تسعى "ديزني" إلى إنتاج سلسلة أفلام سينمائية، مأخوذة من أشرطة تحريك أنتجتها في أعوام سابقة، لكن مع ممثلين "من لحم ودم"، هذه المرّة، بدلاً من الشخصيات الكرتونية.
وهذا دفع نقّاداً وصحافيين سينمائيين إلى استعادة تجربة "ديزني" في هذا المجال، بطرح سؤال عن أهمية المشروع، إذْ يرى بعضهم أنه سيطغى على الـ "فانتازيا" الجميلة، التي صنعتها أفلام التحريك، والتي أثّرت في أكثر من جيل، تابعها بشغف.
وفي مقابل اعتبار هذه الكلاسيكيات القديمة "منتوجات استهلاكية شاملة"، تتوجّه إلى "أطفالٍ تمّت تربيتهم على مفردات الثقافة الأميركية، ما بعد الحرب العالمية الثانية"؛ هناك من يرى أنها متوجّهة إلى "بالغين غير ناضجين"، يبحثون عن "إسكان حنينهم ببراءة مفقودة".
غير أن المنتج دون هان ("الأسد الملك" و"الجميلة والوحش") يختصر المسألة كلّها في جملة واحدة: "كلّ جيل يروي تلك الحكايات مجدّداً، بطريقته الخاصّة".
هنا بعض العناوين الأساسية، المذكورة في المشروع الجديد:
"الجميلة والوحش" (Beauty And The Beast):
أنتجته "ديزني" عام 1991، وأخرجه غاري تروسدال وكيرك وايز، عن قصة كتبتها الفرنسية جان ـ ماري لوبرنس دو بومون (1711 ـ 1780)، صدرت عام 1757.
وهو الفيلم الـ39 في لائحة أفلام التحريك الطويلة لـ "ديزني"، والـ 30 في لائحة كلاسيكياتها.
النسخة التمثيلية (مع إيما واتسن ودان ستيفنز ولوك إيفانز وكيفن كلاين وجوش غاد)، حقّقها بل كُندن العام الفائت، بميزانية تساوي 160 مليون دولار أميركي، وبدأت عروضها التجارية الأميركية (الولايات المتحدة وكندا) في 17 مارس/آذار 2017، والأوروبية (فرنسا، بلجيكا، سويسرا) في 22 مارس/آذار. أما إيراداته الدولية لغاية 26 مارس/آذار، فبلغت 694 مليون دولار أميركي.
في نهاية القرن الـ18، في قصر قريبٍ من قرية فرنسية، يعيش أمير شاب متقلّب المزاج وأناني ولا يملك ذرّة إحساس. ولأنه يرفض تقديم ملجأ لجنّية متحوّلة إلى عجوز متسوّلة، تحلّ عليه لعنة العيش في شكل حيوان وحشيّ، إلى أن يُغرم بامرأة، يجب عليه أن يجعلها تحبّه أيضاً، كي يتحرّر من السحر المفروض عليه، وعلى قصره وسكّان القصر.
لكن، بعد مرور أعوام طويلة من دون لقاء تلك المرأة المنشودة، تلعب الصدفة دورها، فيلتقي الوحش فتاة تدعى "جميلة" (وهي جميلة للغاية)، تعيش في القرية المجاورة مع والدها المخترع غريب الأطوار، الذي يضيع في الغابة، ويلجأ إلى القصر نفسه.
لإنقاذه من سطوة الوحش، توافق "جميلة" على التضحية بذاتها، فتبقى في القصر، حيث تعثر على أمور عديدة تُدهشها، وتجعلها تكتشف نفسها والحياة.
"علاء الدين" (Aladdin)
الفيلم الـ40 في لائحة أفلام التحريك الطويلة لـ "ديزني"، والـ31 في لائحة كلاسيكياتها، حقّقه الثنائي جون موسكر ورون كليمانتس عام 1992. مستوحى، بشكل متحرّر جداً، من قصّة "علاء الدين والفانوس السحريّ"، في "ألف ليلة وليلة"، ومن فيلم "لص بغداد، فانتازيا عربية مُصوّرة بتقنية تكنيكولور" (1940) للودفيك بيرغر ومايكل بأول وتيم ويلان.
