كرة الدراجة ..عندما تلتقي الدراجة الهوائية مع كرة القدم

FA75911F-93E5-4D86-8C62-4BD8C2710E59
رياض الترك
صحافي لبناني وكاتب رياضي في موقع وصحيفة العربي الجديد منذ عام 2014. مولع بالرياضة ومختص في شؤون إدارتها أيضاً.
25 مارس 2015
5DEFF36D-4BF9-40DE-A60D-A4AD9ECDEC08
+ الخط -

يلقي "العربي الجديد" الضوء مجدداً على رياضة جديدة وغريبة في العالم، وهي منتشرة كثيراً في أوروبا وأميركا واليابان، وتُنظم على شكل بطولات عالمية، تشهد منافسة كبيرة في الملعب.

يشهد عالم الرياضة حول العالم الكثير من الرياضات المختلفة، منها الشعبية ومنها التي تعتبر مجرد هواية ولا يتابعها الكثير من الجمهور، لكن عند البحث في الأزقة الرياضية يتم اكتشاف رياضات غريبة ولا يمكن تصورها أبداً، وهذا ما سيقدمه "العربي الجديد" لجمهوره، عبر الرياضة الجديدة والغريبة التي تعرف بـ"كرة الدراجة"، وهي التي تُلعب عبر استعمال الدراجة الهوائية والكرة.


البداية وكيفية انتشار اللعبة

تُمارس هذه اللعبة عبر استعمال دراجة هوائية وكرة يصل قطرها إلى حوالي 18 سنتم أي (7 إنشات)، وهي رياضة تجمع فريقين يلعبان مباراة مثل كرة القدم ويتنافسان على قطع الكرات وتسجيل الأهداف، وهناك بطولة عالمية يُنظمها الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية، بالإضافة إلى مسابقات مختلفة، حيثُ بدأت هذه الرياضة بالانتشار في جميع بلدان العالم بشكل تدريجي، لتجذب الجماهير بطريقة لعبها الفريدة من نوعها.

ورغم أن هذه الرياضة ليست مشهورة بقدر كرة القدم وسباقات الدراجات الهوائية، إلا أنها تعتبر من الرياضات غير الاعتيادية، خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية، وهي معروفة أيضاً باسم "رد بول"، اخترعها في العام 1893 ألماني أميركي يُدعى نيكولاس إدوارد كوفمان، وبدأت تأخذ شهرتها في القارة الأوروبية، حيثُ أقيمت أول بطولة لهذه الرياضة في العام 1929.

وتبدو الرياضة غريبة للبعض لكنها بالنسبة إلى اللاعبين مسلية جداً، إذ يقوم كل لاعب بملاحقة الكرة وتسديدها عبر طرف عجلة الدراجة لتسجيل الكرة في شباك الخصم، والمثير أن اللاعب محظور عليه وضع قدمه على الأرض، كي لا يحصل الخصم على ركلة حرة أي أن الأمر يعتبر خطأ، في وقت أن الدفاع عن المرمى يكون من لاعب واحد على دراجته يستطيع استعمال يديه لقطع الكرة، لكن تسديد الكرة بطرق العجلة يجعل قطع الكرة باليد أمراً في غاية الصعوبة ولا يمكن تنفيذه بطريقة سهلة.

في المقابل فإن الدراجة التي يركبها اللاعبون ليست عادية مثل جميع الدراجات، إذ لا يوجد فيها فرامل، ويستطيع اللاعب تحريكها بأي اتجاه بسهولة، خصوصاً إلى الوراء مباشرةً، في وقت تصل فيه تكلفة الدراجة حوالي 2000 يورو ووزنها أكثر من وزن الدراجات الهوائية العادية التي تستعمل في السباقات، وهذا الأمر يعني أن كل لاعب عليه أن يكون محترفاً في القيادة وكيفية خلق التوازن على أرض الملعب، في وقت هناك المحافظة على الكرة ومنع الخصم من خطفها بعجلة دراجته.


قوانين الرياضة وكيفية تطبيقها

هناك ثلاثة أنواع من المباريات في رياضة "كرة الدراجة"، في النوع الأول نجد فريقين وكل فريق يملك لاعبين فقط، في ملعب يصل طوله إلى 11 متراً وعرضه إلى حوالي 14 متراً، أما النوع الثاني فهو المباراة التي تجمع فريقين، وكل فريق يتألف من خمسة لاعبين، إذ هناك حارس مرمى وأربعة لاعبين على أرض الملعب، بالإضافة إلى وجود لاعبين على مقاعد الاحتياط.

