كتاب ورسامون متخفّون... أو مقتولون

11 يناير 2015
خلال تشييع المخرج ثيو فان غوغ (فرانس برس)
+ الخط -
الاعتداء في باريس على "شارلي إيبدو" فتح النقاش على مصراعيه حول استهداف الفنانين والصحافيين. والأمر ليس حديثاً بل يمتد إلى فترة أثينا القديمة، ففيها لوحق هؤلاء لإغلاق الفم والعقل. ثيو فان غوخ ولارس فيكس وكورت فيسترغوورد ولارس هيداغوورد وسلمان رشدي وناصر خضر وأحمد عكاري وغيرهم من تلك الأسماء...
أولى القضايا الصادمة للعقل الشعبي الغربي في مسائل "التحريم" كانت فتوى بحق سلمان رشدي عام 1989. هي فتوى بالقتل باعتباره ارتكب إثماً كبيراً في "آيات شيطانية" 1988. سلمان رشدي مطلوب رأسه حتى اليوم بزيادة قيمة الدفع لمن يقوم بالعمل إلى 3.3 ملايين دولار. والفتوى ليست صادرة عن شيخ مغمور، بل عن رأس دولة رحل وورث من يأتي بعده قدسية تلك الفتوى التي كلفت أرواح عشرات الأشخاص استهدافاً لكل من ساهم بنشر "آيات شيطانية"، وهو ما يتناوله الإعلام الغربي كمادة دسمة كلما أراد تذكير مواطنيه بأصل "همجية " ذلك "الآخر" الذي تحاك حوله أساطير "لا يمكن أن يتعايش هؤلاء مع الحرية والديمقراطية، بل لا يستحقونها".
ثيو فان غوخ، مخرج هولندي عرف من خلال أعمال مستفزة للعالم الإسلامي، أطلق عليه النار في أحد شوارع أمستردام عام 2004. والسبب، فيلمه الناقد لحياة المرأة في ظل الإسلام. القاتل يعيش خلف القضبان محكوم عليه بالمؤبد كإرهابي.
كورت فيسترغوورد رسام كاريكاتور دنماركي في منتصف السبعينيات الآن، هو اليوم تحت حماية جهاز استخبارات بلاده وبأموال دافعي الضريبة. وتعرض فيسترغوورد لمحاولات قتل متعددة وظلت التهديدات تصدر بحقه خلال عقد، وقبل أربع سنوات جرت محاولة قتله في مدينة آرهوس، حين وصل أحد الصوماليين متعرفاً إلى سكنه حاملاً فأساً لتصفيته.
لارس فيكس فنان ومحاور سويدي تعرف العالم إليه في 2007 حين رسم النبي محمد بصورة تهكمية، حين كان الجدل كبيراً عن صحيفة يولاندس بوستن. وصلته تهديدات عدة من القاعدة، وفي 2010 هُجم عليه أثناء إلقاء محاضرة له في جامعة أوبسالا. دخلت حركة الشباب الصومالية على الخط وطالبت برأسه، وهو أيضاً يعيش متخفياً بحماية استخبارات بلاده.
دلالات