تسجّل السينما المغاربية، في السنوات الأخيرة، حضوراً لافتاً في المهرجانات العربية والأجنبية. فهل يُمكن أن يُنظر إلى ذلك على أنه مؤشّر على انتعاشة يشهدها الفن السابع هناك؟
نظرياً، ثمّة أسباب موضوعية لتحقيق ذلك، وأهمّها اتساع هوامش الحرية مقارنةً بالسابق. ففي تونس، تستفيد السينما من أجواء ما بعد الثورة؛ وفي المغرب، يبدو الاشتغال السينمائي وقد تبنّى خطّاً نقدياً لاذعاً على مستويين: خلخلة الاجتماعي، ونقد السياسي بالحفر في ما يُسمّى بسنوات الرصاص.
بالطبع لا ينطبق ذلك على ليبيا ما بعد القذّافي التي تبدو غير مهيّأة بعد للاهتمام بالسينما، ولا على موريتانيا التي لا تزال في مربّع التجارب الأولى لوضع أرضية للسينما فيها، من خلال بعض المحاولات الفردية. أمّا في الجزائر، فتبرز السينما المستقلّة، على قلّة تجاربها، بشكل أكثر حيويةً وألقاً، مقارنةً بالإنتاج الرسمي.
لكن ما يبدو كميزة في التجربتين التونسية والمغربية، قد يكون في حقيقة الأمر "فخّاً" سبق أن وقعت فيه السينما الجزائرية التي طغت عليها الماضوية.
الأمر شبيه أيضاً بتجربة السينما العراقية بعد 2003، التي اتّجهت إلى زمن صدّام حسين، من دون أن تقول الكثير عن الفترة التي جاءت بعده؛ عن الاحتلال والطائفية والفساد، كأن ثمّة ميلاً دائماً في السينما العربية إلى محاكمة المراحل السابقة، في مقابل غضّ الطرف عن الخراب المحيط بها من كلّ جهة.
اقرأ أيضاً: ماذا تفعل هنا؟