أما النوع الثالث، المباراة التي يوجد فيها 12 لاعباً، ستة لاعبين لكل فريق على أرض الملعب، ولكن أكثر الأنواع شهرة هي المباراة التي تضم أربعة لاعبين، خصوصاً في اليابان، حيثُ تلعب المباريات داخل صالة رياضة مغلقة، أما على صعيد الدراجة المستعملة فهي مصممة بطريقة تسمح لكل لاعب بالتحكم بطريقة مثالية نظراً لتركيزه على أكثر من نقطة، من حيث القيادة والمحافظة على الكرة، الأمر الذي يحتاج إلى الكثير من الدقة والسهولة في التعامل.

في المقابل يصل وزن الكرة التي تُلعب فيها المباريات إلى حوالي 600 جرام، أما مدة كل مباراة فتصل إلى حوالي سبع دقائق لكل شوط، وهناك دقيقتان من الراحة بين كل شوطين، في حين أن طول المرمى هو متران وعرضه أيضاً متران، وبالنسبة لكيفية ركوب الدراجة والانخراط في المباراة، فإن كل لاعب عليه وضع يديه وقدميه على الدراجة وممنوع استعمالهما أبداً.

في حين أن اللاعب الذي يمس الأرض في منطقة جزاء خصمه، عليه العودة إلى منطقته الدفاعية ثم المهاجمة مجدداً، لأنه لا يُسمح له بالمشاركة في اللعبة من دون القيام بذلك، أما بالنسبة لحارس المرمى، فكل لاعب يكون داخل منطقة الجزاء يحق له استعمال يديه، وليس مسموحاً أن يتواجد لاعبان من فريق واحد داخل منطقة الجزاء.

في المقابل وبالنسبة للركلات الحرة وركلات الجزاء، فإن الركلة الحرة تُمنح عن الأخطاء التي تحصل خارج منطقة الجزاء مثل كرة القدم، في حال وضع لاعب قدمه على الأرض، في وقت أن ركلة الجزاء تُمنح للخطأ الذي يحصل داخل المنطقة الدفاعية، ونوعية الأخطاء هي إيقاف الخصم بطريقة غير شرعية أو إبعاده عن دراجته الهوائية، وتُسدد مثل ركلة الجزاء في عالم المستطيل الأخضر عبر الوقوف على نقطة الجزاء وتسديد الكرة بطرف العجلة بقوة نحو المرمى، أما الركلة الركنية، فالفريق يحصل عليها في حالة خروجها من لاعب الخصم عبر خط المرمى، أو تخرج من دراجة لاعب الخصم، وتلعب من الزاوية عبر تنفيذ كرة عرضية أو قصيرة، ومن ثم استغلالها للتسديد على المرمى أو بناء هجمة جديدة.

هذه هي رياضة "كرة الدراجة"، رياضة غريبة وفريدة من نوعها، بدأت تنتشر في العالم، ولمن يعرف، فقد تكون من الرياضات المثيرة في المستقبل والتي تدخل العالم العربي في وقت قريب، وهي الرياضة المنتشرة منذ وقت طويل في العالم، لكن الإعلام الرياضي لم يلق الضوء عليها كثيراً، ربما نظراً لجمهورها القليل وشعبيتها المتواضعة في العالم، خصوصاً أنها من الرياضات الغريبة جداً.

ذات صلة

الصورة
صورة تخيّلية تجمع طفلاً من روبوت (كولن أندرسن/Getty)

رياضة

حلّ مدير إدارة الرياضة والشراكات الاستراتيجية في مايكروسوفت، سيباستيان لانسيسترمير، ضيفاً على "العربي الجديد"، للحديث عن الذكاء الاصطناعي وكرة القدم.

الصورة
نور داود سلمان عراقية تعلم الفتيات الكاراتيه 1 (طيبة صادق/ رويترز)

مجتمع

استلزم الأمر أكثر من عامين قبل أن تتمكّن الشابة العراقية نور داود سلمان من إقناع عائلتها بالسماح لها بتعلّم الكاراتيه، واليوم هي تدرّب الفتيات على الفنون القتالية للدفاع عن أنفسهنّ ضد التحرش.
الصورة
تضع الدومي نصب عينيها تطوير فريقها "اتحاد الفقيه بنصالح" (الأناضول)

مجتمع

تنخرط حسناء الدومي (29 عاماً)، وهي مدربة مغربية لكرة القدم للرجال في المملكة في تدريب فريقها الناشط بالدرجة الثانية، متحدية الظروف الصعبة للنادي والملعب الذي لا يتوفر على مرافق كثيرة.
الصورة
مؤسسة الإصلاح والتأهيل السكت الرئيسي - مصراتة (فيسبوك)

مجتمع

تنظم مؤسسة الإصلاح والتأهيل السكت بمدينة مصراتة الليبية للعام الحادي عشر على التوالي دوريات كرة القدم والسلة والشطرنج للمساجين، وذلك في إطار الأنشطة الرمضانية.
المساهمون