من يدخل إلى "قصر المعارض" في روما، بهدف حضور معرض الفنان الإيطالي كارافجيو (1571 - 1610)، سيجد نفسه أمام جدران بيضاء، بلا لوحات مُعلّقة عليه.
هذا ليس مقلباً؛ إذ سيجد الزائر، بعد هنيهة، الجدران نفسها مُغطّاة بأعمال الفنان، من خلال تقنية "الواقع المعزّز"؛ وهي شاشاتٌ تنقل 57 لوحة على الجدران بأحجام ضخمة.
تُنقل اللوحات المكبّرة عبر فيديو مدّته خمسون دقيقة. تمرّ أمام المتفرّج مجموعة من أعمال كارافاجيو الشهيرة، مثل "الغشّاشون" و"جوديث تقطع رأس هولوفرن" و"شكوكية القدّيس تومس".
يكشف عرض اللوحات بهذه الطريقة للجمهور التقنيات والمواضيع الرئيسية التي اعتمدها الفنان في أعماله، خصوصاً أنّه كان يحاول التحايل على الكنسية التي كانت تحرّم رسم ما لا يخصّ الرموز الدينية؛ فكان يمرّر في بعض لوحاته أشخاصاً يمثّلون جزءاً من واقعه المعيش.
هكذا، فإن تكبير الشخصيات على الجدران، والتركيز عليها بهذه الطريقة، يُتيح للزائر أن يعاين تفاصيل اللوحات أكثر، بما قد لا يلحظه في الأعمال بحجمها الطبيعي. كما أن تقنية "تعزيز الواقع" ستجعل تلك الشخوص تبدو وكأنّها انبعثت من جديد.