ترتكب قوات النظام السوري ومليشيات محلية وطائفية عمليات سرقة ونهب واسعة في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وسط تأكيدات بحدوث عمليات اعتقال وتصفية لمدنيين، وذلك عقب استباحتها للمنطقة وتهجير عشرات الآلاف من أهلها.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام "نهبت كل شيء في مدن وبلدات الغوطة الشرقية"، مضيفة أنه "تم تعفيش البيوت بالكامل، ومن ضمنها بيوت فضّل سكانها البقاء فيها على التهجير خارج الغوطة".
وأشارت إلى أن عناصر في هذه القوات كتبوا على جدران المنازل "أرواحكم لكم، وأموالكم لنا"، موضحة أنه تمت سرقة أبقار في الغوطة، وبيعت بعد ذلك بنحو 150 ألف ليرة سورية (نحو 300 دولار)، رغم أن ثمنها يصل إلى مليون ليرة (2000 دولار)، مضيفة "جرت، أيضا، سرقة برادات وأدوات كهربائية من حرستا، وجرى نقلها إلى ضاحية الأسد، وعش الورور، ومزة 86".
وأكدت المصادر حدوث عمليات اعتقال في مدينة كفربطنا لمدنيين، من بينهم نساء، مشيرة إلى قيام قوات النظام بعمليات تصفية لعدد من المدنيين في عدة بلدات بالغوطة.
وأضافت "لم تعد تقدم قوات النظام على تصوير ما تقوم به من عمليات تصفية للمدنيين كي لا تتسرب لوسائل الإعلام، كما حدث في مناطق أخرى خلال سنوات الثورة".
وتعد عمليات "التعفيش" في الغوطة الشرقية من أكبر عمليات السرقة التي جرت في ريف دمشق، لكن سبقتها عمليات أخرى في كل المحافظات السورية، وهو ما حوّل هذه القوات إلى مليشيا تمتهن السرقة، على غرار ما تقوم به مليشيا "الدفاع الوطني"، التي تضم شبيحة النظام، ومليشيات إيرانية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار، الإثنين، إلى أن الغوطة "تشهد استمرار عمليات النهب لممتلكات المدنيين المهجَّرين، ومحتويات المرافق العامة والمقرات التي أخليت أو جرى السيطرة عليها".
وأضاف المرصد أن "عمليات النهب التي يقوم بها مسلحون موالون للنظام وعناصر من قوات النظام، لا تزال مستمرة في مدينة حرستا، إذ يقوم منفذو عمليات النهب بنقل كل المسروقات إلى مناطق سيطرة قوات النظام في ضواحي دمشق"، كما أكد أن المناطق التي تقدّمت إليها قوات النظام في الغوطة، والتي بقي فيها قرابة 37 ألف مدني، تشهد عمليات اعتقال تطاول شباناً يتم اقتيادهم إلى مراكز اعتقال في المنطقة، في نسف واضح لاتفاق "فيلق الرحمن" مع الروس.