كاظم الساهر في "كتاب الحبّ"...أين الموسيقى المُدهشة؟

12 يناير 2016
كاظم الساهر(سما الفن)
+ الخط -
في جديد كاظم الساهر "كتاب الحب" لا جديد! فالمطرب العراقي يواصل تقديم نوع الغناء الذي ميزه عن أقرانه ومجايليه منذ منتصف التسعينيات، متكئاً على قصائد الشاعر السوري الراحل نزار قباني، ممنهجاً أشعاره الرومانسية لتصبح أغنيات، حققت له مكانة فنية وطربية لدى الجمهور العربي ومن بعدهم النقاد ووسائل الإعلام.

يخوض "القيصر" تجربة جديدة مع بدايات العام الميلادي، هو اليوم يطل راوياً و"حكاءً" لمسلسل يحمل عنوان قصيدة قباني
"مدرسة الحب" التي غناها الساهر قبل عشرين عاماً من اليوم، والمسلسل يجمع أكثر من مائة وخمسين ممثلا درامياً من جنسيات عربية مختلفة، وجههم المخرج السوري صفوان نعمو لتقديم قصص كتبها مجموعة من المؤلفين الدراميين على شكل ثلاثيات، وبالأمس القريب طرح أصحاب المسلسل فيديو كليب ترويجيا للمسلسل الذي يبدأ بث حلقاته الستين مطلع فبراير/شباط المقبل، حيث يغني الساهر مقاطع منتقاة بعناية من ديوان "كتاب الحب" ترويجاً لقصص المسلسل بصوت الساهر وموسيقاه، فضلا عن "شطرين غنائيين" يبدو أن الساهر أضافهما لنص القصيدة/الأغنية من نظمه، أو أنهما من أشعار قباني "القليلة" التي لم تعرف سابقا ولم تصدر في دواوينه، وقيل إن الساهر يحتفظ بها، مثل قصيدة "الحب المستحيل" التي غناها الساهر في العام 2000.


كالعادة، يكون حضور الساهر على الصعيد الفني مدوياً، فالجمهور على ما يبدو لا يمل من تتبع أخباره وأغانيه، ولعل ذلك ما شجعه أكثر على البقاء تحت الضوء مقاوماً فكرة احتراق ظهوره، فبعد انتهاء موسم برنامج اكتشاف المواهب الثالث "ذا فويس"، ما زال الساهر حاضراً في نسخة البرنامج الموجهة للأطفال ، كما سيبقى حاضراً بعد انتهاء البرنامج تلفزيونياً عبر موسم "شط بحر الهوى" الرابع الذي شارك به صيفاً، وستبث حلقاته مجموعة إم بي سي الشهر المقبل، وفي جعبته أيضاً ألبوم غنائي جديد وحفل في الفالنتاين في منتصف فبراير المقبل في إمارة دبي.

ورغم أن الساهر بدأ في آخر خمس سنوات ينوع في تعامله الموسيقي في أغانيه مع ملحنين آخرين، لكن اللافت أن هؤلاء على أهميتهم الفنية كـ صلاح الشرنوبي، ناصر الصالح، فايز السعيد، ووليد الشامي، بقوا يدورن في فلك الساهر الموسيقي، فلم يأخذه أحدهم إلى ملعب غنائي أو طربي جديد عليه، فكانت ألحانهم محاكاة لألحان الساهر الذي يقدم نفسه كـ "ملحن" و"مطرب"، فلم يأتوا هم بجديد عما يقدمه.

