وشرح كاتانيتش في حوار خاص مع "العربي الجديد" اختياره للاعب الشرطة العراقي مهند علي بدلا من زميله علاء عبد الزهرة في مباراة تونس الودية، كما علق على تجربته في قيادة المنتخب العراقي، ومتحدثا عن مستقبله في تدريب "أسود الرافدين" في هذا الحوار.
هل أنت راض عن تجربتك مع المنتخب العراقي؟
أعتبر تجربتي كمدرب للمنتخب العراقي لكرة القدم ناجحة، وراض تماما عنها، لعبنا مباريات جيدة مع العديد من المنتخبات الآسيوية، وقدمنا مستوى مميزا ومردودا يليق بسمعة أسود ألرافدين في المسابقات الرسمية، سواء في بطولة أمم آسيا الأخيرة أو في المباريات الودية و آخرها ضد منتخب تونس في ملعب رادس .
الأداء كان جيدا لكافة العناصر، ومنذ أن تقلدت الأمور الفنية للمنتخب إعترضت طريقي صعوبات لم تكن في صالح رؤيتنا، وهذه المشاكل قلصت من حظوظنا لتحقيق الأهداف المنشودة. لذلك كان يجب الجلوس على الطاولة وحل هذه المشاكل بسرعة، لأن هذه الصعوبات أثرت جذريا علينا وعلى المنتخب ونتائجه الأخيرة.
ما هي أهم الصعوبات التي تتحدث عنها؟
العراقيون يعرفون جيدا عما أتحدث، أهم مشكلة تواجه العراق هي التأشيرات التي سببت لنا مشاكل جمة في المنتخب، وشكلت لنا أرقا كبيرا، كما أطاحت بمخططاتي الفنية التي رسمتها.
الأمر أصبح صعبا جدا، فلم يعد بإمكاني العمل مع مجموعة اللاعبين التي أريدها بسبب مشكلة جوازات السفر والتأشيرات، فقبل أن أقيم وأحسم رأيي الفني في دعوة اللاعبين، يجب أن أتصل بالإتحاد العراقي وأستفسر عن الجوازات والتأشيرات، وهذا ليس عملي، كما يتعرض الإتحاد العراقي لنفس الإشكال في كل معسكر خارجي أو مسابقات إقليمية أو دولية.
حتى أن الأمر امتد لقبول دعوات إقامة المباريات الودية أو الرسمية من الإتحادات، يجب أن يمر في مرحلة دراسة مشاكل التأشيرات أولا والذي يسبب لنا أرقا متواصلا.
مثلا، وفي كل مرة، أقوم بدعوة قائمة اللاعبين المحليين قبل شهر على الأقل من أجل أن أترك حلولا للإتحاد العراقي لكرة القدم لفض مشكلة التأشيرة، وفي تلك الفترة ، تتغير العديد من المعطيات، كالجاهزية البدنية للاعبين إلى أن تصل إلى حد إصابة بعضهم في الدوري ولا أستطيع تعويضهم مثلما حصل في مبارة تونس الودية، وأضطر في كل مرة إلى إعادة النظر في قائمة اللاعبين المدعوين للمعسكرات والمباريات .
توجهنا إلى تونس بصفوف غير مكتملة تمثلت بغياب سبعة لاعبين بسبب مشاكل التأشيرات، فعملي ومخططاتي الفنية وكل ما أقوم به من إجتهاد يذهب سدى. حاليا لست سعيدا إطلاقا ولا أعرف ما سيحصل، ولكن هذه المشكلة يجب أن تُحل سريعا.
كيف تقيم المباراة الودية مع منتخب تونس؟
حين طلب منا إجراء مباراة ودية دولية مع منتخب تونس وافقت دون تردد، نظرا لمعرفتي بالمستوى الجيد لنسور قرطاج لأن المنتخب التونسي كان دائما في أعلى المستويات، المباراة كانت صعبة علينا وكانت إمتحانا جيدا بالنسبة للاعبين للتعرف أكثر على مستواهم الحقيقي أمام منتخب محترفي تونس.
في ظل تواصل الدوري العراقي وامتداده لفترة طويلة، هل سيؤثر ذلك على إعداد المنتخب لتصفيات كأس العالم؟
سيشارك المنتخب العراقي قبل الدخول في تصفيات كأس العالم "قطر 2022"، ببطولة غرب آسيا والتي ستقام في العراق، مطلع شهر آغسطس/آب المقبل، وستكون أفضل إعداد للمنتخب لتصفيات كأس العالم التي نأمل عبرها بالتأهل، لأنها كأس عالم بنسخة عربية، ثم أن التأهل لهذا الحدث الكروي، يعد إنجازا تاريخيا لكرة القدم العراقية والعربية.
