كارثة إنسانية بالرقة: 773 قتيلاً مدنياً والمدينة كومة ركام

24 اغسطس 2017
الغارات تتسبب بسقوط ضحايا مدنيين (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -
تكبر المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان مدينة الرقة السورية نتيجة حرب تنظيم "داعش" الإرهابي و"قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من غارات التحالف الدولي الذي قتل عدداً كبيراً من المدنيين زاد عن المئتين خلال عشرة أيام.



مأساة وصفتها منظمة العفو الدولية بـ"التيه القاتل"، بينما طالبت الأمم المتحدة بهدنة إنسانية لإجلاء المدنيين من المدينة. وحذرت منظمة العفو من كارثة إنسانية، مشيرة في تقرير لها، اليوم الخميس، إلى أن الباقين في المدينة من المدنيين، يواجهون خطرا أكبر مع اشتداد القتال، فيما يؤكد ناشطون محليون أن عائلات كاملة أبيدت بقصف طيران التحالف الدولي.


ومهّد طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن الطريق أمام تقدم "قوات سورية الديمقراطية" بمئات الغارات الجوية التي أبادت عائلات كاملة، وحوّلت المدينة إلى خراب ودمار، وفق ناشطين من المدينة يوثقون بشكل يومي عدد القتلى، ويؤكدون أن أغلبهم من الأطفال والنساء.


من جانبه، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 773 مدنياً، بينهم ما لا يقل عن 197 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و119 امرأة فوق سن الـ 18، في مدينة الرقة وحدها، منذ الخامس من يونيو/ حزيران الفائت وحتى اليوم. وأشار المرصد إلى أن عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، تعرضت للتدمير نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها، مؤكدا أن هناك قتلى مدنيين آخرين في المدينة، لم يتمكن المرصد من توثيقهم.


وأمام مأساة عشرات آلاف المدنيين العالقين في مدينة الرقة، والذين يتعرضون لقصف جوي عشوائي، لم تجد منظمة العفو الدولية إلا التحذير من قادم أخطر على هؤلاء المدنيين الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم ما بين 20 إلى 50 ألف مدني.


ونقلت وكالات أنباء عن منظمة العفو الدولية الخميس قولها "إن حملة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من الرقة بسورية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وإن الباقين يواجهون خطرا أكبر مع اشتداد القتال في مراحله النهائية". وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن قوات النظام المدعومة من روسيا "شنت هجمات من دون تمييز على المدنيين شملت قنابل عنقودية وبراميل متفجرة في حملة منفصلة ضد متشددي الدولة الإسلامية جنوبي مدينة الرقة"، مضيفة في تقرير لها: "المدنيون... محاصرون في المدينة تحت النيران من كافة الجوانب".


ودعت المنظمة الدولية "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة إلى توخي المزيد من الحذر فيما تقاتل للسيطرة على أحياء وسط المدينة، مضيفة: "من الضروري أن تتخذ كل أطراف الصراع كافة الإجراءات الاحترازية الفعالة للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين بما في ذلك الكف عن استخدام الأسلحة المتفجرة التي تترك أثرا كبيرا في المناطق المأهولة بالسكان إلى جانب وقف الهجمات غير المتناسبة ودون تمييز"، وفق المنظمة.


وأفاد تقرير المنظمة الدولية بأن "داعش"، والذي سيطر على الرقة ومحيطها في 2014 "يستخدم المدنيين داخل المدينة السورية الشمالية كدروع بشرية، ويستهدف من يحاولون الفرار بالقناصة والألغام".


ونزح منذ بدء معركة استعادة السيطرة على الرقة عشرات آلاف المدنيين، يقيمون في مخيمات في شمال وشرقي المدينة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وسط عدم اكتراث من المنظمات الدولية المعنية بالعمل الإنساني.


وحمّل الائتلاف الوطني السوري في بيان له الأربعاء التحالف الدولي المسؤولية عن سقوط ضحايا مدنيين، في مدينة الرقة، مشيراً إلى أن "القصف العشوائي الجوي والبري الذي تتعرض له المدينة وريفها طيلة الأشهر الماضية تسبب بموجات نزوح كبيرة وحالة من الفوضى والهلع، فيما لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين في الأحياء الخاضعة لتنظيم داعش، ويتعرضون لمخاطر هائلة ما بين سندان التنظيم الإرهابي، ومطرقة المليشيات المدعومة والمساندة من التحالف الدولي".