الساهر الذي أعلن نهاية العام الماضي، عن ثورة في موسيقاه، سيلحظها الجمهور أكثر في ألبومه المقبل، الذي يغني فيه فقط من أشعار نزار قباني وكريم العراقي، ويقدم ألحان الأغنيات بنفسه على أن يتعاون بالتوزيع الموسيقي مع ميشيل فاضل ومع جان ماري رياشي. يبدو أنه ما زال مسكوناً بأفكاره الموسيقية الخاصة التي يرفض أن يقترب منها موسيقي آخر بخلافه، فقصيدة "كتاب الحب" التي قدمها أخيراً، هي من الأغنيات التي أعلن الساهر أن الجمهور سيلحظ تغيراً في شكلها الموسيقى باعتباره يُقدم الأغنية مع ميشال فاضل، فلم تأت نتيجة العمل على ما يبدو "كما النيّة"، فالموسيقى التي حملتها الأغنية/القصيدة، لم يكن بها ما يُدهش المستمع كتجديد موسيقي أراده الساهر، فلحن القصيدة الذي وضعه الساهر يكاد يكون متطابقاً "كفكرة" مع لحن قصيدة "حبيبتي" التي غناها  (من كلمات نزار قباني عام 2009 في ألبومه قبل الأخير الرسم بالكلمات)، وحتى التوزيع الموسيقي لـ"كتاب الحب" لم يكن الجديد فيه سوى تعامله مع ميشال فاضل، فالموسيقى التي قدمها فاضل للساهر على "حلاوتها"، إلا أنها لم تكن جديدة الشكل على أغانيه التي تمتلى بالإيقاع، فالساهر تعامل مع موزعين موسيقيين من العراق ومصر والخليج قدموا له ذات الشكل الإيقاعي سابقاً، كهشام نياز وعمرو عبد العزيز وحسام كامل.

إقرأ أيضاً:بيوت دمشق العتيقة: كأنّك تعيش في زجاجة عطر


ليس هناك جديد موسيقي مدهش في "كتاب الحب"، وعلى الرغم من "حلاوة" الأغنية كنص ولحن وتوزيع موسيقي وحتى كغناء، إلا أن الساهر على ما يبدو ما زال غير واثق، من تغيير جلده الموسيقي، فتغييره "يحتاج فقط" لتغيير مواضيع الأغنيات وشاعرها، فالزمن الذهبي لقصائد نزار قباني كان يكمن في تقديم "القصيدة/الأغنية" كتخت شرقي، لا كأغنية راقصة.

وما يثير الانتباه في القصائد المغناة التي قدمها الساهر من أشعار نزار قباني، بعد وفاته؛ أنها لا تزال ينقصها التجويد النحوي في تشكيل لفظ كلماتها، ورغم الأخطاء اللغوية والنحوية التي تمتلى بها الأغنيات العربية بشكل عام، إلا أن قصائد الساهر بالمجمل يجب أن تخلو من هذه الهفوات، لكن في قصيدة "كتاب الحب"، ارتكب الساهر أكثر من خطأ لغوي بها، فعلى سبيل المثال يجر كاظم الساهر ما يتوجب رفعه ويقول: "تلك الشفاه" بكسر الهاء في حين أن الصحيح هو "تلك الشفاه" برفعها، كون الكلمة قد وقعت بعد اسم اشارة وأصبحت خبراً مرفوعاً له، كما لا يجوز تسكينها لأن ذلك يفسد الوزن العروضي في النص. وهو نفس ما حصل مع كلمة "كرمال" التي يتوجب نصبها للحفاظ على وزن القصيدة وعدم كسر عروضها.

في كليب الأغنية، يدرك الجمهور بأن الساهر يروج للمسلسل لا أكثر، فهو اكتفى بأن يكون في "لوكيشن واحد للتصوير" خدمة لفكرة الأغنية "كبرومو ترويجي" لا أكثر، ولكن ما يثير الانتباه في العمل الجديد، هو اهتمام مدير أعمال الساهر ضرغام عويناتي، بوضع اسمه بشكل بارز على "شارة" العمل وفي بدايته، بشكل ساوى بين اسمه واسم الساهر وحتى اسم الشاعر الراحل نزار قباني، فكان أولى أن يهتم مدير أعمال الساهر بخروج الأغنية موسيقياً وإخراجياً بشكل أكثر دقة، بدلاً من العناية باسمه فقط.

إقرأ أيضاً: (فيديو) طفلة عراقية تهرب من "داعش" إلى... كاظم الساهر
المساهمون