التجهيز مثل الشاورما.

ووفقاً لدراسات جدوى اقتصادية فإن كلفة إنشاء مطعم للوجبات السريعة ذي جودة عالية في الجزائر تتطلب ما بين 20-25 ألف دولار. ويُشير بلميهوب إلى أن استئجار مقر للمطعم يتطلب تدبير 500-700 دولار شهرياً، في حين تراوح الأجور بين 300- 700 دولار بحسب خبرة النادل وفريق الطهاة.


المساهمون