كادلو من مدمن سابق للمخدرات لمستشار ترامب الاقتصادي

15 مارس 2018
مدير المجلس الاقتصادي القومي للبيت الأبيض، لاري كودلو
+ الخط -

قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بملء الفراغ الذي تركه كبير مستشاريه الاقتصاديين ورئيس المجلس الاقتصادي القومي NEC غاري كون، الذي استقال قبل أسبوع، عبر تعيينه لاري كادلو، لشغل الوظيفة المرموقة.

وقال المدير الجديد للمجلس الاقتصادي القومي للبيت الأبيض، لاري كودلو، أمس، إن الصين جلبت على نفسها ردا قاسيا من الولايات المتحدة ودول أخرى فيما يتعلق بالتجارة.
ومتحدثا في مقابلة مع محطة تلفزيون سي.إن.بي.سي، قال كودلو "الصين لا تتقيد بالقواعد منذ وقت طويل... أجد لزاما علي أن أقول، كشخص لا يحب الرسوم الجمركية، أنني أعتقد أن الصين جلبت على نفسها ردا قاسيا" مضيفا أنه يأمل بأن يتصدى ائتلاف من الدول للصين في التجارة. وقال كودلو أيضا إنه يشعر بارتياح للإعفاءات المقترحة لبعض الدول من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم، وإنه لا يعتقد أن تلك الرسوم ستلحق ضررا بالاقتصاد الأميركي.

عمل لورانس كادلو، البالغ من العمر واحدا وسبعين عاماً، في بداية حياته بوظيفة "اقتصادي" في بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي، في الإدارة المختصة بعمليات السوق المفتوحة، ثم التحق بعد ذلك بمكتب الإدارة والموازنة، أكبر أقسام المكتب التنفيذي للرئيس الأميركي، والمسؤول عن إعداد موازنة الرئيس، كمدير مشارك للاقتصاد والتخطيط، وشغل في نفس الوقت منصب عضو اللجنة الاستشارية لشركة الرهون العقارية فريدي ماك. 

كما شغل كادلو، اعتباراً من عام 1987، منصب كبير الاقتصاديين والعضو المنتدب في بنك الاستثمار بير ستيرنز "Bear Stearns"، الذي تصادف هذه الأيام الذكرى العاشرة لانهياره إبان أزمة الرهون العقارية، قبل أن يشتريه بنك جي بي مورغان تشيس. وفي عام 1994 تم فصله، بعد أن تسبب تعاطيه للمخدرات في تخلفه عن تقديم عرض لأحد كبار عملاء البنك. واعترف كادلو بعدها بأنه ينفق حوالي عشرة آلاف دولار شهرياً على الكوكايين.
والتحق كادلو، الحاصل على شهادة جامعية في التاريخ من جامعة روتشستر بنيويورك، والذي لم يكمل دراسة الماجستير بعد دراسته للسياسة والاقتصاد، بعدة وظائف استشارية في شركات أميركية، كما شارك في العديد من الحملات الانتخابية لمرشحين في الكونغرس. وكان للعمل الاعلامي أيضاً نصيب لديه، حيث أمضى فترات طويلة خلال العقدين الماضيين كمعلق، ومحلل اقتصادي، وقدم برامج تلفزيونية، وكانت له كتابات منشورة في العديد من الصحف الأميركية، وكان أيضاً مستشاراً غير رسمي لحملة ترامب في انتخابات 2016، وظل ترامب يستعين بنصائحه بعد دخوله البيت الأبيض، في القضايا الاقتصادية الهامة. ويرى مرشحو كادلو أن طبيعة عمله الإعلامي خلال السنوات الأخيرة ستساعده على توصيل سياسات الرئيس الأميركي للعامة بصورة تجعلها مقبولة.