تمّ تحقيق فيلم التحريك هذا في فترة "العصر الذهبي الثاني" لـ "ديزني"، الذي افتتحها "الحورية الصغيرة" (1989) للثنائي موسكر وكليمانتس أيضاً. وتبلغ ميزانيته 28 مليون دولار أميركي، وحقّق إيرادات دولية بقيمة 504 ملايين دولار.
في قلب الصحراء العربية، تقع مدينة "أغْرابا"، التي يعيش فيها يتيمٌ يُدعى علاء الدين، يؤمّن طعامه اليومي بسرقة الباعة في السوق. مع هذا، فهو يحلم بإظهار جانبه الإنسانيّ كـ "رجل شريف" أمام الجميع. يُغرم بابنة السلطان، التي اتُفق على تزويجها من أمير.
لكنها ترفض زواجاً مفروضاً عليها، وتتمنّى الزواج ممن تحبّ. وهذا يحرّض علاء الدين على البحث عن وسيلة تجعله يثير إعجابها به.
في الوقت نفسه، يحتاج الوزير جعفر إلى فانوس سحري يساعده على تحقيق 3 أمنيات، بهدف الاستيلاء على الحكم. لكن الفانوس موجودٌ لدى علاء الدين.
"الأسد الملك" (The Lion King)
عام 1994، أنتجت "ديزني" فيلم التحريك الطويل الـ43 لها، والـ32 في لائحة كلاسيكياتها، بتوقيع المخرجين روجر آلّيرز وروب مينكوف، وشارك ممثلون عديدون في تأدية أصوات شخصياته (ماتيو برودوريك وجيمس إيرل جونز وجيريمي أيرونز وناثان لين وروان أتكنسن وغيرهم).
وبلغت ميزانيته 45 مليون دولار، وحقّق 969 مليون دولار كإيرادات دولية، وبيع منه نحو 35 مليون نسخة "فيديو VHS" (بحسب تقنيات تلك الفترة)، ما أدّى إلى اكتسابه صفة "أكثر الأفلام مبيعاً" في نسخ كهذه.
له جزآن لاحقان: "الأسد الملك ـ كبرياء سمبا" (1998) لروب لادوكا وداريل رووني، و"الأسد الملك، واحد ونصف" (2004)، صدرا في أشرطة فيديو مباشرة. كما أن هناك مسلسلين تلفزيونيين مأخوذين منه: "تيمون وبومبا" (1995 ـ 1999)، و"حرس الأسد" (2016)، الذي لا يزال إنتاجه مستمرّاً.
يروي الفيلم حكاية الملك موفازا وابنه سمبا، وريثه الوحيد، الذي لا يعرف شيئاً عن المسؤوليات الكبيرة التي ستُفرض عليه، عند تولّيه العرش. لكن شقيق الملك يريد السلطة، ويضع العراقيل، ويحاول السيطرة على المملكة. وفي هذا كلّه، تظهر المعاني العميقة للصداقة والكرم واحترام الذات والآخر، وأيضاً لكل ما يناقضها من شرور في العالم.
"مولان" (Mulan)
فيلم التحريك الطويل الـ54 في إنتاجات "ديزني"، والـ36 في لائحة كلاسيكياتها. مستوحى من أسطورة Hua Mulan، البطلة الصينية، حقّقه توني بانكروفت وباري كووك، عام 1998، بميزانية بلغت 70 مليون دولار أميركي، في مقابل 304 ملايين دولار كإيرادات دولية، واحتلّ المرتبة الـ5 في لائحة "أكثر الأفلام مُشاهدة في فرنسا" ذاك العام (5 ملايين و794 بطاقة دخول).
يُذكر أن هناك حلقة ثانية منه، بعنوان "مولان 2"، حقّقها داريل رووني ولين ساوثرلاند عام 2004، وصدرت بنسخ فيديو مباشرة.
تعيش مولان، الشابة الجميلة، في قرية صينية. لكن، رغم حبّها واحترامها لعائلتها، فإن ازدراءها الأعراف يُبعدها عن المسؤوليات التي يُفترض بالفتيات الموهوبات أن يتحمّلنها.
وعندما تتعرّض قريتها لغزو قبيلة "هان"، تُلبّي مولان نداء الواجب بشجاعة تقودها في معاركها، التي تخوضها لإنقاذ والدها. وبمساعدة تنين، ستتحوّل إلى محارِبة استثنائية.