كرة القدم والتغذية...العقل الكروي السليم في الجسم السليم

11 اغسطس 2015
اللاعب يجب أن يتّبع نظاماً غذائياً صحياً ومدروساً (Getty)
+ الخط -
يعتبر النظام الغذائي من أهم الأمور التي يجب على لاعب كرة القدم أن يهتم بها للمحافظة على جسده الرياضي وتقديم أفضل مستوياته الكروية على أرض الملعب، بالإضافة إلى تطوير أدائه الفني.

يقطع لاعب كرة القدم في المباريات تقريباً من 10 حتى 13 كلم ركضاً أو سيراً على الأقدام، ويقوم اللاعب خلال فترة التحرك على أرض الملعب بحركات بدنية قوية بغية تحقيق أهدافه والقتال على الكرة. وتكشف دراسة فنية للتحرك مع الوقت أن جسم لاعب كرة القدم يقوم بحركات قاسية وقوية كل 90 ثانية، على أن تستمر هذه الحركة لمدة تراوح بين ثانيتين وأربعة ثوانٍ.

في المقابل وعلى الرغم من أن التحرك والركض هما أكثر عاملين تتم دراستهما لدى لاعب الكرة، إلا أن هناك عوامل أهم وأكثر قساوة على جسد اللاعب مثل العدو السريع المفاجئ والقفز والانزلاقات وهي أمور تؤثّر على مردود اللاعب خلال المباراة. وأظهرت الدراسات البدنية أن اللاعب الدولي يملك طاقة أكبر من لاعب كرة القدم الهاوي، في حين أن انزلاقات اللاعب وقفزه في الملعب يعتمدان على طريقة لعبه في المباراة وموقعه.

التغذية الرياضية
يعتقد اختصاصيو التغذية، خصوصاً الذين يتابعون كرة القدم والرياضة بشكل عام، أن على لاعب الكرة أن يأكل طعاماً صحياً وأن تكون وجباته متوازنة، في وقت من الضروري أن تتوفر في وجباته اليومية جميع المكونات الغذائية المطلوبة مثل البروتينات والفيتامينات وغيرها من المتطلبات التي يحتاجها الجسم الرياضي.

وتختلف حاجة كل لاعب للكربوهيدرات والبروتينات في النظام الغذائي المُتبع بحسب وزنه وعمره وتكوين جسده. لكن الكربوهيدرات تبقى من أهم العناصر في النظام الغذائي الخاص بكل لاعب، إذ تعتبر العنصر الأساسي في تأمين الطاقة المطلوبة في المباريات، لذلك يجب توفير هذا العنصر في كل الوجبات الغذائية تقريباً.

في المقابل فإن اختيار نوعية الكربوهيدرات هو الأهم، إذ هناك الباستا والأرز والبطاطا والتي يمكن تناولها قبل التدريبات أو المباريات وبعدها، إذ يُشير الاختصاصيون إلى أن الكربوهيدرات التي يتناولها اللاعب في المساء يجب أن تضم إلى جانبها حصة من الخضار لكي تكون متوازنة وتوفر للاعب الطاقة المطلوبة التي هو بحاجة إليها في اليوم الثاني.

وأخيراً هناك البروتينات التي يستفيد منها لاعب الكرة القدم كونها تخلق التوازن في الجسم وتعالج كل الشوائب والمشاكل الصحية، وتعتبر أهمية البروتينات كونها العنصر الأساسي الذي يمنح الجسم طاقة كبيرة لتقديم أفضل مستوى فني وبدني على المستطيل الأخضر. وينصح المختصون هنا أن يحصل لاعب الكرة على جرعات من البروتينات قبل المباريات وحصص التدريبات.

التدريب ضد المنافسة
تُعتبر التدريبات المكان الأول لكي يُطبق اللاعب الخطط التكتيكية والمحافظة على لياقته الفنية، لكنه في نفس الوقت يختبر قدراته الجسدية بعد أن تناول وجبتي الفطور والغذاء قبل الدخول إلى الحصة التدريبية، وفي هذا الإطار يشرح مختصو التغذية أهمية تناول وجبات غذائية منتظمة في أسبوع التدريبات الذي يسبق المباراة الرسمية، وذلك بغية وصول اللاعب إلى يوم المباراة بأكبر جهوزية ممكنة فنياً وبدنياً.

وهنا يجب على كل لاعب أن يحصل على وجبة غذائية يومية قبل التدريب بساعات، والتي تحتوي على عناصر غذائية مختلفة وأهمها الكربوهيدرات التي تمنح الجسد الطاقة المطلوبة للمشاركة في الحصة التدريبية بالطريقة المُثلى.

في وقت يشير المختصون إلى أن نوعية الطعام قبل التدريبات تعتمد بالدرجة الأولى على نوعية التدريبات التي حددها المدرب في هذا اليوم، والتي تختلف بين تمارين خفيفة ومتوسطة أو قوية وقاسية. لذلك يجب على لاعب كرة القدم تناول معدل يتراوح بين 20 و25 غراماً من البروتينات قبل حصة تدريبية عادية، في حين أنه بعد انتهاء مباراة قوية يجب على اللاعب تناول وجبة تتضمن على الأقل من 70 حتى 100 غرام من الكربوهيدرات.

في المقابل تؤكّد الدراسات الغذائية الرياضية أن اللاعب الذي يتناول هذا المعدل من الكربوهيدرات بعد المباراة، سيساعد في عملية شفاء العضل من الإصابات والرضوض نتيجة المشاركة في المباراة، كما يعيد إلى اللاعب جهوزيته البدنية التي خسرها نتيجة المجهود الكبير الذي بذله خلال اللقاء. والأهم أن على كل لاعب اعتماد نظام غذائي جيد وصحي خلال الأسبوع وصولاً إلى يوم المباراة.

وتعتبر وجبة قبل المباراة هي الأهم بالنسبة للاعب في اليوم المهم، ويجب أن تكون قبل أربع ساعات من اللقاء، وذلك لكي يتم تخزين الطاقة في الجسم الرياضي ويتم استعمالها خلال المباراة، في حين أن الأمر المهم هو معرفة لاعب كرة القدم نوعية الطعام التي يستفيد منها جسده.
يُضاف إلى كل هذه العناصر الغذائية عناصر أخرى قد يتناولها اللاعب مثل مادة الكافيين، فقد أثبت المختصون أن الحصول على جرعة من الكافيين في يوم المباراة يُساهم في منح اللاعب جرعة كبيرة من التركيز خلال اللقاء ويخفف من التعب والإرهاق. إذ ينصح بأن يحصل جسم اللاعب على (1 حتى 3 غرامات) قبل 60 دقيقة من المباراة.

في المقابل فإن حصول لاعب كرة القدم على فيتامينات إضافية لن يكون مضراً، بل يساعد على خلق توازن في جسد اللاعب، لكي يتوافق مع النظام الغذائي الذي يعتمده اللاعب خلال الأسبوع وصولاً إلى المباراة، لذلك فإن مستوى وأداء اللاعب مع فريقه على أرض الملعب يعتمدان بالدرجة الأولى على النظام الغذائي، إذ إن العقل السليم في الجسد السليم.

اقرأ أيضاً: الفيزياء والرياضة... عندما تفهم العلم جيداً تفهم اللعبة
دلالات
المساهمون