المنتخب العراقي هو محصلة نخبة لاعبي الكرة العراقية في قائمة منحصرة بـ 23 لاعبا فقط، أما الدوري فيعج بمئات اللاعبين.
وبالنسبة للبرنامج العام للمعسكرات والمباريات فلا توجد به أي مباراة ودية خاصة بأيام الاتحاد الدولي "فيفا داي"، لذلك أعتقد أن المباراة القادمة ستكون في شهر سبتمبر/أيلول من العام الجاري، وعليه لاعلاقة للدوري وإستمراره لشهرين آخرين بعملنا في صلب المنتخب الوطني .
كيف تقيم الدوري العراقي مقارنة بالدوريات العربية الأخرى؟
لا أستطيع المقارنة بين الدوريات العربية، لكن يمكن القول إن الدوري القطري والسعودي جيدان، بالنسبة للاعبين المحليين أعتبرهم في نفس المستوى، مقارنة بلاعبي البلدان الأخرى العربية والآسيوية، فقط الفارق يكمن في اللاعبين المحترفين.
أعتقد أن الدوري القطري يقدم مجموعة من اللاعبين لفتوا الانتباه، وأصبحوا في مستوى جيد جدا بفضل إتباع طرق الإحتراف المعمول بها على مستوى كبير .
لا أستطيع أيضا أن أقارن الدوري العراقي بالدوري القطري على سبيل المثال، في ظل البنية التحتية الرائعة والمثالية لقطر، فهم يمتلكون ملاعب وظروف ملائمة من أجل ممارسة كرة قدم محترفة، عكس العراق الذي يشكو نقصا في الملاعب والتجهيزات الرياضية، ما أود قوله هو أن العراق أمام تحد كبير رياضيا، وينتظرهم عمل كبير لمزيد التطور والنهوض بكرة القدم العراقية وصولاً إلى الإحتراف بكافة أركانه المطلوبة.
ماهي الرسالة التي توجهها للاعب العراقي لكي يحترف في أوروبا؟
لدينا لاعبون جيدون وموهوبون ولديهم فنيات جيدة في الدوري وفي المنتخب العراقي، ولكن في أوروبا الأمر يختلف تماما، فكرة القدم الأوروبية نسقها مرتفع و سريع جدا، وتعتمد على الإمكانات البدنية والعقلية الإحترافية، ولا أرى اللاعب العراقي في مستوى اللاعب الأوروبي.
برأيي أن اللاعب العراقي غير جاهز بشكل تام حاليا لخوض مثل هذه التجارب على أعلى مستوى، ويجب أن تتغيرالعديد من الأشياء، وأهمها طريقة العيش، الأكل، النوم وحتى الكلام، وكما أسلفت الذكر يجب توفر العقلية الإحترافية، وهي غير متوفرة.
وجهت الدعوة لهداف الدوري العراقي علاء عبد الزهرة ولكنك تراجعت عن دعوته في القائمة النهائية.. بماذا تفسر ذلك؟
أعتقد أن مهند علي قام بدوره مع المنتخب، وكنت راضيا على أدائه وعن مستواه الفني، وما قدمه حتى الآن، ففي المنتخب الوطني لا نحتاج إلى أربعة مهاجمين لأجل مباراة دولية واحدة. كما أن الأمر يتعلق أيضا بالمتغيرات التي تطرأ علينا في كل مرة.
ما هي نصيحتك لميمي بالنسبة لمستقبله الاحترافي ؟
انا مدرب وطني، لا أعطي نصائح للاعبي المنتخب، لست وكيلا للاعبين، أكون سعيدا لو يجد كل لاعبي الدوري فريقا جيدا وهذا يساعدنا في المنتخب. وبالنسبة لي ما يهمني أن يجدوا فريقا محترفا قوياً يلعبون فيه ويطورون من قدراتهم، ليكونوا جاهزين مع المنتخب، وأتمنى له التوفيق وأن يعود بالنفع على العراق.
هل لك أن تكشف لنا مصير عقدك مع المنتخب العراقي وهل تفكر بخوض تجربة جديدة؟
في الوقت الحالي سأكون صريحا، جلست مع الإتحاد العراقي لكرة القدم، وتبادلنا أطراف الحديث بخصوص مستقبلي معهم، ولكن الرؤى غير واضحة تماما، وسنرى مستقبلا ما سيحصل.