وقدم كبير مستشاري الرئيس الأميركي الاقتصاديين ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني NEC غاري كون، استقالته الأسبوع الماضي بعد جهود فاشلة لمنع ترامب من فرض تعريفات جمركية على واردات الصلب والألمنيوم. وعارض كون إصدار قرار للتعريفات الجديدة، إلا أنه خسر معركته أمام مستشار ترامب التجاري ووزير تجارته، اللذين هندسا عملية إقرار التعريفات. وشغل كون قبل دخوله البيت الأبيض منصب الرجل الثاني ومدير العمليات ببنك الاستثمار غولدمان ساكس، براتب سنوي يتجاوز العشرين مليون دولار، وتركه ليقدم النصيحة الاقتصادية لترامب، براتب سنوي لا يتجاوز الثلاثين ألف دولار. أما كادلو، فلم يعمل مؤخراً في أي شركة خاصة أو جهة حكومية، واكتفى بالظهور الإعلامي.
ومثل ترشح كادلو للوظيفة مفاجأة كبيرة للمتابعين، حيث إنه كان من المعارضين لسياسات ترامب التجارية، وكثيراً ما انتقدها علانيةً. وانتقد كادلو أيضاً سياسات الدولار الضعيف أمام العملات الأخرى، وارتفاع عجز الموازنة الأميركية، وقضايا أخرى. لكن ترامب خفف من أهمية تلك الاختلافات في الرؤى، وقال في حديث سابق إن كادلو مرشح قوي للوظيفة، وأضاف "نحن لا نتفق على كل شيء، لكن في هذه النقطة، هذا أمر جيد، فأنا أريد سماع آراء متنوعة".
وشهدت حياة كادلو العديد من التحولات الكبرى، حيث أمضى فترة طويلة من حياته كسياسي نشط في الحزب الديمقراطي، قبل أن يتحول إلى الحزب الجمهوري، كما تحول إلى الديانة الكاثوليكية بعد أن ولِد لأسرة يهودية، وتزوج ثلاث مرات، وشُفِي من إدمان المخدرات. ويأمل ترامب أن يكون أحد التحولات الكبرى في حياة كادلو تأييده لفرض تعريفات جديدة من أجل تحسين شروط الاتفاقات التجارية للولايات المتحدة الأميركية، بعد أن كان رافضاً لها في بداية الأمر.
وأظهر ترامب في الأيام الأخيرة بعض المرونة في موضوع فرض التعريفات على الصلب والألومنيوم، وبعد أن أعفى كندا والمكسيك، ثم أستراليا، أعلن أن "الباب مفتوح أمام أي دولة لإعفائها من تلك التعريفات" لو كان هناك ما يبرر ذلك. ونقل أحد المقربين من كادلو قوله أنه على استعداد لتأييد التعريفات الجديدة، بعد التعديلات، لاستخدامها كأداة في تفاوض على نطاق أوسع، من أجل تحسين شروط العلاقات التجارية مع الدول الأخرى". وقال ترامب، أول من أمس، إن كادلو "وصل إلى قناعة أن التعريفات الجمركية هي أيضاً نقطة تفاوض".



وأصبح قرار تعيين كادلو محسوماً، حيث نظر ترامب في أمر أكثر من عشرة مرشحين للمنصب خلال الـ72 ساعة الماضية، من بينهم رجل الأعمال النيوزيلاندي الأصل، كريس ليدل، والمرشح السابق لرئاسة بنك الاحتياط الفيدرالي، كيفين وارش وأيضاً المستشار التجاري لترامب، بيتر نافارو، وهو الشخص الذي أشرف على إعداد التعريفات الجمركية الجديدة حتى خروجها إلى النور. لكن غياب المرشحين الأقوياء زاد من احتمالات حصول كادلو على الوظيفة. وقال مسؤول في البيت الأبيض "قد يختلف كادلو مع ترامب داخلياً على فرض قيود على التجارة، أو الانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة مع دول أميركا الشمالية (نافتا)، إلا أنه في الأغلب سيدافع عن قرارات الرئيس علانيةً، لو اختلفت عن توصياته، أكثر من كون".
المساهمون